ظاهرة ” البلوكاج ” عنوان للإنهزام
أصلا ” ما كاين ما يفرح في البرلمان المغربي بغرفتيه” , فكم طالب الشعب المغربي بحل هذه المؤسسة التشريعية , وبلغ صوته من خلال كل الإحتجاجات والمسيرات السلمية وعبر وسائل الإعلام (…) فعندما تتبنى المعارضة البرلمانية ظاهرة ” البلوكاج ” فإنها تعبر عن ضعفها أمام نهج الحكومة للسياسات العمومية وكيفية تدبيرها للشأن العام .
فبعد الدستور المغربي الجديد 2011 أبانت الأحزاب المغربية عن فشلها التام , وانشغلت بعضها بما تمليه المرحلة الإنتخابية القادمة من أجل الحفاظ على كرسي الأمانة العامة للحزب وفي نفس الوقت كسب صوت الشعب والظفر بمنصب وزاري أو مقعد داخل البرلمان المهم بأي وسيلة تمكن من استمرارية الرضاعة من ” بزولة ” البقرة الحلوب خاصة كثير منهم أصبح مدمنا على هذه المناصب وفطمه من هذا الضرع السمين هو ختم ونهاية وموت .
فلا المعارضة البرلمانية ولا الأغلبية قدموا شيئا لهذا الشعب الذي لا يزال ينتظر التكريم رغم تضحياته من أجل البلاد , فالمسلسل السياسي يعيد أحداثه التي لا تخرج عن الماضي المحذب والمليئ بالتناقضات ولو أن البرلمان المغربي في عهد الراحل إدريس البصري كان يعرف نوابه الإحترام واختيار الألفاظ سواء من المعارضة أو الحكومات وقلة المزايدات ولا يستطيع أحد التجرؤ او استخدام أسلوب الزناقي والإستخفاف بالآخرين خاصة من على منبر البرلمان .. فلو عرى النائب بطنه أيام إدريس البصري لأزال له المرحوم سرواله وجعله فرجة أمام الجميع دون الرجوع للحصانة ولن يستطيع النائب الذي يطالب في دولة أمير المؤمنين بالإجهاض والشذوذ والسحاق والعلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج والإفطار في رمضان باسم الحريات ” السائبة ” أن يطلق لسانه بهذه الحرية وكأننا أمام شيوعية الجاهلية .
فقبل ” البلوكاج ” على المعارضة أن تقدم برنامجها حول الجوانب الخافتة للسياسات العمومية لحكومة السيد بن كيران دون مزايدات تبرز مدى دونية المعارضة في قولة ” لا ” فمثلا عندما يتقدم الأمين العام لحزب الإستقلال السيد شباط ويتهم رئيس الحكومة بعلاقته مع ” الداعشيين ” وكذلك بيعهم للصحراء الشرقية وتواطؤهم مع المخابرات الجزائرية فهذا كلام غير مقبول ولا في الحلم , فهل يعني السيد حميد شباط أنه أعقل وأذكى من ملك البلاد الذي عين رئيس الحكومة , وهل السيد شباط أحذق من المخابرات المغربية التي أجهضت الكثير من العمليات الإرهابية وأبانت عن كفاءتها بشهادة العالم , وهل السيد لشكر الذي كان في أهم مدرسة سياسية لم يستفد من خبرة معلميه حينما صرح أمام الرأي العام بأنه في معارضة صاحب الجلالة دون أن يعي بأن الملك هو ملك للشعب ولا يمثل اليمين ولا البيسار وهذا جهل يسجل على بعض الأمناء الذين يحاربون مناضليهم لاختلاف الرأي وعدم الركوع .
فإذا كان ” البلوكاج ” الذي تسخدمه أحزاب المعارضة للتشويش ولفت الإنتباه , فالملك محمد السادس يعلم سر ” البلوكاج ” ومن وراءه ولماذا بالضبط ؟ فحل البرلمان غير وارد لكون حله مكلف ماديا وليس سياسيا خاصة نفس الوجوه سنراها من جديد تدخل باب هذه المؤسسة وستنهج ما اعتادت عليه طيلة تواجدها بهذه القبة لهذا كان لزاما أن يستمر مسلسل البرلمان إلى يوم الإقتراع المرتقب .
الحكومة قائمة وسيستمر الحال على ما عليه وأملنا أن يغير الله قوما بقوم آخرين .
حسن أبوعقيل – صحفي