ما يضحك من كثرة الإستغراب , الزوبعة التي أثارتها الأحزاب المغربية ساعة اعتراف السويد بالجمهورية الصحراوية فأين كانت الأحزاب المغربية قبل هذا الموقف الذي فاجأ الرأي العام المغربي قبل الدولي ؟ فأنشطة الأحزاب المغربية بخصوص ملف الصحراء كانت جامدة خامدة ساكنة فلا حديث عن مواقفها إلا مناسباتية وعند الحاجة والمصلحة وما دون ذلك فقد انشغلت بالتهيئ إلى الإنتخابات واستقبالها للدعم المالي وما تدره التزكيات وتجديد الوعود قصد استقطاب المنخرطين والأصوات (…)
الأحزاب المغربية استغنت خلال الإنتخابات على 5 مليون مغربي مقيم خارج الوطن , وناصرت أطروحة التصويت بالوكالة التي لا يمكن لدولة ” المزنبيق ” أن تفرضها على مواطنيها مادام الصوت الإنتخابي حق شخصي واقتراع سري … قد يقول السادة الأمناء لهذه الأحزاب ما علاقة الموضوع ” الحدث ” بمغاربة الخارج ؟ فبكل بساطة أنير شمعة من خير لعنة ظلامكم فمغاربة الخارج لعبوا دورا أساسيا في التعريف بملف الصحراء المغربية وعلى أيديهم وجد الدعم من قبل الإتحاد الأوربي وكذا الأمريكي من خلال رجالات سياسية برلمانية ومن الكونغريس وأسماء مدنية بارزة …
فالدعم الدولي لموقف المغرب في الصحراء لم يكن للاحزاب المغربية يدا فيه , لأنها أحزاب وأسواق موسمية مسيرتها داخلية لا تتعدى الحدود الجغرافية ومناصب المسؤولية والمقاعد البرلمانية وعينها على الخزينة وأموال الشعب وتقايض مرة على الفصول الدستورية التي تعنى بالملكية وبإمارة المؤمنين فإذا صعدت في الحكومة ناصرت كل شيئ وبررت كل شيئ وإذا خسرت في الحكومة طالبت بتقليص سلطات الملك وتجييش مناضليها للحراك والتغيير وحمل الشعارات واللافتات والإحتجاج وخلق الفتنة .
فمغاربة الخارج هم من رفعوا راية المغرب في صحرائه عالية وداخل المحافل الدولية وعرفوا بمغربية الصحراء تاريخيا وجغرافيا بعيدا عن الأحزاب المغربية التي أرادت أن تركب على مجهودات الجاليات المغربية من خلال تنسيقيات ممولة لغرض في نفس يعقوب رغم لا أحد يعرف الغرض من هذه الأحزاب غير البقاء والحفاظ على الحقائب الوزارية أو مناصب المسؤولية والحماية دون تكريس الفصل 47 من الدستور .
فيا ترى لماذا بعد قرار السويد تقوم الأحزاب ببهرجة ضد الموقف السويدي إذا كانت الجزائر وجبهة البوليساريو ونجيريا وجنوب إفريقيا يعملون جاهدين في كسب عطف الدول ويخدمون قضيتهم بكل مجهود وأمام أعين الأمم المتحدة ؟ فأنشطة البوليساريو مستمرة طيلة العام وليست موسمية كما هو حال أحزابنا التي تعتمد على خطابات الرد والإكتفاء بالتنديد والشجب والخرجات التي لا تعار لها أي اهتمام دولي (…) فأين دور اللوبينغ الضاغط الذي يستنزف الملايير ؟ ولماذا هذه الأحزاب المغربية ضاربة عليه الطم لا يمكن لها أن تتحدث عن أموال الشعب التي تصرف سنويا دون مردود والنتائج كثيرة لكنها وخيمة كما هو اعتراف السويد بالجمهورية الصحراوية .
الأحزاب المغربية حان وقت رحيلها فتقتها مفقودة لدى الأمة المغربية وبدون مصداقية ولولا خطاب ملك البلاد الذي ألح على التصويت يوم الإقتراع ما نزل أحد من بيته لأن الشعب مع ملك البلاد ومع الملكية وإمارة المؤمنين دون مقايضة ويؤمن إيمانا راسخا بأن مغربية الصحراء لا جدال فيها وأن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها .
حسن أبوعقيل – صحفي