من العار أن يُسيل البعض مداده ليحوله إلى كلمات بدون رقابة ذاتية , وأن يجعل من قلمه سلاحا يستعرض به سلطته الرابعة على أساس أنه يفقه أكثر من المتلقي أو من المواطن أو الجمهور إن صح التعبير .
ما يحز في النفس أن تحاضر وأنت جاهل بالشرف وشرف المغاربة في رمضان الكريم هو دينهم الإسلام وتكريسهم لفرض من فرائض الإسلام الخمسة وهو الصوم بكمالياته الصغيرة والكبيرة إيمانا أن الله عز وجل جعل رمضان له ويجزي به لكل من أقامه إيمانا واحتسابا لوجهه الكريم ومن هذه الزاوية تدخل ” التراويح ” التي يتسابق فيها المسلمون طمعا في المغفرة والأجر الكبير .
فأصلا شهر رمضان هو شهر للعبادة والإستغفار تفتح فيه مساجد الله من شمال المغرب إلى الأقاليم الجنوبية واعتاد المسلمون التردد على بيوت الله من أجل صلاة التراويح وهي نوافل للتقرب بها إلى الله داخل الجماعة لكسب ضعف الحسنات ألم يبق لكم في الحداثة غير لوم الناس على التضرع لله خلال شهر أقره للإستغفار كفرصة سانحة للتوبة ويُتهكم عليهم بالزيادة في هرمونات العبادة ونعت أغلب المصلين – التراويح – بالمجرمين والقتلة وعبادين الحريرة .
كيف لمن يرى نفسه سلطة رابعة أن ينقل الأخبار المغلوطة للناس ماعدا إذا كان يخدم أجندات ضد المسلمين , والحقيقة التي يتستر عليها أن عرقلة الطريق ليست إلا ذريعة لمن يعتبر نفسه فوق الإستغفار ولا يتردد على المساجد ولم يفتح ملفه مع الله حيث لا يصلي أصلا ولا علم له بالدين والتدين ولايفقه إلا لغة ” التقلاز ” وقرع ” الكؤوس ” فالمساجد داخل الأحياء هي صغيرة ولا تحتضن في وعائها جميع المصلين فيضطرون إلى إقامة الصلاة خارج المسجد وبترخيص السلطات المحلية التي تُعين رجال الأمن لحراسة المصلين جزاهم الله على واجبهم الوطني , فكان لزاما على من يسيل المداد أن يكتب على من سمح باستغلال الملك العمومي وجعل المارة تسير في الشارع عرضة لحركة السير ومخاطر السيارات والدراجات النارية والهوائية وأن يكتب بمداد الحق على انعدام سيارات الإسعاف التي تتحول بفوضى التدبير إلى سيارات نقل الأموات وهذا ما هو مدون لذى مندوبية السيد الحليمي .
من يرغب في الكتابة فعليه أن يكتب عن الدعارة ومن تسبب فيها وأن يكتب عن الأخلاق التي تمزقت ومن هو بطلها وأن يتحدث عن ظاهرة الطلاق ومن له النصيب فيها وعن البطالة والعطالة وعن التسول والفقر وأن ينقل للناس مصير الثروة وخيرات البلاد وأن يطالب بتشميع الحانات والبارات التي أنتجت ما أنتجت من نماذج بشرية كان عليها أن تعود لله في هذا الشهر المبارك مستغفرة لربها لعله ينقدها من الرذيلة ويحملها إلى الفضيلة ومن جهلها إلى النور عوضا الكتابة على مصلي التراويح وتلصيق تهمة الفوضى بهم فماذا لو كل واحد منهم لعنك في سجوده لكن أعرف جيدا أن المسلم الحقيقي سيسأل الله لك بالهداية .
نسأل الله أن يقوي البصيرة وأن نستغفره إنه كان توابا .