مشكلة الصحراء لن تحل بالمهرجانات الغنائية وأفلام العري

في الوقت الذي تنشط فيه جبهة البوليساريو دوليا من أجل الترويج لأطروحتها خاصة بعد السبعينية (70 ) لتأسيس الأمم المتحدة يواصل الإنفصاليون أجندتهم بمعية جمعيات وحقوقيين وبرلمانيين داخل أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا من خلال ندوات وعرض أفلام وثائقية تتهم المغرب بدولة إستعمارية فحين أن المغرب اكتفى بالشجب والتنديد وزاغ لأنشطته المعتادة من مهرجانات راقصة ,غنائية أدبية و ثقافية تخلو تماما من قضية الوحدة الترابية فهل الأمر يتعلق بالسكون الذي تتبعه العاصفة أم أن واقع اللامبالاة سيد الموقف ؟
كمواطن مغربي ومتتبع لقضية الوحدة الترابية عن كتب , فجبهة البوليساريو محاطة بمحللين سياسيين وقانونيين ومهندسين أكفاء يظهر ذلك من خلال البرامج السنوية التي لا تتوقف نهائيا من أجل دعم أطروحة تقرير المصير وغزو البرلمانات الدولية بمكرها خاصة بعد أن وجدت الساحة فارغة دون منافسة في هذا الجانب بمعنى أن المغرب لا يعطي أهمية لترويج مقترحه كحل نهائي إلا مناسباتيا أو عندما يشتد الخناق بمفاجآت غير متوقعة تظهر المغرب في موقف سلبي لا يحسد عليه (…)
أنشطة جبهة البوليساريو تنسف كل المساعي التي يقودها ويتبناها المغرب لكون البرنامج المغربي بعيدا عن المواطنين وبعيدا عن الإعلام في حقيقته التي تتناقض والتقارير الدولية لهذا فمن الواجب مصارحة المغاربة بالأزمة ومواقف الضعف حتى يتم الإشتغال عليها من خلال ورش جماعي يفضي إلى نتائج إيجابية بدلا من البكاء على الأطلال أو تكريس العطاء الحاتمي من خلال استضافة وفود غير قادرة على تبني مواقف المغرب كبديل للحل النهائي وفي ذلك مضيعة وهدر للمال العام …
مغاربة الخارج على الخصوص قناة للتواصل الدولي من خلال تواجدها في البلاد الأجنبية وخير سفير يمثل البلاد ويستميت دفاعا على وحدة البلاد الترابية وخصوصا قضية الصحراء المغربية , فما بدله من جهد لإعلاء راية المغرب في المحافل الدولية واستقطاب وإقناع العديد من النواب والسياسيين وجمعيات المجتمع المدني وهيئات غير حكومية خير دليل للعطاء بدلا من الإعتماد على لوبينغ يستنزف الأموال الطائلة وتكليف رجالات ليس لها معرفة بملف الصحراء يتسابقون للظهور أمام الكاميرات التلفزيونية ولا يحتكمون للمعطيات المقنعة غير التنديد والتلاسن وبعيدا عن النتائج الإيجابية (…)
فما ينقص المغرب هو التحرك على المستوى الدولي ببرامج وأنشطة طيلة السنة والعمل على تأسيس شبكة إعلامية للتواصل وترويج المعلومة على المستوى الدولي خاصة في عواصم القرار وداخل الأمم المتحدة , ومن جانب آخر على الأحزاب المغربية أن تضع قضية الصحراء من أولوياتها بدلا من العمل على التنقيب فيما يجلب لها ترويج حساباتها البنكية والحفاظ على مناصبها وحقائبها كما أن من واجب البرلمان المغربي أن يخصص برامج لمناقشة المستجدات والقرارات الأممية والإبداء بالرأي والتنسيق مع وزارة البرلمان التي لها علاقة وطيدة بجمعيات المجتمع المدني وإنعاش الدبلوماسية الموازية لخدمة القضية بكل حكمة وتبصر فلماذا الدعم المالي يصرف بالباطل أمام التكرار والفشل بدلا من حكامة جيدة تفضي لنتائج حميدة ؟

حسن أبوعقيل – صحفي