حاوره الزميل مصطفى بلقطيبية
مجلس الجالية مغتصب لا بد من حله
أجرت جريدة أصداء مغربية حوارا مع الصحفي المغربي حسن أبوعَقيل باعتباره فاعلا جمعويا ومهاجرا بالولايات المتحدة الأمريكية ومهتما بملف مغاربة الخارج نترككم مع الحوار الكامل :
أصداء مغربية : أهلا وسهلا الأستاذ حسن أبوعقيل
حسن أبوعقيل : بسم الله الرحمن الرحيم أهلا وسهلا الأستاذ مصطفى بلقطيبية
أصداء : هل من مستجدات لمغاربة الخارج ؟
حسن أبوعقيل : لا جديد في فضاء مغاربة الخارج وعلى المستوى العالمي , فالوضع يزداد هبوطا ونزولا ودونية وهذا الجواب ليس رؤيا ظلامية أو بنظارات سوداء … فالأمر واضح جدا رغم تصريحات بعض القائمين على هذا الملف .
أصداء : أين يكم الخلل أستاذ ؟
أصداء : الخلل ليس وليد اللحظة , فمشكل مغاربة الخارج له علاقة وطيدة بالإشراف المتداخل فيما بين أكثر من جهة مع العلم أن مغاربة الخارج في أمس الحاجة لمجلس أعلى يقوم بدوره المنوط به وليس على شاكلة ” مجلس الجالية ” المنتهي صلاحياته الذي كلف الخزينة أموالا كثيرة في برامج لا تخدم قضايا الجالية وبالمعنى الصريح تبدير للمال العام في أنشطة بعيدة عن الظهير المؤسس لهذا المجلس (…)
أصداء : هل لديكم عداوة مع أعضاء هذا المجلس ؟
حسن أبوعقيل : أولا تعميما للفائدة أن أعضاء هذا المجلس لم يكن لنا الشرف في معرفة حتى أسمائهم , لكن بعد صعود نجمهم داخل هذا المجلس كان ولابد من البحث عن علاقتهم بالجالية المغربية فتبين بأن بعضهم عاش في أوروبا وكانت لهم جمعيات إلى جانبهم السياسي الذي يخدم اليسار ويخدم العلمانية ليس بأفكارها الحداثية التي تحترم الخصوصيات بل إيديلوجية قاهرة لكل من يخالف توجهاتها المعادية لمدرسة الأخلاق (…)
أصداء : أليس رفضكم لهذا المجلس له علاقة بعدم تنصيبكم داخل مستشاريه ؟
حسن أبوعقيل : هذا الكلام هو مجرد إسطوانة مشروخة تتكرر ألف مرة في اليوم , تروجها الأبواق المخدومة التي تعيش على فتات الموائد وتنتظر ” جعة ” أو ” بيرة ” أو ” علبة سجائر ” كمقابل لنيل العطف (…) فأصلا ليست لي الرغبة في أن أكون لي مقعدا في مجلس مغتصب وقد تعلمت ما تعلمته في دولة الإستقبال ” أمريكا ” المعنى الحقيقي للديمقراطية الداخلية وكيف تحفظ كرامة المواطنين المدنية والسياسية وكيف يحترم المواطن الأمريكي في العالم .
فالمجلس كما يقال أنه ولد يوم الإثنين ومات رضيعا بعد يومين , لكون التعيين والإنتقاء أتى خارج إرادة مغاربة الخارج , فلا يمكن أن نعيش ديمقراطية مصطنعة مادمنا جميعا وبإرادة ملكية تخطي الماضي ودفنه .
فقبل التأسيس وهذا هو مربط الفرس أن المجلس الإستشاري الذي كلفه الملك محمد السادس نصره الله , القيام بدور التشاور مع مغاربة الخارج لم يقم بواجبه النزيه بل قام بما قام به وقدم تقريره الذي تم عليه تأسيس مجلس الجالية , وهذا هو عيب مسؤولينا لكونهم لايستطيعون توطيد النزاهة في العمل بل لابد من ترسيخ المحسوبية والزبونية وخير دليل أن لجنة التشاور كان معظمها متسيسون ويحملون ألوانا سياسية لهذا خرج التشاور عن سكته الحقيقية وخرج الأمر كما خرج من الخيمة وهو مائل .
أصداء : ألا ترون بأن هناك أنشطة كثيرة ومتعددة قام بها هذا المجلس ؟
حسن أبوعقيل : ما يهمني ليس الأنشطة التي يقوم بها ويبجند أقلاما للإشعاع … الهدف الأساسي هو هل هذه الأنشطة تواكب الظهير المؤسس ولأهداف هذا المجلس , فعندما تم تعيين رئيسه وأمينه العام كان أملنا أن يصبح هذا المجلس ناطقا باسم مغاربة الخارج أي أن ما يجمع عليه مغاربة الخارج ينفده هذا المجلس , لكن ما وجدناه أننا لا علاقة لنا بما يقوم به وللمكتب التنفيدي أكثر من تخريجة وحلول فعندما يقوم بأنشطته الفنية وحفلاته في مراكش وكندا وهولاندا والدارالبيضاء والرباط لا يوظف أن دوره إستشاريا بل أصبح ناشطا داخل حلم مغاربة الخارج وباسمهم يشتغل , لكن عندما يتعلق الأمر بمطالب الجالية فيجد الصيغة التي تبرءه باسم الظهير المؤسس ويصبح دوره دورا إستشاريا أي أنه يرفض أي مقترح لمغاربة الخارج متناسيا بأن الجالية واعية جدا ووعيها دقيق بما يقوم به هذا المجلس .
وإجمالا فما قام به المجلس لفترة ولايته وهذه الأعوام بعد انتهاء صلاحيته لايزال يشتغل بمالية الشعب ولايزال ينهض ببرامجه من خلال أموال دافعي الضرائب دون حمرة الخجل .
أصداء : هل راسلتم الديوان الملكي بهذا الخصوص والحكومة المغربية ؟
فعلا كانت هناك رسائل كثيرة , لكن دون رد ودون إجابة فلا نعلم هل الملك توصل بها أم لا , فنحن مغاربة سواء في الداخل أو الخارج والملك ملك المغاربة في الداخل والخارج ودورنا كسفراء لبلدنا دور إجابي لايستدعي تأسيس مجلس الجالية ولايستدعي من يقوم بتمثيلنا على هذا النحو فمغاربة الخارج رفعوا الراية المغربية عالية ودافعوا عن وحدتنا الترابية وكرسوا شعار ” الله الوطن الملك ” في كل المحافل الدولية (…) فالرسائل حملت مطلبا واحدا يتجلى في حل هذا المجلس لكونه لم يقم بدوره المنوط به فما علاقة رواق معرض الكتاب مثلا بقضايا تنفيد التعبليمات الملكية ودستورية المشاركة السياسية لمغاربة الخارج .
أصداء : على ذكركم المشاركة السياسية لمغاربة الخارج هل لازالت الجالية تصر على هذا المطلب ؟
حسن أبوعقيل : إذا كان الأمر يتعلق بأن المغاربة لحمة واحدة , فمن الواجب تنفيذ الفصول الدستورية وتنفيد التعليمات الملكية التي يتساءل الرأي العام عنها وعن من وراء تفريغها من محتواها حيث بدت التعليمات المولوية جامدة وساكنة فلا يعقل بعد المكتسبات الدستورية أن تبقى الفصول حبرا على ورق فهذه ردة خطيرة تفقد التقة في كل شيء وتبقى عيبا يستخدمه أعداء الوحدة الترابية ومن يدعمهم فإما أن نعلن الديمقراطية والحقوق وإما أن نلتزم الصمت الأبدي .
فالمشاركة السياسية لمغاربة العالم حق دستوري , فكما قامت القنصليات والسفارات في حل أبوابها ومكاتب التصويت على الدستور فعلى رئاسة الحكومة أن تقوم بواجبها في هذا الإطار دون مبررات الهاجس الأمني أو الفزاع الديني فمغاربة الخارج يتمتعون بوطنية عالية وبحب للبلاد والملك بشكل كبير يضرب ويعصف بالتقارير المغلوطة التي تتاجر بها بعض الأحزاب السياسية من خلال ملف الجالية .
أصداء : الأستاذ حسن أبوعقيل , هل أنت شخصيا مع تسييس مغاربة الخارج ؟
حسن أبوعقيل : بكل صراحة لست مع تسييس الجالية المغربية في الظرف الراهن , لكون تجربة الأحزاب في الداخل فاشلة وليست لها رغبة في تقم المسار التنموي والحقوقي والوعي السياسي والطامة الكبرى أنه من الصعب إعادة التقة في من فقدها في هذه الأحزاب وأركز ذلك على أن الأحزاب التي ساهمت في السابق في تدبير الشأن العام ليست لها أي قرابة مع مغاربة الخارج فتقتها مفقودة نهائيا وتتحمل مسؤولية الهجرة القانونية والغير الشرعية للمغاربة فعندما يرغب شبابنا في مواجهة البحر والموت من أجل لقمة عيش حلال خارج الوطن فهذا يعني أن الأحزاب ليست في المستوى وما تشهده الساحة السياسية اليوم من تلاسنات ومن تصفية الحسابات وبلطجة داخل البرلمان يؤكد بأنه لايمكن لمغاربة الخارج أن ينتمون لهذه الأحزاب .
أصداء : هذا عن الأحزاب التي شاركت في الحكومات السالفة كما قلتم فماذا عن الأحزاب التي لم تشارك بعد ؟
حسن أبوعقيل : الحزب الوحيد الذي لم يشارك الآن هو حزب الأصالة والمعاصرة , فهو بين تأرجح القبول والرفض لكونه كان محط اهتمام الربيع العربي أي الحراك المغربي (…) ومع ذلك فلابد وأن يختار المعارضة من أجل المساهمة في إنجاح السياسات العمومية وليس لتوريط القائمين اليوم في الحكومة … فتواجد الأصالة والمعاصرة في تحالف مع معارضة تلقائية ليس في صالح الحزب تماما فصناديق الإقتراع قد تفاجئ الجميع يوم التصويت وكرأي شخصي أستبشر خيرا في هذا الحزب إذا ركز على خدمة البلاد والعباد والحفاظ على مؤسسة أمير المؤمنين .
أما حزب العدالة والتنمية فأثقول كلمتي أنه حزب أكد للجميع بأنه قادر على تدبير الشأن العام رغم الأجواء الغير المناسبة لكون الإرث الثقيل من جهة ومن تجييش لحملات المعارضة وتسخير الإعلام بجميع مكوناته ضد الحزب فما يثلج الصدر أن العدالة والتنمية مستمر
أصداء : ماذا عن حكومة بنكيران ومغاربة الخارج ؟
كل حزب مغربي يظهر حبه ومساندته لمغاربة الخارج لكن ما يؤسف له ليس هناك حكامة تصرح عن دفين الأحزاب أو ما تخفيه في صدورها من مواقف مخيبة لآمال , فعلى غرار ذلك فالحكومة تظهر مساندتها لمغاربة الخارج والبحث عن البديل للمشاركة السياسية لكن في داخل أعماقها لها الرغبة الأكيدة في تسييس الجالية قبل مشاركتها في العملية الإنتخابية والسياسية دفاعا عن المقاعد داخل قبة البرلمان وليس حبا فيها واللون السياسي كرامته محفوظة .
أصداء : لقد وجهتم السيد حسن أبوعقيل رسالة ألى السيد إدريس أجبالي , كانت رسالة قوية جدا فما هي الدوافع الحقيقية ؟
حسن أبوعقيل : رسائلي أوجهها عندما يتطاول الفرد على كرامة المواطنين , والسيد إدريس أجبالي تهكم بشكل واضح وفاضح على مغاربة المهجر وكان من أهداف رسالتي إليه إعطاءه درسا كمن تسحب منه النياشين (…) وكان هدفي المباشر تصحيح غروره ودونيته في مخاطبة الناس لأنه يعيش من أموال دافعي الضرائب دون خدمة ودون عطاء مستحق واقول له من على منبركم هذا ” هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ” خاصة حان الوقت لأمد رجلي .
فعندما يخاطب الجالية بانها لا تعرف اللغة وأنها جاهلة ويتهم النساء بالدعارة والبغاء وغير ذلك من أسلوب الإستخفاف والتحقير كان من الواجب إقالته من مهامه رغم أننا لا نعترف بمنصبه لولا الراتب الذي يحصل عليه من الخزينة وأعتبره شخصيا راتب سحت .
أصداء : بعد هذه الإرتسامات حول مغاربة الخارج ومجلس الجالية في رأيكم ماذا عن مغاربة الخارج مستقبلا ؟
حسن أبوعقيل : على ما أعتقد أن مغاربة الخارج سيقومون بمواصلة مسيرتهم النضالية من أجل الحقوق المستحقة من واجب المواطنة والإعتراف بهم كقوة بشرية وليس كعملة ويد عاملة ويبقى سقف الإحتجاج مفتوحا
أصداء شكرا للأستاذ حسن أبوعقيل على هذه المشاركة ودمتم في رعاية الله
حسن أبوعقيل : شكرا لكم الأستاذ مصطفى بلقطيبية على هذا الحوار وفتح المجال للإدلاء بالرأي
تحية للإعلام الحر .