أستح عندما أرى مقالة تُنسخ وتَنشرها العديد من المنابر الصحفية دون أي اجتهاد ودون حمرة الخجل , بل أكثر من ذلك أن المقالة تحمل نفس التاريخ ونفس زمن النشر ما يؤكد دونية بعض الأقلام التي تشتغل بهذه الطريقة المقززة بل تعطي صورة مشوهة للصحافة المغربية .
كيف يكون الصحفي واثقا من نفسه وهو يجالس صاحب المقالة التي تبناها ونشرها على صفحات جريدته دون الإشارة للمصدر أو دون توقيع لصاحبها الأصلي ؟ وماذا عن هذه الصحف التي تتسابق لنشر خبر كاذب وزيف أو كتابة حسب الطلب ؟ وكيف يشعر المتبني للمقالة أو منتحلها عندما يتبين أن الأخبار التي أتى بها المقال لا أساس لها من الصحة ؟
والله أرى كمًّا من هذه النمادج البشرية التي لا تضع ميثاق الشرف أمام نصب أعينها , وتزيغ للمبادرات السخيفة التي تستحق منا اللعنة صباحا ومساء وجهارا . أقلام تذكرني بشهود الزور الواقفين أمام جنبات المحاكم , نفس الوجوه رأسمالها بطاقة وطنية تستخدمها ألف مرة في اليوم حسب الزبون والخصاص والحاجة , شهود لا علاقة لهم بالواقع غير تصريحات تملى عليهم أمام مقابل مالي , لا يهمهم العواقب أكثر ما يرى للأوراق البنكية , مصلحته فوق أي اعتبار كسخرة لها أتعاب .
صحافة الذل والعار تتسع بشكل رهيب مع موجة الصحافة الإلكترونية , مستخدمة كل الأساليب الغير موضوعية للإثارة والتشويه تستغل بطاقتها المهنية لخدمة بعض الجهات ليس مجانا بل هناك من هو في أمس الحاجة لعطف السلطة وهناك من في خصاص لنيل دعوة عشاء تتخللها الجعة وما تيسر من كؤوس مخمرة ومنهم من لا يقبل إلا الأظرفة المالية .
أليس هؤلاء الكتبة كمن يشهد بالزور حيث تختفي السلطة الرابعة وتبقى أقلامهم راكعة لمن يقدم أكثر , فيبلون البلاء السيئ فيقدفون الناس ويشهرون بهم أو ينقلون أخبار الإفك بغية التضليل وإلقاء اللوم على جهة دون أي حجة أو دليل .
مع كامل الأسف أنهار عصبيا كلما حاولت الكشف عن معطيات لهذه الشريحة من كتبة العار أو إن صح التعبير كتيبة الذل وهي تحضر الملتقيات والمؤتمرات ليس للتغطية الإعلامية , حضور يكشف أسرارهم حينما يتربصون بمنتخبين أو شخصيات إقتصادية من رجال المال والأعمال بغية إجراء حوار صحفي مدعم بصور تذكارية في انتظار أوراق بنكية حسب الحال والأحوال .
أمثال هؤلاء من جعلوا الصحافة المغربية في قفص الإتهام ويحاولون تشويه سمعة الأقلام الحرة النزيهة الشريفة من خلال أفعالهم المتكررة في كل المحافل , إنهم يصطادون في الوقت المناسب ويتصيدون الفرص ومشاكل الناس بالنسبة لهم نعمة فيظهرون ساعتها كالمنقد ساعة الغريق رجال المطافئ بأقلام التمويه وكل شيئ بثمنه .
إنهم شهود الزور لا علاقة لهم بالصحافة والصحفيين فما يربطهم إلا بطاقة مهنية تسلم من جهة رسمية .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل .