من لم يصدق بأننا أمام أحزاب الذل والعار فمسيرة الأحد ضد أسلمة البلاد كانت لبنة من ” الشوهة ” التي تعرفها الساحة السياسية وانحطاط النخبة المتسيسة في تدبير إدارة مؤسساتها ومنشآتها الحزبية (…) فالواقع يؤكد أن الأحزاب المغربية في حاجة لتأطير وليس المواطن المنخرط الذي بدا خلال هذه المسيرة المشئومة أفضل من الأمانات العامة ومكاتبها السياسية …
فالمجتمع لا نؤاخده لكونه أمة مذنبة ورب غفور … فعندما تحضر التصريحات على أن أعوان السلطة طالبت منهم الإنخراط في مسيرة سلمية ضد الإرهاب لبوا النداء من أجل الحفاظ على الأمن واستقرار البلاد فلا أحد يمكنه أن يلوم هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع المغربي التي افتقرت إلى الهواء النقي إلى التعليم إلى السكن والشغل وإلى رخاء , لا يمكن لأي كان أن ينعث هؤلاء بالبلطجية أو الشماكرية لكون لا أحد يرضى لنفسه نفس المصير (…) العتاب على من قام بخدعة الناس وجرهم إلى مسيرة لايعرفون مضمونها ووظف الجمهور من أجل تصفية الحسابات والإجهاز على الغريم الند تأليبا وتسخينا للحملة الإنتخابية وكما يقال ” الحرب خدعة ” لكن ما يقلق كثيرا هو نفي وزارة الداخلية لهذه المسيرة وسط عمالة الفداء درب السلطان الغير مرخص لها ودون قائد ودون مؤطر فأين التقارير بهذا الخصوص من قبل مصلحة الشؤون العامة والمصالح الأمنية والوقائية التي تدبر ؟ ولماذا لم تعطى الأوامر في وقتها لتفريق مسيرة راجلة دون هوية في الشارع العام ؟ كل هذه الأمور تضعنا أمام استفهامات تؤكد أن الحياة السياسية في طريق مسدود وأننا مطالبون بإجهاض التجربة الديمقراطية المبنية على الإستقواء والتحكم والإرضاء ومأسسة الجيل الجديد بما يطبع العالم الديمقراطي للنهوض بشعب متعلم حافظين له كرامته ومحققين التنمية الإقتصادية والحقوقية .
فإذا كنا جادين في تحقيق الديمقراطية فما علينا إلا حل الحكومة والبرلمان وتكليف لجنة مستقلة تقنوقراطية تتولى تصريف الأعمال والسهر على الإنتخابات بمساعدة السادة القضاة ,و الحال على ما عليه فهو مضيعة للوقت ولن يفرخ إلا مزيدا من الإستهتار بالعمل السياسي سيسفر لا محالة على فقدان التقة في المؤسسات قد يؤزم الأوضاع إلى ما لايحمد عقباها .
فأصلي اليوم صلاة الجنازة على الأحزاب المغربية أملا في ولادة جديدة ووجوه جديدة تخدم المصالح العليا للبلاد والعباد .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي