قامات خالدة

عالم الاستشراف و المفكر المهدي المنجرة نموذجا تقابل مثل هذه الهامة الفكرية والعلمية تحن دائما إلى أفكار مثالية تسبق وقتها وتلامس من خلال اللقاء الحس الإنساني والثقافي لهذا المفكر الذي كان يراهن على الطلبة من اجل حمل المشعل كأنه بذلك يقول بان المعارف تستمر من جيل إلى جيل ولا تموت مع صاحبها مفكر ورائد في مجاله لم ينجب العالم مثله انه أيقونة الاستشراف في العالم ضاع المغرب فيه وانتصر طلبته له عبر بقاع العالم، مات وحيدا فلم لم تقم الدنيا و تقعد عثم الامر كأنهم ارتاح من صوت ضل يؤرقهم ويقض مضجعهم لم يعرفوا بان الهامات العالية لا تموت بل تستمر باستمرار افكارها فالحقيقة تبقى رغم موت صاحبها. زبيدة الخواتري المهدي المنجرة كفاءة مغربية طالها النسيان إن أي مثقف أو مفكر لا يمكنه أن ينكر الكفاءة العلمية لصاحب الدراسات المستقبيلة عالم الاجتماع الراحل المهدي المنجرة هذا الإنسان الذي عاش حياة علمية غنية بالأحداث وغزيرة بالانتاجات غيبه الموت لكنه حاضر في اعتى الجامعات العالمية من خلال كتبه واطروحاته وفلسفته الواقعية التي تجسد واقع الحال من خلال اعطاء صورة للمستقبل عبعملياته العقلية الدقيقة التي تجمع المعطيات وتفتتها لتكون المستقبل من خلال الحاضر والماضي كانت بداياته التعليمة من خلال مدرسة « أبناء الأعيان المسلمين » الابتدائية بحي موغادور بالرباط بالموازاة مع تعلمه في الكتّاب، وتعلم اللغة العربية في البيت على يد إدريس الكتاني ومصطفى الغرباوي، والتحق بثانوية ليوطي ثانوية محمد الخامس حاليا عام 1948 قرر والده إرساله إلى أميركا لمتابعة دراسته في مؤسسة « بانتي »، وهناك حصل على الإجازة في البيولوجيا والكيمياء، وفي العلوم السياسية كذلك بجامعة « كورنيل، وفي عام 1954 انتقل إلى إنجلترا لإكمال دراسته العليا، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة لندن، وأنجز أطروحة دكتوراه في موضوع الجامعة العربية. ويعتبر المفكر المهدي المنجرة من الشخصيات العلمية الذي تميزت بأسلوب خاص وفكر متفرد ينتقد فيه الواقع العربي حيث يكشف في كتاب قيم القيم كيف يأخد الإعلام والأفكار شكلا استعماريا ليضع اللغة محل الحرب التقليدية القديمة وقد اشتشهد على ذلك بمفكر فرنسي قال إن الحروب المقبلة ستكون لغوية كما بين المنجرة ان السلوكيات اليومية وطريقة الحياة هي ما يحدد العلاقات أعلى وأدنى شرق غرب وشمال وجنوب وحول الثنائية الأخيرة يجد أن الشمال قصر في تعلم لغة الجنوب وان لغة الغرب بهواجسه المتغيرة حيال الإسلام المقترن عنده ب الإرهاب يجعل الحرب حرب قيم بدلا من حرب أديان ونظرا لكتاباته وأفكاره الاستشرافية التي أزالت اللثام عن الواقع البئيس للأمة العربية والإسلامية من خلال نهجها سياسات التبعية فان الرجل أصبح منبودا في بلده ، حيث رفض أن يتولى رئاسة الحكومة وعدة وزارات أخرى عرضها عليه الملك الراحل الحسن الثاني، وقد تحجج عن الرفض بعدم استقلالية القرار في هذه المناصب، ومنع من التدريس أو إلقاء محاضرات في الجامعات المغربية، وهو المنع الذي كان مطلقا في السبعينات والثمانينات، قبل أن تخف حدته خاصة بعد وفاة الحسن الثاني. وعُرف المهدي المنجرة أيضا بنقده اللاذع للمظاهر الفساد والاستبداد،وللنظام التعليمي بالمغرب، وضعف الإمكانيات المرصودة للبحث العلمي، وسوء توزيع الثروة وعمليات الخصخصة، كما عُرف بتوجيه سهام نقد حادة للإعلام المغربي. من خلال كل ما قيل يبقى المفكر المغربي المهدي المنجرة من الكفاءات الكبيرة التي ترسم الأفكار وتنتقد الواقع بموضوعية لرسم صورة المستقبل فهو ممنوع في بلده مطلوب بالعالم حيث يعتبر اكبر عالم مستقبليات بالعالم وقد سبق له أن درس السوسيولوجيا والعلوم السياسية في الجامعات الأمريكية والفرنسية و اليابانية وكان عميدا لبعض الكليات كما كان مستشارا خاصا للمدير العام لمنظمة اليونسكو سنتي 1975و1976. وتبقى كتاباته واطروحاته خير دليل على أن معارفه تسبق عصره حيث كان من اشد المنتقدين للامبريالية العالمية بكل ظواهرها الثقافية والدينية حيث كانت له مستطلاحات مبتدعة جعلت منه ثائرا عن واقعه حيث له الأسبقية في مصطلح صدام الحضارات واستشرف أحداث كثيرة كحرب الخليج الأولى التي سماها الحرب الحضارية والربيع العربي في كتابه الانتفاضة في زمن الذلقراطية وقد تنبأ بالأزمات الاقتصادية التي عصفت بالعالم منذ2008 من خلال أطروحته الميغا امبريالية إن أطروحات المنجرة تستشرف المستقبل من أجل دفع الأخطار المحدقة، ومن أجل خلق حوار حضاري بين الشمال والجنوب، مبينة في الوقت ذاته هواجس الغرب ومخاوفه من العالم الآخر: فوبيا الديمغرافي: فالغرب يعاني مشكلة ديمغرافية تتمثل في نقص المواليد، ومع ذلك فإنه يحتكر أكثر ثروات العالم المادية، المشكلة السكانية ستتفاقم أكثر مع مرور الوقت. وفي هذا الشأن يقول المنجرة: الغرب خائف، ويعيش رعباً عميقاً بسبب أخطار يترقبها من الجنوب خلال السنوات المقبلة: خطر الانفجار الديمغرافي الناتج عن تزايد وتيرة النمو السكاني الشبابي داخل دول الجنوب، مقابل تراجع مهول في الهرم السكاني لدول الشمال. فوبيا الدين: لقد عمل الغرب طيلة عقود من الزمن على إبعاد الدين من الحياة العامة، وجعله مقتصراً على الحياة الخاصة، فتقلص حضور الدين في حياة الناس، وانحسر تأثيره، وبما أن الغرب بنى تاريخه الطويل على فكرة أن الدين يحد من حرية الإنسان، ويحد من تفكيره، إذ يكبح جماح عقله وخياله، وبإبعاده تحرر العقل، وتغيرت نظرة الإنسان إلى الكون والإله، وإلى الإنسان نفسه، فانطلق هذا الإنسان الجديد في تحقيق الفتوحات الكبيرة، التي بها استعمر الآخر، واستولى على أرضه وثرواته. هذا القصور في الإجابة عن الأسئلة الضرورية في حياة الإنسان ووجوده ومصيره، جعلت الفرد الغربي يبحث عن روافد جديدة لكي تجيب عن هذه الأسئلة، ولكي يغذي روحه الضامئة، ويسد ذلك الفراغ الروحي، لذا بدأ القيام برحلة تقوده إلى عالم الدين من جديد، لعله يجد فيه ما هو مفقود وغائب من حياته. بالإضافة إلى ذلك، تزايد عدد المسلمين في المجت .

تكتبها :  زبيدة الخواتري