تنطلق الأحزاب وكأنها عروسة تتهيأ ليوم الزفاف , ما يجعلها تتحرك في كل الإتجاهات من أجل إنجاح يوم ” الدخلة ” بكل الإمكانات الممكنة دون إغفال الحيطة ولو من القريب ويبقى الأهم بالنسبة لها اليوم التاريخي لقيادة بيتها كسلطة تنفيدية .
فبعد خطاب 20 غشت , خرجت الأحزاب من جحرها وبدأت تشتغل على موضوع الكفاءات في رسالة واضحة مؤكدة أن ما حمله خطاب الملك لا يمسها وأنها مؤسسات قائمة تقوم بواجبها الدستوري بكل ارتياح (…) أملا في ضخ دماء جديدة في مناصب المسؤولية علما أن مثل هذه الحالات يستفيد منها الأمين العام للحزب لأن كلمته هي العليا أمام جميع الأجهزة أو الهياكل الحزبية فهو بمتابة ملك داخل مؤسسة يحتكرها شكلا ومضمونا بعيدا عما اعتدنا عليه قبل رحيل الزعامات الحزبية رحمة الله عليهم .
فاليوم لم يبق من النضال إلا الحروف , كلمة أصبحت مداومة ومداولة في كل المجالس الحزبية وأصبح النضال لمن لا نضال له وبمجرد انخراط الفرد تلصق به كلمة ” المناضل ” فحين كثير منهم لا يعرف تاريخ حزبه ولا من تعاقبوا على قيادته أما الأهداف فهي تتشابه من حزب لآخر حيث المنافسة على الحقيبة وكراسي المسؤولية .
الواقع يؤكد أن الأحزاب فقدت مصداقيتها وثقة الجمهور , لهذا لجأت لسياسة التنافس في برنامجها للتقرب والإستفراد بملك البلاد وتسخير تعليماته في كل المناسبات طمعا في العطف المولوي وإحاطته برجالات الحزب وهذا ما سارت عليه جل الأحزاب يمينا ويسارا ووسطا وأصبحت تستقطب الناخب على أساس أنها أحزاب جلالة الملك وأنها المعتمدة في خدمة المصالح العليا للبلاد والعباد وتناست بأن وعي الشارع المغربي من كل هذه الحركية قائم وحاضر معتبرا أن أطماع المكاتب السياسية مردود على منشآتها الحزبية التي تفتقد للحنكة والحكامة والإرادة والتدبير , فقد فشلت في تدبير السياسات العمومية و إنتاج نخب كفأة قادرة على تحمل المسؤولية وتنزيل الدستور واحترام القانون وخير دليل دوبانها داخل البرلمان والحكومة .
فاللجنة المشرفة على التنمية لايمكنها النجاح إلا إذا كانت خارج الأحزاب , متمتعة بكل استقلالية القرار بمعنى أنها لا تنتظر من الأمين العام الضو الأخضر أو من أي جهة تملي عليها ما يجب (.) فلم نجن من الإملاءات إلا شعب بدون حقوق واقتصاد دوني وحياة إجتماعية ضنكا وقضايا عالقة .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل