خيوط التماس :
يكتبها : حسن أبوعقيل
لسنا في حاجة إلى هيئة إنصاف ومصالحة جديدة , لقد حان الأوان للتصالح وإعادة الثقة المفقودة بين المواطن والكثير من المؤسسات , أليس من المفروض أن تبادر الحكومة والأحزاب والبرلمان القيام بمبادرة مطلب العفو الملكي على معتقلي الحراك الإجتماعي في مختلف جهات المملكة و الصحافيين وأصحاب الرأي وندفن الماضي بمره ونكرس أجواء سياسية وحقوقية جديدة , تتوجها إرادة حقيقية و تنتصر فيها الديمقراطية المغربية أمام الرأي العام الوطني والدولي .
لا يمكن أن يبقى المغرب بمفرده يعيش الماضي تحت إمرة العاشقين لسنوات الرصاص وجلادي غرف الظلام , لا بد أن يرحل ويتنحى كل من يحن للزمن الأحذب المتناقض بين الخطاب الرسمي والواقع المعيش .
نعم لتكريس القانون وإنزال العقوبات لكن دون تمييز فالوزير والغفير متساويان أمام القانون كأسنان المشط وإيماننا في العدالة والقضاة رغم بعض الإنزلاقات التي يتصدى لها المجلس الأعلى للسلطة القضائية ويقوم بواجبه مشكورا في العقوبات والإنصاف أملا في سلطة قضائية مستقلة .
فأول الغيث قطرة , فلتبادر الجهات المعنية بتوظيف نيتها بأول خطوة إعتبارا أنها المسؤولة على فقدان الشعب للثقة فباث من الأولويات الإفراج عن كل من طالب بالخبز وطالب بالعدالة الإجتماعية وناهض الإستقواء
والتحكم وكشف الفساد والمفسدين .
الآنية تتطلب منا إعادة السلوك العامة إلى نصابها , فوجب التضامن وزرع المحبة فيما بين الأفراد والأسرة والمجتمع وكفى من سياسة التفريق والشتات ,
فإذا كانت الملكية تجمعنا , فلتحدو أحزابنا هذا المنحى من خلال خدمة المصالح العليا للبلاد قضاء على المصلحة الخاصة وتكريسا لإنجاب نخب قادرة على التدبير وليس على المؤامرة وتوسيع الهوة بالتقارير المغلوطة فيما بين الشعب والملك بغية الإستفراد به طمعا في رضاه وحبا في البقاء على كراسي المسؤولية .
أمر آخر لابد من قوله وإبرازه , فكثير منا أصبح مدمنا على وسائل التواصل الإجتماعي علينا أن نركب هذا القطار رغم مجانيته ومن محطته الأولى أن نبادر بالإحترام والتقدير لأهدافه النبيلة وأن نسعى لتحقيق أغراضه التي تأسست من أجلها وأولها المعرفة وتعميمها ثم التعارف والتضامن ثم الإدلاء بالرأي الصائب وليس الخائب لكن مع كامل الأسف سيطرت مجموعات على القاطرات وحسب التصنيف وأصبح كل يلغي بكلامه وحسب أهدافه ولو كانت على حساب الآخرين , فتعددت في الفرد الواحد العديد من المهن وأصبح يحاضر في البر والبحر وآخر جعل من صفحته حلبة للصراع وتصفية الحسابات وظهر الرويبضة دون حمرة الخجل وفي الصف الآخر من يشهر بالناس ويسيئ للمؤسسات ومن يفبرك الأحداث والقصص وينشر الأخبار الزائفة والإشاعات .
علينا أن نرتقي بأخلاقنا وسلوكنا وأن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا , فلنتغلب على شيطان الإنس قبل أي شيْ فاصل ونواصل