شاءت الأقدار أن يجد الطفل ريان نفسه في قعر الجب ٫ لم يتآمر عليه آحد من إخوته ٫ وليس هناك ضغينة ولا حسد ولا حقد من أحد ٫ طفل في الخامسة من العمر ٫ تفكيره لفيف مقرون باللعب وبعض السخرة التي تلزم أسرته داخل البيت آو محيطه بما فيه البئر المتناسي والمتآكل والأجوف ٫ خطوة إلى الأمام أسقطته ليستيقظ في عمق الجب لا يستوعب ما يجري ويدور ٫ إحساس غريب ممزوج بالخوف والإرتباك وهو مقيد الحركة لضيق المكان وكلما رفع رأسه إلى الأعلى يطرح الإستفهام حسب صغر عقله وتفكيره ٫ طبيعيا لا يفكر إلا في العودة بين أحضان أمه ولا يفكر بأنه في محنة لا يعلمها إلا خالقه سبحانه وتعالى .
الطفل ريان كمن فقد البصر فجأة ٫ لايرى إلا ظلمة القعر ٫ لا يعلم أن في الخارج فرق للإغاثة تبحث له عن مخرج ليعود لحياته الطبيعية ٫ لا يعرف بأن وضعه الحالي تجند له فرق الإنقاذ ٫ وقاية مدنية وأطقم طبية وفريق مستعجلات ومهندسون متطوعون ودرك وقوات مساعدة ٫ ريان لا يعلم بآن أمه مصدومة على فراقه أملها كبير في الله دموعها لا تفارق موقها ولا النوم عرف أعينها ٫ مترقبة الجديد .
كل الشعب المغربي يتابع كرونولوجيا الإنقاذ على مواقع التواصل الإجتماعي بقلب واحد ٫ شعب أبان عن وحدته وتضامنه والكل يدعو الله بإرجاعه إلى أمه المجروحة لقول
السميع العليم ” فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ” .
آكتب هذه السطور وآنا حزين ٫ داعيا الله أن يحرصه ويحميه من كل شر ويعيده لأهله حيا يرزق إنه سميع مجيب .
شكرا للشعب المغربي الوفي ٫ وشكرا لهذا التضامن العظيم
حسن أبوعقيل