لا ثقة فيكم …


خيوط التماس :
قد أكون على صواب ، لأني تابعتكم منذ رشدي السياسي وقضيت تجربة داخل بيتكم الحزبي دون انتماء لا لليمين الذي يتحول بحكم قادر إلى معارض ولا لليسار الذي يتحول إلى أغلبية بدوره .
لا أنكر أن الماضي عشناه مع مناضلين يتحلون بالفكر وثقافة سياسية عالية لا مثيل لها ، كان المناضل ساعتها يحسب له ألف حساب ، إحترام وتقدير وهبة وشموخ وعلو الكعب .
ما يحز في النفس اليوم ، لم تعد رائحة النضال متواجدة معنا في دربنا وفي مسيرتنا وفي معاشنا اليومي ، النضال أصبح كلمة تلصق بكل من انخرط داخل الحزب السياسي ومن يومك الأول ينادوك بالمناضل لأنك قدمت واجب الإنخراط ويوهمونك بأنك في مستوى الزعماء السابقين ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، فتصدق الأكذوبة وأنت تحمل بطاقة العضوية ولا تستح كلما قابلت صديقا أو أحدا من العائلة إظهار بطاقتك المزكرشة بشعار الحزب وإسمه بالبنط الغليض ، إنك تستعمل لحمل الشعارات وتقديمك في الصفوف الأمامية عند المسيرات التي يختارها المكتب السياسي وتسخيرك في كل خطاب للتصفيق ،
إخترت اليوم أن أقول كلمتي من خلال إيمانكم بحرية الرأي والتعبير ، إذا كنتم فعلا تؤمنون بها ، لا أن ترفعوا رايتها وشعارها وفي العمق كرهون لكل ما يعارضكم في الرأي والتعبير وقول كلمة حق .
أخترت كذلك اليوم أن أقول لكم أن الإنتخابات التي تتهافتون إليها باسم أحزاب الذل والعار ، لن تغير من حالتكم الإجتماعية لكون مناضلين سبقوكم ولازالوا يعيشون في بيوت بمدن الصفيح ، فحين أن أعضاء المكتب السياسي جميعهم بمساكن لا ئقة للسكن وسيارات فارهة ومشاريع يستفيد منها الأبناء والزوجة فمن لم يخدم المحيطين به كيف سيدبر أمر شعب أو مصالح من صوتوا عليه .
لا أثق فيكم مهما رفعتم شعارات التغيير ، وقدمتم برامج إنتخابية لاستقطاب أصوات المواطنين ، حتى لو قبلتم أيدي الناس في الشارع العام فثقتكم مفقودة ، وستبقى مفقودة إلى يوم الدين .
لا أثق في أحزاب لها برامج إنتخابية تعود إلى سنوات الرصاص ، في وقت كان عليها أن تستفيد من روح البرنامج التنموي الجديد ، وأن تجعله نصب أعينها مادامت المبادرة ملكية تسعى إلى التصحيح والتغيير .
فكيف يعقل لدينا برنامج تنموي جامع ، والأحزاب لها برامج إنتخابية لم تحترم الخطوط العريضة والأساسية المزمع تحقيقها في أفق 2030 .
لا أثق فيكم يا مرشحي الأحزاب ، لأن برامجكم وخطاباتكم مقيدة بمكاتبكم السياسية ، فلا حق لكم في وضع نقطة فوق الحرف إلا بإذن أمينكم العام أو لمن فوض له تسيير هياكلكم الحزبية سواء بالمباشر او عن طريق الريموت كنترول.
لن أثق في أحد منكم ، لأن قولكم لا يجدي ولا يقدم ولكنه يؤخر ويعطل المسار التنموي والحقوقي ، وفوزكم للإنتخابات ما هو إلا منصب يخدم المكاتب السياسية خارج المكتسبات الدستورية .
صدقوني لا أثق فيكم لأن الفقر يزداد وكل المؤشرات حاضرة وتؤكد قولي والبطالة قائمة والنسبة تزداد والجريمة مستمرة والدعارة والبغاء ، من منكم سيعيد بناء المستشفيات ويجدد الآليات ويحسن المعاملات ويرفع من قيمة الأطباء والممرضات ،
من سيضع برامج تعليمية تحارب التفاهة وتساهم في بلورة الثقافة والفكر وتعطي الأولوية للتهذيب والتربية وتتنتج لها أجيالا ذهبية من الكفاءات وليس من السخافات ، فتحية للأطر التربوية ولكل من يريد المساهمة في خدمة النسل الصاعد بمناهج حديثة تحترم فيها الثقافة المغربية .
من منكم سيعجل من البطالة عمالا وموظفين ومستخدمين على الأقل مناصب شغل نحارب بها الجوع والألم .
لن أثق فيكم
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل