مشكلتنا مع بعض الأفراد وليس مع الدين

عندما نرى أكاديمي ومحسوب على الثقافة يجزم بأن الدين الإسلامي سبب تخلف العرب والمسلمين وأن شعار الإسلام خرافة وضحك على الدقون , فالأمر يستوجب الوقوف من جديد للرد على السيد أحمد عصيد الذي اعتدنا على خرجاته المثيرة للجدل داخل دولة إسلامية منفتحة على الديانات الأخرى مستخففا ب99% من المسلمين .
فكان الأرجح للسيد أحمد عصيد أن يتحدث عن الفرد وليس عن الدين الإسلامي لكون هذا الدين تعليمات من السماء باعتبار القرآن الكريم وحي من الله عز وجل كما أن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام رسالة سماوية وتكليف رباني للتعليم والتهذيب والتخليق أما  الأئمة الأربعة والعلماء الكبار فقد أجمعوا على ” لا اجتهاد مع النص ” وبهذا يكون الدين كاملا ومكتملا  فأين يكمن الخلل ؟
السيد أحمد عصيد  مع احترامي لكم , فكثير هي الآراء التي طرحتَها في العديد من المناسبات المتحاملة على الفقهاء والعلماء وعلى الإسلام  لم تجد مكانها داخل حدود المغرب الجغرافية باستثناء من هم حولك وهم قلة قليلة من حقهم التصفيق لها وحقنا أن نختلف معها ونحترمها,  وكذلك لكون المغاربة المسلمين مقتنعين بالإسلام دينا وبمحمد رسولا عليه الصلاة والسلام فإذا كان أي إشكال فهو من الفرد نفسه لا على مستوى تدبير الحقل الديني في إطاره العام  وتوظيفه في الحياة اليومية معاشا وسياسيا واقتصاديا ولا في تطبيقه قانونيا و قضائيا .
مشكلة الفرد في كونه لا علم ولا دراية له بالدين الإسلامي ولا يميز ما بين سطور القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية الشريفة ويجهل تماما أصول الفقه وكيفية استنباط الأحكام من النصوص القرآنية أو الأحاديث أو استخدام القياس وبدون حمرة الخجل ينتقد الأئمة الأربعة  والصحابة وأصحاب الحديث ويستخدم خطاب التذليل والتشويه والضرب في تاريخهم ويستشهد بعلماء الشيوعية والماركسية مستعرضا بطولاتهم لدرجة تقبيل الأرجل مغيبا  طريقة الشيخ والمريد علما أنه يكرسها في حياته إنطلاقا من خزانته المليئة بمؤلفات حاملي الفكر الماركسي والشيوعي واقتناعه بأنه الفكر الأنجع لتدبير الشأن العام والسياسات العمومية .
فإذا كان السيد أحمد عصيد لا يؤمن بالإسلام دينا فنلتمس له العذر لكونه لا يستطيع أن يتحدث عن سيدنا محمد رسول الله بأنه رجل حقوقي وديمقراطي وثوري وسياسي وقائد محنك بل يتحدث عنه ليضرب في رسالته ونبوته والتقليل  من شأنه لدرجة اتهامه بالإرهاب وترهيب الناس  لكن يسقط القناع  بأجنداته الخارجية التي تُسخر البعض للقيام بندوات تحارب الإسلام والمسلمين وتستضيف أسماء  عهدنا فيها المسخ والفجور والذل والعار مسخرين الإعلام المنحل والذي أصبح منتشرا داخل بعض الأحزاب والمؤسسات التي تستأنس ببعضها داخل أوكار الفساد .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل