خيوط التماس :
لم ( يطفره ) البرلمان المغربي بالرباط ، ولم ( تطفره) الغرفتين مجلس النواب ومجلس المستشارين في تدبير البرلمانيين وتكريس دورهم الرقابي والتشريعي ، يطل علينا برلمان الهجرة المغربية من خلال البلاغ الإخباري للهيئة التأسيسية الموقع باسم الرئيس السيد محمد المباركي أن اللجنة تدارست عدة قضايا والمهام والمسؤوليات من أجل إطار غير حكومي عابر للقارات مقرها المركزي بفرنسا .
جميل جدا أن يتحد مغاربة الخارج في إطار قانوني لجمع الشمل وتحقيق الدور الدستوري المنوط بجمعيات المجتمع المدني وتكريس المقاربة التشاركية والقوة الإقتراحية ، لكن ما يفسد بريق هذا المولود هو ولادته يوم الإثنين ومات رضيعا بعد يومين ، للكون السبب ولادة قسرية التي قطعت الحبل السري خطأ وعن جهل لما يحمله المولود من تسمية اختارها المحسوبون ” البرلمان ” .
فديمقراطيا كلمة ” البرلمان ” لفيف مقرون ب ” الإنتخابات ” وليس الإنتقاء والإختيار والتعيين خاصة في شأن يهم مغاربة العالم أو مغاربة الخارج في دول الإستقبال ، فالأمر يتطلب ممثلين داخل هذا البرلمان ، ولا يمكن إستغلال كلمة ” البرلمان ” لتمويه الجالية بالتمثيلية والترافع في قضاياهم باسمهم و من أعضاء غير منتخبين ،
فاجتماع اللجنة التأسيسية لبرلمان الهجرة المغربية يوم الخميس 8 شتنبر 2022 إجتماع سري وخاص للغاية ، حيث لم نتوصل بأي إعلان في الموضوع ، ولم يتواصل معنا لا السيد محمد المباركي ولا غيره من الأعضاء مع احترامنا وتقديرنا لهم ، وما يؤكد على سرية اللقاء هو أن اللجنة تأسيسية وليست تحضيرية ، أي أن الإجتماع تم وانتهى الكلام والنقاش ( الحوار ) والفرق بين التأسيس والتحضير كما هو الفرق بين السماء والأرض ففي السماء رب وملائكة وفي الأرض مخلوقات خيرة ومنها الشريرة وشياطين الإنس التي لا هدف لها إلا خلق الشتات والفرقة والفتنة .
فلماذا التهافت مباشرة بعد الخطاب الملكي لثورة الملك والشعب ، هل الأمر يقتصر على إطار جمعوي يظهر أنه يحمل الغيرة الوطنية ويتضمن كفاءات واستمرار لحمل اللون السياسي بركوعه وخنوعه ، أم أن التأسيس هو منظمة غير حكومية للدفاع فعلا عن مطالب 5 مليون مغربي مهاجر معاناتهم الإقصاء والتهميش في الوقت الذي لم يتوصل المهاجر بأي دعوة لمأسسة هذا الإطار وتعزيزه بالإقتراح والرأي والشورى ؟
لسنا ضد أي تأسيس في العالم ، لكن في نفس الوقت لسنا قاصرين حتى يتولى أمرنا من لا علاقة له بالتواصل والتشاور إذا كان الهدف هو الترافع على مغاربة الخارج ، ويبقى هذا البرلمان – الحدث – لا يمثل نساء ورجال مغاربة الخارج لكون الجميع لم يصوت على مجلسه المؤسس في غياب صوت المهاجر .
الجالية المغربية المقيمة بالخارج في أمس الحاجة إلى إطار يجمع الشتات ويحافظ على وحدة المغاربة خارج الوطن ، وهذا الأمر لا يتسنى إلا في لقاء موسع يستدعى فيه الجميع ، يحضره الإعلام بجميع مكوناته ، إعلام وطني ودولي ، شخصيات مدنية وسياسية وباحثين في الميدان ومهتمين وفسح المجال لكل من أراد المشاركة والإدلاء بالرأي كعتبة تبدي حسن النية ، لأن الماضي أليم عانت منه الجالية عددا من السنين .
كتابتنا لهذه المقالة المتواضعة لا تحمل حسدا ولا بديلا لكنها رسالة توجيهية لكل من أراد إنجاح مبادرة البناء .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل