عندما يتطابق وجع الفن ووجع الواقع يا نبيل…!! منى عواد رفيع

 

العمارات شاهقة والمواصلات صعبة، حوادث المرور فى زيادة تقتل الأطفال ، ووجه الطبيعة يختفى نهارا فى سحابات الدهان والغبار … ضجيج الباعة على الآرصفة … رائحة الخضر المرمية على الآرض تشمها قطط نحيفة بين الآرجل ….
السيارات الفخمة تبرز فجأة … تجول ليلا …. تسحق كرامة الانسان فى كل وقفة وكل نزلة…
مشهد ليس بالغريب بذاكرة أبناء الوطن … لن نحتاج لفيلم جديد لرؤية واقع معاش من أهل البيت .

نَبَضَ كياننا مع الوجود كله … خفق وجداننا مع أصلنا … ترددت في أرجاء كوننا أينما كنا بالمغرب أو خارجه أنغام الحقيقة المرة ….رفضنا أن نراها …

غضبنا منك نبيل لاستغلالك الوضع … مرآتك شوهتنا … أخافنا الوجه المظلم … الوجه المستَغل من أهل البيت وخارجه …الوجه الذي حولت براءته المساحيق … جحضت عيونه دولارات ترمى على الارض من إخواننا تلتقطها الآجساد المبلولة بالعرق …!!!
يا له من منظر …!!!

قلنا كيف تجرأ يا نبيل أن تمسح الآرض ببنات الوطن…. كما فعل الغير !!!
تٌعرينا… ونحن نحاول جاهدين إخفاء هذا الوجه لعل الله يهدينا يوما فنحاربه من الداخل …!!!
غضبنا منك …

قلتَ إن الفن مرآة المجتمع …وأنت تريد أن تظهر ما لا يراه الغير لكي تصلحه…!!!
قال الآخرون يرون يوميا في الشوارع والأزقة والفضاءات العمومية ويسمعون أرذل الكلام كما وظفته في فيلمك … وتساءلوا لم الغضب !!!

فيلم “الزين لي فيك” أثار ضجة بيننا قبل عرضه

بالله عليك …
هل أصلحت ضياع أطفال الشوارع … خففت عنهم الخوف !! هل أطفال “علي زاوا” نقدوا أطفال الشوارع من المحن …!!! ظننتُ للحظة أن أحدا تبنى الطفل ” عوينة” لكثرة ما رايناه وأحببناه … لا زال شبه متشرد أيها النبيل …
هل خففت من هيجان المتطرف … !!! لا زالت “خيوله” تبحث عن الاوكار…!!!
هل “لحظة ظلام ” فِلمك أتت بالنور..!!

قلنا جميعنا انت لا زلت تجتهد …. للمغرب تريد أن تعود …
ولكن اليوم تساءلنا هل أنت تريد أن تقول للملأ
لنسائنا مياه عذبة تجلِبٌ من لا يٌجلَب …!!!
لرجال دولتنا عجز ضاعت معه العزة و الكرامة …!!!
فأهلا وسهلا بكم في بلد العهر…!!!

أم أننا يا نبيل جميعنا عبدة الجسد و الدرهم والدولار… !!!!

إسأل نفسك يا نبيل يوم كنت في طريقك إلى مهرجان كان… ماشيا على سجادتك الحمراء بحذائك الامع…
لَمِن ستقدم مدينتنا الحمراء ؟؟؟ على من ستكشف عوراتنا … يا من قال البيضاء تسكنه  !!!

عندما يٌعري الفنان نساءنا … ويركز على مؤخرات بناتنا …
يحولنا إلى أجساد جائعة … تموت الآمومة فينا … تنتحر النخوة … تغادرنا الآرواح الطيبة
يفقد رجالنا الثقة … رجال المغرب أيها الفنان !!!

أما سترت بيتا يريد جاهدا أن ينظف ما وسخه الغريب القريب البعيد …!!!! أيها المخرج

منى عواد رفيع