مغاربة إيطاليا و الدرس الكبير في المواطنة في زمن كورونا…. لا يجب الاستغراب من التفاعل النوعي و الواعي لمغاربة إيطاليا مع فيروس كورونا..حيث انخرطوا بشكل كبير في التوعية أولا بمخاطر الفيروس القاتل و كذا أشكال الوقاية منه و أهمية البقاء في المنازل طوال مدة الحجر الصحي ٬ ثانيا الانخراط الفعلي و الواقعي في أعمال الإسعاف و الإغاثة من خلال العمل التطوعي ٬ وثالثا من خلال تقزيم الأخبار الزائفة… فمغاربة إيطاليا أبانوا عن وعي كبير بأهمية الثورة الرقمية ٬ لذلك سَخًـرُوهـا لخدمة أهدافهم في مجالات الوقاية و تقديم النصائح و كذا الانتظام في مجموعات خاصة او عامة في وسائل التواصل الاجتماعي ليس لقتل الوقت ٬ بل للاستفادة من الوقت و جعل الحجر الصحي مناسبة مـفيـدة لهم ولأسرهم … كما لوحظ ان مغاربة إيطاليا تميزوا خلال هذا الوباء بارتفاع عدد وصلات الإرشاد او حتى للسخرية من بعض التصرفات خاصة الطائشة منها.. كما ارتفعت عدد الفيديوهات المباشرة على المنصات الرقمية خاصة في الفترات المسائية.. مغاربة إيطاليا أبانوا عن درجة كبيرة من الامتنان والمآزرة للشعب الإيطالي المِضياف و المُحب للحياة ٬ لذلك فقد شارك مغاربة إيطاليا في الاحتفالات من النوافذ و البالكونات و مواقع إيطالية عديدة في الفضاء الأزرق … و لانهم مواطنون إيطاليون بكل ما تحمله الكلمة من معنى فقد شاركوا في غناء شعار مـامِـيلـي…أي النشيد الوطني الإيطالي… و يحسب لمغاربة إيطاليا أيضا ٫ تقزيم كل ” الأخبار الزائفة ” بخصوص تداعيات فيروس كورونا من خلال تقديم فيديوهات مباشرة يومية و بمتابعات مهمة أدخلت كل ” تجار المآسي ” و مروجي الأخبار الزائفة جحورهم… حيث يعمل ” البلوغورز ” من مغاربة إيطاليا على توفير المعلومة الصحيحة من مصدرها ٬ و أي مصدر فبعض ” البلوغرز ” يُــقيمون أصلا في “الـمناطق الحمراء” و بالتالي فـلا يعلو على كلامهم أي كلام آخــر.. الانتماء او الامتنان لإيطاليا ليس فقط بالكلام و الصور المنتقاة بعناية ٬ بل ان مغاربة إيطاليا برهنوا على هذا الامتنان و العرفان و المواطنة بالأفعال…حيث منهم من تطوع في فرق الإنقاذ و الإغاثة ٬ و منهم من صنع كمامات و وزعها بالمجان على المواطنين ٬ ومنهم من قدم تبرعات مالية عن طريق حسابات جارية خاصة لتقديم المساعدة… ومنهم من تطوع في فرق لغسل و دفن اموات المسلمين في زمن كورونا… مغاربة إيطاليا قدموا درسا آخر في الوطنية و الإنسانية ٬ وهو انه رغم عيشهم في بلد اصبح حديث العالم من خلال ارقام الضحايا و المصابين و الموتى بسبب كورونا …و من خلال التنبؤ بأزمات اقتصادية و اجتماعية …في الأفق .. الا انهم لم ينسوا أبدا وطنهم الأصلي و لم يسنوا عائلاتهم و أصدقاءهم بالمغرب ٫ فواصلوا دعهم المالي لعائلاتهم و خصصوا العديد من وصلاتهم لاخوانهم في المغرب بالتزام تعليمات الحجر الصحي…. فكيف نستغرب لمغاربة إيطاليا وهم يقيمون و يعيشون في بلد الثقافة و الفن و العمارة والتاريخ و مهد النهضة الأوروبية… و يرجع الفضل لمفكريهـا و لمثقفيها ولـعلماءها…للعديد من الاكتشافات و الاختراعات التي أفادت الإنسانية جمعاء…ومن قال العكس فالتاريخ بيننا…فِـيـفَـا إيطاليــا Viva l’Italia
حسن شاكر..