سلسلة الواقع المعيش
سلسلة قصصية نوعية
يكتبها ذ. رشيد المنجري
الشيخ أحمد :
قرر الرجل السفر إلى دولة قطر لتحسين وضعه المادي
و الاجتماعي و توفير حياة تليق بأسرته الصغيرة المتكونة من زوجته و بنتيه الاثنتين و الطفل ذو العشر سنوات و المساهمة في تلبية طلبات عائلته الكبيرة أيضا و خاصة والديه و إخوته غير المتزوجين
قضى أحمد خمس سنوات في الغربة يشتغل كرصاص و قدم إلى المغرب في مناسبتين ليمكث في المرة الأولى عشرين يوما و في الثانية عشرة أيام بالبيت
و قبل مغادرته البيت في المرة الأخيرة أخبر زوجته و أسرته بذهابه :
– هاني غادي ، السلام عليكم فهاد الساعة …
– و تا فاين غادي أسي أحمد ؟
– غادي باش نجيب ليكم طرف دالخبز ناكلوه ”
فتجيبه زوجته زهيرة مازحة :
– ” منين كنتي بالمغرب كنا كناكلو خبز و زيتون و منين مشيتي لقطر ما بقيتيش تجيبلينا الزيتون السي أحمد ” ،
– و قولي الحمد لله و لا عرفتي شغاديري سيري خدمي نتي نيت و خليني مع ولادي هنا ناكل غي الخبز يالله .
– سير سير احنيني سير الله يصاوب و ” سلم على قطر ” .
– آش بغيتي تقولي زعما ؟
– لا والو طريق السلامة أخويا ، خلي شي عشرين درهم نمشي للحمام حتى تسيفط شي بركة منين توصل إن شاء الله .
– يكون خير، ها عشرة الدراهم دالصرف لي باقا فجيبي ، يالله عندي فلوس التاكسي للمطار .
– أوديييي كاين الله و باقي الله .
– و نعم بالله العلي العظيم ، المهم الله يعاونكم و سلمي على البنات و قوليهم يديرو عقلوم شويا و ما يتعطلوش برا .
خرج أحمد يسرع الخطى و شارد الذهن و لم يكن يحمل معه حقيبة كباقي المسافرين سوى كيسا ورقيا كبيرا يحتفظ به محفظة صغيرة تحتوي على وثائقه
و ما قل و دل مما يحتاجه في مشواره إضافةإلى هاتفه النقال الذي رن فجأة :
– ألو هاني جاي ، لا باقي فكازا عاد غاد لاكار غانشد التران ديال الستة و نص إن شاء الله … واخا صافي وا را بقيت كنهضر معها ، وي وي الديسكور ديال ديما الفلوس و ما جاوره ، أوكي نوصل و نعيطليك من لاكار … آمين حبيبة .
كانت الكلمة الأخيرة كافية ليتبين أن أحمد كانت يتحدث مع أنثى ، من هي يا ترى أين تسكن ما قصتهما ؟
توجه الرجل إلى محطة القطار بمدينة الدار البيضاء الكبرى و حجز تذكرة نحو محطة سلا المدينة و استقل القطار السريع :
– ألو ماما
– نعم أبنتي نجاة
– فينك أماما ؟ ماتعطليش باش تلحقي التران ، را قطعنا الوراق ، أجى للعربة الأخيرة ديال التران غاتلقاينا واقفين تما كنتسناوك انا إيمان .. وي وي ، را عاد وصل دابا و واقف القدام .
– و لااا ، الله يهديك شغا يعرفنا را دزنا من حداه و ماداهاش فينا ،
و سربي دغيا را هضرت مع المهدي كايتسناك فالطونوبيل تحت من الدار باش يوصل للمحطة نزلي دابا .
انطلق القطار هذه المرة في موعده المحدد بعد انتهاء عائق الأشغال الذي عرفته المحطة و باقي المحطات الرابطة بين الدار البيضاء و القنيطرة بسبب أشغال التجهيز و البناء و الصيانة و وضع السكة الجديدة الخاصة بالقطار فائق السرعة ” التيجيفي / البوراق ” الرابط بين مدينة طنجة و الدار البيضاء و التي يضطر فيها البوراق إلى المرور من نفس محطات القطار السابقة مع تخصيص سكة
و ممر خاصين به إلى جانب باقي السكك القديمة مما يضطر القطار إلى السير بسرعة 160 كيلومتر في الساعة بين مدينتي القنيطرة و الدار البيضاء في حين تزيد سرعته ما بين محطتي طنجة و القنيطرة لتصل إلى 320 كيلومتر في الساعة مع تخصيص سكة و خط خاص به يمر بعيدا عن المدن على مستوى الطريق السيار تقريبا .
وصل أحمد إلى محطة القطار الرباط المدينة فركب رقما سجله باسم ” الكباص المعطي ” و تحدث بصوت خافت :
ألو ألو …
انقطع الخط لغياب شبكة الاتصال بسبب دخول القطار إلى النفق الذي يمر تحت وسط مدينة الرباط ليخرج إلى القرب من منطقة الولجة في اتجاه مدينة سلا
فيعيد أحمد تركيب الرقم و يحصل الاتصال هذه المرة :
– ألو نتي فالدار ؟ هاني غانزل فسلا المدينة و ناخذ تاكسي خلي الباب محلولة
سمعي والباب دالعمارة محلول؟ آه باقي عندي الساروت ديال ديك المرة ، يسحابلي بدلتوه ، أوكي صافي بسلامة حبيبة .
قبل أن ينزل أحمد من محطة القطار ، كانت ثلاثة نسوة بالمقصورة الأخيرة تجلسن متشحات بالسواد و تخفين وجههن بالنقاب و لابسات عبايات الخليج اللي جابهاليهم السي أحمد من قطر و لي البنات ولاو يلبسوهم حيث خفاف و يمكن ليهم يلوحو عليهن غي بيجامة و لا أي لبسة أخرى من تحت و يتغطاو بالعباية و يخرجو يقضيو أغراضهم المختلفة و يرجعو بلاما يلبسو الجلابة و لا أي لباس عصري آخر ،
و لم تكن النسوة الثلاثة سوى زهيرة زوجة أحمد و ابنتيه الاثنتين نجاة و إيمان
و لم تكن عبارة ” سلم على قطر ” التي خاطبت بها زهيرة زوجها عند خروجه من المنزل سوى رسالة مشفرة لعله يرجع عن غيه و يتراجع عن سفره ، لكنه لم ينتبه إلى لكنة زوجته الاستهزائية و المستفزة ، و هذا أمر طبيعي لأن باله كان مشغولا بالحبيبة و المعشوقة المجهولة و الغامضة .
انتبهت نجاة -ابنتة أحمد – صدفة إلى المتصل بهاتف والدها الذي تركه
أو بالأحرى نسي إقفاله كالمعتاد عندما يدخل للاستحمام
و بحدس الأنثى لم تعجبها عبارة ” الكباص المعطي ” و هي تعلم أن والدها يسجل أصدقاءه بأسمائهم دون ألقاب زيادة على الشك الذي بدأ يساور أفراد الأسرة حول تصرفات السي أحمد منذ قدومه للمغرب بكثرة الاتصالات الهاتفية
و خروجه لحديث بصوت منخفض إما إلى البلكونة أو خارج المنزل بمجرد ما يرن الهاتف إضافة إلى تنبيهات الرسائل التي تصل عبر هاتفه الذكي سواء بالفيسبوك أو الواتساب و أيضا إقفاله للهاتف بمجرد ذهابه للنوم .
قررت نجاة أن تطلع على الرقم و تسجله بعدما عجزت عن التجسس على حساب والدها بشبكة التواصل الاجتماعي أو الواتساب مخافة أن يكتشف أمرها
و بعدما أخبرت أختها إيمان و والدتها بالأمر قررن أن تتصل البنت عبر هاتفها برقم مجهول بعد استعمال الرمز # و ما جاوره لمعرفة هوية ” الكباص المعطي ” الذي لم يسبق لوالدها أن حدثهم عنه و هن اللواتي تعرفن جميع أصدقاء الوالد قبل أن يغادر أرض المغرب نحو قطر .
لم تكن مفاجأت للنسوة الثلاثة و هن يسمعن صوت رقيق و ناعم يرد على الاتصاَل بنغمة أنثوية – نظرا لسابق شكوكهن – :
ألوو …
صمتت نجاة قبل أن تبلع ريقها و تجيب بدورها :
– سلام عليكم أختي ، واش تلفون لمياء ؟
– لاا أختي النمرة غلط
– سمحلي عافاكي
– مرحبا ما شي مشكل .
أقفلت نجاة الهاتف لتنظر إلى عيني والدتها زهيرة التي صدر منها بريق يمزج
بين الفرحة لاكتشاف السر و الحزن بعدما تأكد حدسها بكون زوجها له علاقة بامرأة أخرى و أنه ربما أو أكيد يخونها معها .
نزل أحمد من القطار مسرعا و كان ينظر بين الفينة و الأخرى إلى جانبيه و إلى الخلف مخافة أن يراه أحد لأنه أخبر زوجته و أهله أنه مسافر إلى قطر الليلة من مطار الدار البيضاء و أن تواجده بمدينة الرباط يمكن يجبد عليه الصداع و يدخلو فسين و جيم ديال مراتو و ولادو . و مشا من بالو أنه يقدر ربما يطيح فسين
و جيم من نوع آخر .
– تاكسي إقامة المجد .
– مرحبا ، ما تعطلش التران ليوما – يضيف السائق –
– نعم الحمد لله .
و بالتاكسي يتصل أحمد من جديد بالهاتف :
ألو ، هاني وصلت ، خمسة الدقايق و نكون تما الدنيا هانية ؟، أوكي حتى أنا توحشك …
نزل الرجل بالعنوان و أدى ثمن سيارة الأجرة و أخرج من جيبه سلسلة مفاتيح بحث على واحد من بينها و أدخله في قفل باب العمارة الحديدي الكبير ففتح
و أقفله من جديد و دخل مسرعا ، و اختفى بين ظلمة المكان و تعدد الأدراج
و المداخل بعدما نظر من جديد إلى جانبيه و خلفه مرة أخرى …
و في الجانب الآخر بالشارع ، و في مهمة شبه بوليسية استطاعت النسوة الثلاثة تعقب الرجل عبر تاكسي آخر و توقفن بعيدا شيئا ما عن السيارة التي كان يركب بها أحمد .
– سربي سربيو دغيا – تخاطب نجاة أمها و أختها –
– بلاتي أختي را الشانطي عامر بالطونوبيلات .
– و خاصنا نشوفو الدروج لي غايطلع فيهم أصاحبتي .
وصل الثلاثة إلى باب العمارة فلم يجدن أثرا للرجل الذي انصهر و ذاب في زحمة الأدراج و المنازل بالمجمع السكني الذي يتوفر على العشرات من الشقق كما لم يجدن أحدا لسؤاله عن و جهة السي أحمد .
كان المجمع عبارة عن سكن اقتصادي يعج بالشقق و الأدراج و لم يكن بالباب أي حارس سوى جهاز الاتصال بالشقق المانيوطوفون .
– شغانديرو دابا أمي زهيرة ؟ شنو قررتي ؟ مافيهاش زعما ، بصاح باقا باغا تشكي ببا .
– و تي شيري لشي تاكسي أإيمان و يالله نمشيو البوليس ، هما لي غادين يخرجو اسي ” الشيخ أحمد ” من الغار لي تخشى فيه و ما نتفاكش معاه ليوما .
– بردي أمي ما تعصبيش
– و ما زيان نتهلا و نولد نربي و نكبر و تحي وحدة تديه واجد ، و تاكلو طري و سخون و معلف ، قاليك قاطار ، لواه الخطار ليوما ، يالله زيدو قدامي .
وصل الثلاثة إلى الدائرة الأمنية المداومة و بلغت الزوجة عن زوجها
و اتهمته في محضر رسمي بالخيانة و طلبت مرافقتها لضبطه في حالة التلبس فاتصلت الضابطة القضائية بالنيابة العامة المداومة و بالتنسيق معها تم الانتقال إلى العمارة التي يتواجد بها السي أحمد ، فلم تتمكن بداية من التوصل إلى عنوان الشقة التي ولجها لأن المكان كان عبارة عن تجمع سكني اقتصادي أغلبية شققه فارغة و واصلت تحرياتها بالمكان لتصل إلى رقم الشقة التي ولجها الزوج المشتكى به و فتحت بحثا في الموضوع .
ثم اتصل الضابط المكلف بالقضية بالنيابة العامة ليخبر نائي وكيل الملك المداوم عن توصله إلى الشقة و ضبطه للرجل موضحا أنه بعد طرق الباب رفض الرجل في البداية أن يفتح رغم إخباره بهوية الطارق إلا أنه بعد المفاوضات الاحترافية لعناصر الشرطة ، قرر أخيرا فتح الباب و تعرفت عليه زوجته المشتكية و بنتيه الاثنتين و كان قد استغل الفرصة ليلبس ثيابه في حين حاولت مرافقته الفرار عبر النافذة المطلة على بهو العمارة الخلفي مما أدي إلى سقوطها و إصابتها بكسور في مناطق مختلفة من جسدها .
و بعد إجراء تفتيش قانوني بالشقة تم حجز بعض الأشياء التي تدل على أن الرجل مارس الجنس مع الفتاة التي تم نقلها بصفة مستعجلة إلى المستشفي الإقليمي بالمدينة لتلقي الإسعافات الأولية ،و بعدما أكدت المشتكية شكايتها تقرر الاحتفاظ بالمشتكى به رهن تدبير الحراسة النظرية بعد اعترافه بعلاقة جنسية غير شرعية معها في حين تقرر الاحتفاظ بمرافقته رهن المراقبة الطبية فتبين بأنها بدورها متزوجة و أعطيت تعليمات بالاستماع إلى زوجها الذي كان ينتمى إلي وظيفة رسمية و يعتبر من حاملي السلاح ، فتم استدعاؤه ليلتحق بالمدينة لأمر يهمه دون إخباره بحقيقة الوقائع و بتورط زوجته في موضوع الخيانة الزوجية حتى يتم استرجاع مسدسه منه مخافة من تأثره بالخبر و احترازا من خطر ارتكابه لأي تصرف خطير غير محسوب العواقب .
و بعد فتح بحث معمق في النازلة تبين أن السي أحمد تعرف خلال مقامه بدولة قطر على نادية من خلال شبكة التواصل الاجتماعي الفيسكوك و توطدت علاقتهما بعدما أخبرته أنها تعاني من مشاكل مع زوجها الذي دخل بها لأول مرة و لم يعد يمارس معها الجنس لعدة أسباب و أنهما يمران بظروف لا تسمح لهما العيش كزَوجين طبيعيين و أنهما قررا الانفصال و الطلاق بالتراضي و أنه يشتغل بمدينة أخرى و لا يرجع إلا في مناسبات إلى بيت الزوجية .
و أوضح أحمد أنه سبق له أن زار نادية بمنزلها سابقا و مارس معها الجنس
و أنها اطمأنت إليه عندما كان يحادثها هاتفيا أو عبر الرسائل الآنية في تطبيق الميسنجر أو الواتساب لأنه كان ينصت لها و هي تحكي له مشاكلها مع زوجها
و يمنحها وقتا كافيا للإنصات و يحسن التعامل معها مما جعلهما يتقربان من بعضهما البعض و يقرران اللقاء بمنزلها بعد قدومه إلى المغرب خلال عطلته ،
و هو الأمر الذي أكدته نادية عند الاستماع إليها تمهيديا في محضر رسمي
و موقع من طرفها و أضافت أنها وجدت في أحمد الحنان و العطف اللذين افتقدتهما في زوجها نظرا للمشاكل التي طبعت زواجها مع علال – زوجها – الذي مر عليه أكثر من ثلاث سنوات لم يمارس معها خلالها الجنس سوى لمرة واحدة أو في مناسبتين إلى درجة أنها شعرت في أول ممارسة لها مع أحمد أنها لازالت عذراء – حسب ذكرها و تصريحاتها –
قدم الزوج إلى الدائرة الأمنية و تم الاستماع إليه و تقديم احمد أمام النيابة العامة لتكون المفاجأة أن أحمد لم يكن بذلك الجمال التركي أو اليوناني أو الهندي أو المكسيكي أو حتي المغربي الذي يمكن أن يأسر قلب الفتاة المتأثرة كالأغلبية بجمال أبطال المسلسلات التي غزت الشاشات المغربية في الآونة الأخيرة ،
و لكنه كان رجلا عاديا بملامح عامل يكافح لكسب قوت يومه مع تعديل بسيط في نوعية اللباس الذي طغى عليه الطابع الخليجي من سترة نقية و قميص و سروال أنيقين ، و لكن الملاحظة المهمة أن السيد تهلا فراسو و رتاح شويا في الغربة و بغا يبدل الجو و يتراهق شويا .
و إلى جانب أحمد حضرت زوجته زهيرة التي كانت مثالا للمرأة المغربية التقليدية التي تحال الحفاظ على بيتها آمنا مطمئنا مستقرا و كانت تلبس هذه المرة جلبابا مغربيا أسودا و تتفادى النظر إلى زوجها الذي شعر بذنبه و خطئه و هو يشاهد إلى أي حد أوصله تهوره و طيشه الذي ساعده فيه القليل من الغربة و الفلوس و الضسارة و الهاتف الذكي و التطبيقات المختلفة التي
” قربت لنا كل شيء بعيد في حين أبعدتنا عمن هم قريبون منا ” .
كان من المحتمل أن يتم تمديد فترة الحراسة النظرية للتأكد من الحالة الصحية لمشاركة المشتكى به في الخيانة الزوجية إلا أن حضور رجل ثان إلى جانب المشتكية جعل الملف جاهزا للبت فيه في يومه .
– سميتك أسيدي ؟
– علال
– نتا راجل نادية ؟
– نعم
– كيف حالها ؟
– شويا أسيدي – يجيب الرجل متأثرا – مهرسة من هنا و م هنا و مجروحة .
– إيوا شنو قال الطبيب ؟
– خاصها تنعس يمكن غايديروليها شي عملية و يشوفو من بعد
– كتأكد الشكاية ديالك ضد مراتك ؟
– لا لا كنتنازل .
– زهيرة ، باقا شاكية نتي براجلك ؟
– أسيدي شغادي ندير بحبسو ما طالبا منو والو .
– إيوا و شنو كتنازلي ؟
فتضيف زهيرة :
– بغيتو غايعطينا حقنا .
– كيفاش؟
– منين مشا لقطر ما شفنا منو والو أسيدي على الأقل هنا كنا مقاسمين المرة و الحلوة و راضيين بلي كتب الله و دابا واالو لا نفقة لا ماكلة لا لباس .
يلتفت المستنطق نحو أحمد و يسأله :
– هادشي كاين ؟ شكاتقول ؟ واش هاد المرا قصرات معك فشي حاجة ؟
– لا
و الدراري ماعندهم حق فيك ؟
– ندمت أسيدي ، فعلا أخطأت .
– و نتا زعما مسك عليك الله َ مشيت تجمع راسك شويا
– أسيدي را ماشي شي حاجة را غي البركة الحمد لله و صافي
– إيوا هاد البركة قسمها مع مراتك و ولادك ، طلب، طلب منها السماحة
يلتفت أحمد نحو زوجته و يخاطبها و هو مطاطأ الرأس و حاني عينيه .
– سمحيلي أ زهيرة
تبتسم المشتكية و تقول له :
– أوديي ، غي عطينا شويا دالوقت أحمد ، راك نسيتينا فمرة ، را عيين ما نقوليك سلم على قطر و ما فهمتيش راسك
– و شنو دابا ازهيرة كتسامحي ليه – يتدحل المستنطق إبه و لا لا ؟
– كانسامح أسيدي غي قولو يتهلا فينا شغاندير بحسبو ، را البنات عندي ما نعسوش يوماين قاليك ما تجي حتى تجيبيلينا بانا
– لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم – يعقب المستنطق –
– أسيدي يتهلا غي فولادو و يسول فينا و الله يعاونو و الله يهديه .
واش كتنازلي ليه ؟
– نعم الله يسامح
– و نتيا مسامحة ليه
– إيه أسيدي مسامحة .
و نتا سمعني – يخاطب المستنطق زوج المشاركة – :
– ياك سمحتي بخاطرك ؟
– نعم .
– عنداك تمشي تهور و دير شي حاجة الله يرضى عليك را كاين القانون
– لا لا الله يسامح أسيدي ، راها حالتها .
تقرر حفظ الملف للتنازلين المتقابلين ليبقى التساؤل مطروحا :
–
لماذا الخيانة و ما هي أسبابها الحقيقية و هل ساهمت وسائل التواصل
– و الاتصال الحديثة في اختلاط الناس بشكل غير سليم مما نتجت عنه مظاهر اجتماعية غير صحية و غريبة عن مجتمعنا المحافظ …
و هل ساهم سفر أحمد إلى الخارج في تحسين الوضعية الاجتماعية لأسرته أم ساعد في تعقيدها .
أسئلة سوف نحاول الإجابة عنها من خلال قصص أخرى إن شاء الله الرحمان الرحيم .