بقلم : ذ . سمير الغزالي
يعنى التكفير إعلان شخص أن الشخص الاخر خرج عن ملة الدين ،فأصبح مرتدا ،وبالتالي عرضة لأبشع أنواع الخزي والإنتقام فالمؤسسات السياسية المرتبطة تاريخيا بالسلطة الدينية بالغت واسرفت في تكفير الناس بدوافع سياسية محضه فابتدعت تهم جاهزه متلا المس بأمن الدولة ،او إلصاق تهم الإرهاب وغيرها من التهم المتعلقة بدلك فالتكفير السياسي هو أحد أنواع التكفير الشائع بمغربنا ، وهو لا يعرف معاني وقيم التسامح أو الحوار والتعايش والسبب يعود للإندماج الكامل بين الأنا المتضخمة للسلطة وبين المواقف السياسية للفرقاء مما لا شك فيه ان التكفير هو إخراج الخصم السياسي من الحظيرة الإنسانية وإنزال أشد العقوبات السجنية والعداب بل التنكيل به في حالات عديدة وصولا إلى خطفه واغتياله وتدويب جتته بالاسيد كما هو الحال بالنسبة الى الزعيم المرحوم المهدي بن بركة على ايدي بعض الجهال وبإيعاز من مخابرات دول معروفة فالإشكال المريع ينطرح في ظل مجتمعنا الدي حكمته وقيدته عبر تاريخنا الضارب جدوره في القدم تقافة الخضوع والخنوع والاستعباد والتسلط ،وعلاقة الراعي بالرعية ومنطق مفهوم القطيع ، وخندقة الكل في دواليب الواحد الثيولوجي الدي يريد أن يكون المخطط لكل المجالات دون إشراك الأخرين وهده بالكاد من إرهاصات وتجليات السلطة القهرية والتقافة السياسية المتسلطة والتي كانت نتيجة تراكمات ورواسب تقافة الطغيان والحقرة والمهانة والدل والإدلال مند عصور طويلة فتاريخ المخزن راكم معارف عميقة في تسيير دفة الحياة السياسية التي رسختها التخطيطات الاستعمارية حيت ضخت فيها دماء عصرية مكنته من العودة الى الهيمنة بقوة وبأس شديد في كل المجالات الحيوية سيما الأمنية للتحكم في اللعبة السياسية فابتدعت السلطة المخزنية اساليب قمعية رادعة وحيل ماكرة جاهزة لصد حماس وهجومات الصحفيين والكتاب المنادية بالإصلاح ،والمطالبة بإعادة النظر في امور اتضح عدم نجاعتها ونفعيتها الى القاء القبض عليهم والزج بهم في غياهب السجون بعد تكفيرهم والسخط عليهم وإعطاء الاوامر بتوريطهم بتهم ضبابية ظالمة ،مستعينين بكتائب من رجال القانون وشهود الزور ومن تم محاكمتهم لاضفاء المشروعية ودفنهم أحياء وراء القضبان في اخر المطاف فقد اصبح بلدنا حقلا للإدانات التى برع في التخطيط لها تلة من الجهال الخارجين من هامش التاريخ فصفحات التاريخ ممتلئة بالكتير من الشعارات الزائفة التى تدين او تكفر او تشوه الحقائق التى تتميز بها حضارتنا المجيدة أدارسة ،مرابطون،موحدون،مرينيون،علويون وقبلهم اندلسيون وكدلك التقافات والمفاهيم الانسانية المتجدرة ففي هده الإدانة وعدم الإعتراف بالاخر ،او القبول به تكمن بدور الشر ،وأنواع التمييز العرقي والعنصرى والديني ،وكدا ضيق الأفق الفكري وغالبا سوء الفهم وسوء الظن ،فحرمان المواطن من حقه في حرية التعبير وقمع الصحافة والعقيدة أو الموقف او القناعة التى لا تخضع لهيمنة السلطة الحاكمة والتى تدعي امتلاكها للحقيقة المطلقة والجدير بالدكر ان بلدنا أصبح حلبة صراع تستبعد منها الحقيقة والإصلاح ،ويسود فيها الجهل والكراهية والظلم ورفض الاخر وهنا كانت الدعوة للمخزن الى التمسك بقيم التسامح وتجاوز الأخطاء الصادرة عن الأخرين عن قصد او بدونه والى عدم تنصيب أنفسهم قضاة يحاكمون الناس ظلما وجورا او يدينونهم او يكفرونهم ليكون الله عز وجل الحكم الوحيد في قضايا ونوايا الناس وشؤونهم والعارف الوحيد لخفايا قلوبهم وعقولهم فالمطلوب تعرية هدا الفكر التكفيري السائد اليوم بشكل غير مسبوق ،والكشف عن جدوره التي ليست من الله تعالى في شئ ،تم إظهار مدى توغله المدمر وخرقه لمفهوم السلطة الحقيقية فمصلحتنا في المشاركة والتبادل الحضاري البناء وتفعيل الديمقراطية والتطوير والتحديت وليس في الإنغلاق والتكفير والانصراف الى اساليب بوليسية عفا الدهر عنها،وقهر العقل وسجنه في قفص التخلف والعصبية الجاهلية أليس فينا من المقومات الإنسانية والحضارية والتاريخية ما يسعفنا للوقوف على أرجلنا أقوياء نفكر قبل ان نعمل ونعمل قبل نأكل ونسامح ونصفح ونغمض العين عن زلات الاخرين ؛ فإرادة الخالق شاءت أن يكون الإنسان خليفته في الأرض وبالتالي فهو سيد هدا الكوكب والعقل المدبر له وامره بالعبادة والبر والاحسان وفعل اعمال الخير والتعايش بحب وإيخاء وأمن وسلام مع اخيه الانسان بصرف النظر عن عرقه وجنسه ودينه فالاديان جاءت لتهديب النفوس البشرية وتشديبها وتزكيتها وتدريبها على احترام الاخر لا الى دفعها الى الهاوية التمتلة في زرع الفتنة والتفرقة وإشاعة شرور التكفير والتكفير المضاد وإلغاء الاخر وإباحة قتله وسلب حريته وهتك عرضه وحرمته