ليس هكذا يا رئيس …


خيوط التماس :

كل شيئ بدا واضحا بعد يوم الإقتراع  في 3 نونبر 2020 , فحلم الأمريكيين أنهم في حاجة لحزب أو رئيس يحافظ على البلاد والعباد في قوتها وفي ريادتها وفي الحلم الذي يسعى تحقيقه السواد الأعظم لعبور الحدود والإستقرار في أمريكا وفي كل ولاياتها في إحترام تام للدستور والقوانين ,  ولكون ما عاشته البلاد خلال حكم ترامب وكأنها تعيش أزمة غياب الرئيس رغم تواجده بالبيت الأبيض خاصة أن الرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين حافظوا على استقرار البلاد أمنيا وحقوقيا وتنمية دون التسلط على الفصول الدستورية وفي احترام تام للقانون وكل حسب موقعه وموطنه .
وفي استقراء للرأي فقد أكد المواطنون أنه في عهد الرئيس دونالد ترامب , إختلطت الموازين وعاشوا عيشة المستخدمين في المصانع  او المقاولات من خلال اعتماد رئيس البلاد سياسة  لا علاقة لها بالمعتاد ولا بالإرث الأمريكي الذي تركه السلف .
فالإنتخابات الرئاسية لم تمر سهلة ولم تكن بسيطة في حملاتها الإنتخابية لإقناع المواطنين للتصويت على المترشحين , لكن يبقى الهدف هو التغيير وإعادة الأمور إلى نصابها  من خلال اختيار رئيس يغلق أبواب الكساد الإقتصادي وأزمة الجائحة التي أخذت أرواح المواطنين والحلم الأمريكي الذي تبخر داخليا ودوليا .
على أي مضت الإنتخابات وأعلن الإعلام الأمريكي عن فوز المرشح الديمقراطي ” جوبايدن ” حيث عمت الفرحة كل البلاد وتهافت السياسيون ورؤساء الدول وشخصيات مدنية وعسكرية لتقديم التهاني بالمناسبة  وأخذ الفوز نصيب الأسد في كل الصحف الأمريكية وفي القنوات الفضائية الدولية ليصل الخبر إلى آخر نقطة في الكرة الأرضية ,
المرشح الفائز جو بايدن قدم خطابا للأمة يشكر فيه كل من صوت عليه وكل من لم يصوت عليه , وعد بأنه رئيس يخدم الأمريكيين بغض النظر عن اللون الحزبي واعتبر المصالح العليا للبلاد فوق كل شيء وأن سياسة التفريق تنتهي صلاحيتها بعد تسليم السلطة , لكن مع الأسف الشديد تأتي الأخبار بأن الرئيس ترامب لا يعترف بالنتائج وأن الإنتخابات مرت مشبوهة ومزورة وسيطعن فيها بفريق قانوني سيوجه دعاوي قضائية تكشف سرقة الإنتخابات .
إنه تحدي من الرئيس وتكوينه , فالرئيس لايقبل الخسارة وتعلم في حياته أن يكون على رأس شركاته مسؤولا يأمر وينهي لا أن يكون متلقيا للتعليمات سواء من صغير أو كبير وتناسى بأن البيت الأبيض ليس ملكية عقارية أو تجارية  لأي شخص يجلس على كرسي الرئاسة  باعتباره – المنصب – مسؤولية لفترة ولاية رئاسية  من المجمع الإنتخابي الذي ينوب عن الشعب إنتخابيا من خلال الأصوات المجمعة للفوز .
إلى حدود كتابة هذه السطور لازال الرئيس ترامب يضيق الخناق على السير الطبيعي لانتقال السلطة والإقرار بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بل أكثر من ذلك أنه استغل فترة بقائه في البيت الأبيض وأقال وزير الدفاع السيد مارك إسبر الذي لم يرغب في إنزال الجنود ضد المحتجين بعد مقتل جورج فلويد , وحسب تصريحات وزير الدفاع نفسه أنه كان يترقب الإقالة ولم تكن له نية الإستقالة , وأصبح مديرالمركز الوطني لمحاربة الإرهاب السيد كريستوفر ميلر وزيرا للدفاع  بالوكالة , كما أقال ترامب السيدة جينا هاسبل مديرة الإستخبارات المركزية .
الملاحظ أن كثير من الأسماء الجمهورية غابت عن التغطيات الإعلامية أو الظهور جنبا للرئيس ترامب خاصة بعد تعنته لعدم الإقرار بفوز جوبايدن وعدم تسليم السلطة له ولفريقه المعتمد ,  ومازاد الطين بلة  إعطاء ترامب  تعليماته للوكالات بعدم التعاون مع جون بايدن وفريقه  ولم يقدم المساعدات المالية  للسير الطبيعي في أفق تسليم السلطة  .
في إنتظار نتائج الإقتراع النهائية  بولاية بنسلفانيا  والحاسمة وحسب تصريحات المسؤولين الإنتخابيين أن النتائج يتوفق فيها المرشح الديمقراطي  جوبايدن  علما أ، كل الدعاوي التي تقدم بها فريق ترامب القانوني  لا تحمل حججا دامغة ولا أدلة مقنعة على التزوير .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل