منذ تأسيس هذه المعلمة التشريعية واحنا غالطين , كنا نعتقد أن البرلمانيين يتقاضون رواتب محترمة لكون العمل النيابي شاق جدا أماشي ساهل , وفي حياتنا وما عايشناه مع هذه الشريحة الإنتخابية أصبحت قبة البرلمان سكنا لنفس الأشخاص ونفس الوجوه التي لا يمكنها أن تعيش خارج هذا البيت لكونها تذوقت طعم المقعد النيابي بما يزخر به من سلطة وجاه ومال وحصانة وأصبحت رائدة في استقطاب أصوات المواطنين وتفننت في الحملات الإنتخابية رغم العادة التي تتحلى بها في الظهورأيام الإنتخابات وتختفي بعد الفوز إلى الإنتخابات الأخرى لكن اللي مكنعرفوش هو ولاء الساكنة لهذا الشخص وتصوت عليه في كل اقتراع (…)
فعلا كانت عينينا مغمضا رغم أننا نتابع ما يجري ويدور داخل البرلمان بغرفتيه , كنا نطرح آلاف الأسئلة على انفسنا للنائب البرلماني ونعرف مسبقا أنها دون اهتمام والبرلماني غير مجبر على الرد فيكفيه تلك الأسئلة الكتابية الشفوية التي تجد الصدر الرحب من قبل الحكومة ويجيب عنها رئيس الوزراء أو أي وزير وكلها أسئلة وأجوبة متفق وموقع عليها من خلال ميثاق شرف سري غير مكتوب ولا يخضع لا للمداد ولا للورق لكن من يدخل القبة لابد وأن يدخل في نظامها… أغلبية ومعارضة ويمينها ويسارها وحتى الفتات الديمقراطي المتجلي في التيقنوقراط كواجهة من ديكورات تكريس الديمقراطية .
فسبحان الله العظيم أن الشعب المغربي لم يكن يعلم بتقاعد السادة الوزراء والبرلمانيين بأنه تقاعد حقير ومحتشم فشكرا للوزيرة شرفات أفيلال الرفيقة ( التقدم والإشتراكية ) التي عرت عن الحقيقة الغائبة وفضحت المكشوف لتفتح أعيننا الطامسة في الظلام مصرحة بأن تقاعد الوزراء والبرلمانيين ” 2 فرانك ” فأي مذلة هذه وأي حكرة وأي احتقار أمام العمل الجبار الذي يقوم به وزراءنا وبرلمانينا إنهم لا ينامون في بيوتهم بكثرة انشغالاتهم في خدمة المصالح العليا للبلاد مما يجعلهم ينامون داخل قبة البرلمان (…) فماشاء الله كل قام بواجباته الوزراء من جهة والبرلمانيين من جهة أخرى فلا بطالة ولا عطالة ولا متسكعين في الشوارع الدواء بالمجان والتطبيب بالمجان والمصحات فنادق 5 نجوم والجميع يتمتع بصحة وعافية فلا رشوة في الإدارات العمومية , استثباب الأمن في كل الأزقة والشوارع والدروب والأحياء والقرى محاكمنا مغلقة لعدم وجود متقاضين ولا مجرمين , خزينة المال ممتلئة , وخيرات البلاد توزع بالتساوي اقتصادنا مزدهر أشاط الخير حتى أصبحنا نستقدم الأفارقة ونجنسهم ونأويهم ونستقدم الأجانب ونبيعهم البيوت للقيام بمشاريع سياحية وكثير من المبادرات الهامة التي لا يسعنا ذكرها في هذا المقام .
شكرا للوزيرة شرفات أفيلال الرفيقة على هذه الصحوة التي تشرف بها الشعب المغربي وتنور بها الرأي العام الوطني والدولي فأهمس في أذنيك لأقول لك بأن عوضا أن يطالب البرلمانيون بالزيادة في الراتب لجأ مجلس البرلمان لسبل ملتوية تحت مسميات لا تجذب أنظار المواطنين من خلال إكراميات البرلمانيين في الفنادق بالرباط وبطاقات طريق السيارة والبنزين وتذاكر الطائرة وهذه مناورة ذكية السيدة الوزيرة الرفيقة أنزيدك راه معندنا لا وزراء ولا برلمانيين ولا أحزاب ولا مجالس لكن نحمد الله أن المبادرات الملكية تغطي على الأخطاء الفادحة ولولاها – الأوراش الكبرى الملكية – لعشنا ربيعا مغربيا أسوء مما عاشته بعض الدول العربية غير الله يحفظ بلادنا وأولادها من مكر أعداء الوطن من الداخل .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي