المشهد الذي ظهرت به انتخابات مجلس المستشارين يدعو للقلق خاصة بعد نكسة الأحزاب في إيجاد مرشح لها ينافس مرشح حزب الأصالة والمعاصرة عبد الحكيم بنشماس والسبب في ذلك حسب تصريحات مسؤولين سياسيين أنها لا تتوفر على مرشحين لهم تجربة ومتمكنين ومحنكين فبالله عليكم باش انتما محزمين وتعتبرون أنفسكم مؤسسات دستورية قائمة من أجل تأطير المواطنين وتخريج نخب سياسية قادرة على تدبير الشأن العام وخدمة السياسات العمومية .
فشخصيا لم أقتنع بهذه التخريجة التي تبناها أكثر من حزب وخاصة أحزاب الأغلبية التي تتواجد بها أطر وطاقات شابة مؤهلة لمنصب رئيس الغرفة الثانية ولو أن هذه الغرفة غير زايدة أكتخسر فيها فلوس الشعب يمينا ويسارا على المستشارين ومصاريف البناية وجماليتها واستقبال الزوار والضيوف الأجانب والرحلات والأسفار والحج والعمرة . ودورها – الغرفة الثانية – إلى حد الساعة مجهول فهل هي تمثل مجلس الشيوخ الأمريكي مثلا أو غيره من البرلمانات التي تحترم نفسها (…) أم أنها مجرد غرفة ” انتظار” في أي مستشفى مغربي بإمكان أي دخولها ويحط الرحال بها ؟
ما هو غير مفهوم أنه في العالم الديمقراطي رئاسة مجلس النواب أو المستشارين تخضع لهيئة عليا تنظر في كفاءة المرشح و التدقيق في تاريخه السياسي بما فيه سجله العدلي وبعد الموافقة عليه , يمرعبر التصويت بيد أن برلماننا لا يخضع إلا للتوافقات والتحالفات والمقايضة والمؤامرة تكريسا للمصالح الحزبية وتغيير الحقائب والحفاظ على ضرع البقرة الحلوب , وإلا فلماذا هذا الكم الهائل من الأحزاب في غياب كفاءات قادرة على تحمل مسؤولية رئاسة الغرفتين (…) لكن الأحزاب نفسها ستصوت على نواب الرئيس ونواب الرئيس هم رؤساء في غيابه بمعنى أن أهليتهم دون مصداقية وإن صحت تقديراتهم – الأحزاب – على أنها لا تتوفر على من يرأس المجلس والتصويت للمرشح الوحيد اللي هو عبد الحكيم بنشماس رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة (…) قبل أن أختتم كلمتي أقول :” لابد من جميع الأحزاب أن تنحي للرجل الكفئ والمحنك سياسيا الذي لا يوجد مثله في باقي الأحزاب المغربية باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة وهذا اعتراف امام التاريخ وشاهد إثبات لا يمكن الطعن فيه مادام اعترافكم سابقة ” .
حسن أبوعقيل – صحفي