ظواهر تفسد الإعلام المغربي
رسالة إلى رئيس النيابة العامة السيد حسن الداكي
رسالة الى رئيس المجلس الوطني للصحافة السيد يونس مجاهد
رسالة إلى رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية السيد عبدالله البقالي
تحية وتقدير
مواد دستورية و ضوابط قانونية تعتبر مكتسبات تحفظ الحقوق والواجبات تجعل الناس سواسية كأسنان المشط داخل المحاكم وساعة الحكم بالعدل.
فما تشهده الساحة الإعلامية اليوم ، ينذر بتلطيخ الإعلام وتشويه سمعته وصورته التي حافظ عليها الجيل الذهبي بمواقفه البطولية ضد المستعمر ، وبعد الإستقلال ومسار الدفاع عن حرية الرأي والتعبير إلى أن أصبح لدينا قانون الصحافة بعد نضال طويل وعلى أن يكون الإعلامي خاضعا للرقابة الذاتية ، وينقل الخبر ويصنع الرأي ويستمتع بالأجناس الصحفية التي يعشقها في مهنيته وتروقه في إسالة مداده أو إلتقاط الصورة كانت جامدة أو متحركة .
لكن مع الأسف الشديد أن اليوم يعيش الإعلام المغربي بجميع مكوناته جنبا لدخيل أصبح واقعا متسللا من وسائل التواصل الإجتماعي ، وفرض نفسه صوتا وصورة لصناعة فيديوهات مصورة من الشارع المغربي ومن أماكن عمومية ، أشرطة لا تخضع لكتابة سينوغرافية ولا السينمائية المتعارف عليها ، فكل ما في الأمر إرتجال ولغة دونية ساقطة ومواضيع تخدش الحياء وتضرب في عمق الثقافة المغربية .
فإذا كانت المنشآت الإعلامية تخضع لقانون الصحافة والنشر 13-88 ، وقانون النظام الأساسي للصحافيين المهنيين 13-89 ثم قانون المجلس الوطني للصحافة 13-90 وإجبارية الحصول على رخصة التصوير ( الملحق رقم 1 – المادة 7 من قانون 20-99 ) فالدخيل يقوم بدوره دون الخضوع لهذه القوانين ، وينافس المهنيين دون رخصة التصوير وفي الأماكن العمومية وخارج الرقابة تطلى أشرطة الفيديوهات على مواقعهم الخاصة و بأسمائهم الحقيقية والمستعارة .
فإذا كانت مؤسسة اليوتوب فتحت أبوابها لترويج منتوجها مقابل عدد المشاهدات ، فهذا لا يعني أن المنصة تتحكم في بلدنا من الداخل خاصة أن صاحب الفيديوهات يصنعها من المغرب ويصور الأشرطة في الساحة العمومية وأمام الناس بكل حرية ضاربا عرض الحائط القوانين ومنها على الخصوص رخصة التصوير التي يسلمها المركز السنيمائي بعد الشروط المطلوبة ، وهنا لا يعقل للصحافة المغربية أن تخضع لرخصة التصوير فحين ترتكب مثل هذه الفوضى دون المساءلة والمحاسبة لكل من يخرق القانون .
فكثير من الأسماء تواصل نشاطها بكل أمان ، وتزيد من إنتاج الأشرطة والأفلام على أساس أنها وبعملها تحسن صنعا ، لكن الواقع أن مثل هؤلاء زاغوا للتفاهة وساروا على قدم وساق لتشويه سمعة المغاربة والبلاد ، والإستخفاف بثقافتنا وديننا وبنشر الغسيل الداخلي الذي يصبح بين يدي أعداء المغرب أطباقا دسمة للمواجهة والتشويه .
إن هؤلاء المتطفلون هم كُثْرٌ داخل الفضاء الأزرق وداخل يوتوب ، ليس لهم ما يقدمون وليس بيدهم ما يبدعون ، فقد نقلوا فيديوهات تعود لثقافة أجنبية لا تخضع لإسلامنا ولا لقوانيننا ولا لدستورنا وانتحلوا نسخة مصورة من قضاياهم ووظفوها مغربيا فضربوا المعرفة بالجهل وصنعوا الظلام ، وقبل أن تصبح كارثة أدعوا لكل الأسماء أعلاه الموجه لهم رسالتي مع فائق تقديري واحترامي ، أن يقوموا بواجبهم من خلال مواقع المسؤولية دفاعا عن شرف مهنة الصحافة والإعلام وخدمة الواجب من أجل وطننا وثقافتنا المغربية المنصورة .
حسن أبوعَقيل