مسيرة الرباط عنوان للإتفاق

حسن ابوعقيل
الولايات المتحدة / حسن أبوعقيل
وأخيرا جمعتنا كلمة الفصل , حيث توحدت الرؤيا بأن الحراك وطني وليس إقليمي ,  فقد التقى أبناء الوطن الواحد في هذه المسيرة الميمونة  بعيدا عن النزعة العرقية  تحت شعار مغرب واحد وشعب واحد  واللي بغا يقسمنا الله يقسم ليه الظهر(…)
جميع الأطياف حاضرة لا يهمنا  من يكون المنادي هل هو إسلامي أو علماني يكفينا أنه مغربي  يحمل مطالبه على كتفيه  ليبلغها إلى أعلى سلطة في البلاد معربا عن استياءه من الظلم والجور القاهر وسياسة الإستقواء بالمناصب  والمسؤوليات ليعبر عن  سخطه  بكل وعي عن التفقير والتركيع  والرضوخ  كعبيد ,  مطالب مشروعة لتوقيف هذا التعنث الذي لن يزيد إلا ثقافة المعاملة بالمثل والحقد والكره والإنتقام  وسينتج عنه حمامات الدماء لكون العامة  تعيش جروحا غائرة تعيش الإهانة  والمذلة  تعيش  مرارة الديون  والإقتراض  وتعيش الإبتسامة الزائفة  .
مسيرة الرباط عنوان للإتفاق فيما بين المغاربة  أينما كانوا داخل الوطن وخارجه ,
مسيرة الرباط
فالناس من بيوتها كانت حاضرة في الرباط حاضرة وسط زحمة الناس تسير بقلوبها وما تجيش به مشاعر النضال , صورة للحب رغم الإختلاف  والإختلاق  رغم محاولات الإختراق كان الشعب يدا واحدة  صوتا واحد ووطنية واحدة  تقود الجميع إلى تبليغ رسالة التضامن من أجل  تحقيق مطالب مشروعة بعيدا عن زلة الإنفصال  وتلفيق الإتهام من خلال تقارير يستفيد منها كل من شده حنين ما قبل الإنصاف والمصالحة حنين إلى غرف الظلام  ومستنقعات الإغتصاب وترويض الشرفاء الأحرار على بلع ألسنتهم تحت الإكراه طمعا في مسؤوليات أعلى وأكثر .
فالشعب عندما نزل إلى العاصمة  نزل وهو عن  دراية   بمسيرته وأهدافها  , نزل ليرد عن أعداء الوحدة الترابية ليبلغ أعداء الوطن أن الأمة لن تنساق وراء ادعاءات مغرضة  تزرع الفتنة الداخلية وتؤلب الرأي العام  , ورسالة للحكومة المغربية  على أن لا تزج بملف الحراك وخلطه وضمه بملف من يحاربون النظام  لكون الأمة مع الملكية وتحت الراية المغربية  لكنها ضد التمييز والحكرة  ضد القمع  ضد عدالة  عرجاء ضد شعار عفا الله عما سلف الذي يحاكم بموجبه الفقير ولا يناصر به  ناهب المال العام  مطالب تناشد بها ملك البلاد بأن يضرب بكل ما خوله  له الدستور على أيدي كل من أقسم لخدمة الوطن وخان الأمانة وهم كثر في بلادنا وأغلبهم من صنع الإحتقان .
مسيرة الرباط  تصافح فيها العروبي والفاسي والأمازيغي والسوسي  والريفي  وووووو واختلط فيها جيل الأمس وشباب اليوم  إنصهار مغربي تحت شعار واحد لن يزحزحه المتربصون ولا أعداء المغرب ولا من يتاجرون بالوطنية وهم أنذال أنجاس .
ما أحوج البلاد إلى خطاب ملكي يتحمل فيه الجميع المسؤولية  وتهدأ النفوس بعزيمة دستورية وإرادة ملكية  تبدأ بحل الحكومة والبرلمان وإعادة ترتيب بيت الأحزاب المغربية  وتحديد الأولويات من أجل بناء المشاريع التنموية وكفى من تبدير أموال الشعب وثروة البلاد وخيراتها  في أمور ثانوية  والحث على عدالة  يكون فيها القضائي من يحكم وليس السياسي .
فاصل ونواصل
medianews2you@yahoo.com