حاولت أن أبتعد عن أخبار ” حراك الريف” وعن مظاهراته والخرجات العكسية ضده لعلني أنسى أنهم إبتعدوا عن لب الموضوع … مطالب شرعية كانت سلمية في البداية …ونسوا جميعهم أنهم يشتكون من التعليم والصحة والعدل و التهميش وكلها مطالب شرعية حفظها الدستور …. مالذي حدث تغيرت خرجاتهم إلى شتم وقذف وعنف ؟؟ صدفة مساء هذا اليوم علمت أن شابا بالبيضاء حاول الآنتحار بعد إتهامه بالغش في إمتحان البكالوريا … لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل المأساة … فالملآسي كثيرة نراها تنقل عبر شبكات التواصل الإجتماعي المتنوعة… رأيت الشريط وسمعت شهادة زملائه ورأيت حرقة أمه … أيها المغرب لا تجعل أمهات المغرب تثور من أجل ظلم أحس به الإبن … هذه المرة إبن السابعة عشرة من العمر … تذكرت قصة مكسيم غوركي “الأم” … قرأتها وأنا بنت السابعة عشرة من العمر وبقسم البكالوريا بالذات. تربى البطل في حالة من الفقر والجوع والعمل المرهق والظلم … قرر في يوم من الأيام أن يغير حياته .. قال إن أردنا معرفة البؤس علينا أن نبحث عن مصادر هذا الظلم والبؤس ونزيله … شكل جماعة ثورية من أصدقائه . خافت والدته عليه وهي الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب … لم تكن تفهم شيئا مما يقوله لرفاقه ولكنها أحست أن إبنها يترأس قضية أنسانية يحارب فيها الظلم والإستبداد والعنصرية… من كثرة خوفها عليه ولكي لا تقف حاجزا بينه وبين تحقيق أهدافه قررت الانخراط معه في قضيته لتصبح مناضلة مثله ومثل أصدقائه … لتتكلف بتوزيع المناشير بعد إعتقاله .. بدأت الرواية بأم خائفة وانتهت بأم مناضلة لا تخاف أحدا تدافع عن مبادئ إبنها بروح ثورية لا تعرف الإستسلام من أجل رفع الظلم والقهر والفقر … ولإنصاف الإبن ورفاقه. لا تتركوا أمهات المغرب تثور لا أدري لماذا تذكرت قصة “الأم” لمكسيم … كانت قصة قوية وهي من الكتب القليلة التي لم أنسى تفاصيل أحداثها … تذكرتها عندما رأيت أم “ناصر الزفزافي ” تبكي وتقول لقد أخذوا إبني وهو يدافع عن حقوق أبناء الحسيمة المهمشين وعن الحكرة التي منها نعاني… ثم تذكرت هذا الكتاب اليوم وأنا ارى أم طالب البكالوريا تبكي تحترق وتقول ظلموا إبني .. ساعدوا إبني إنه مكسر مرمي في المستشفى يعاني من يوم الجمعة وقيل لها إن الطبيب لن يعود إلا يوم الإثنين … أيها المغرب … كثير من أمهات المغرب تحتضر لا تتركوهن يجتمعن يوما يخرجن وحدهن للشوارع تردد: “يا أمهات المغرب اتحدوا ”
تكتبها : منى رفيع عواد
تكتبها : منى رفيع عواد