رسوب اللجنة الوزارية المكلفة بمغاربة الخارج

تمخض الجبل فولد فأرا .‏
كنا متفائلين بعد التعليمات الملكية التي حملها خطاب ثورة الملك والشعب على أساس ‏أن اللجنة الوزارية في اجتماعها التاسع أن تكون متحمسة لتنزيل السياسة الرشيدة ‏التي أعلن خطوطها الرئيسية في الذكرى 69 وخص لها جلالته 85% من الخطاب .
تابعنا اللقاء الذي ترأسه رئيس الحكومة وحضره أغلب الوزراء والمدراء ، أملا في ‏في الجديد وإعطاء دينامية للنقاش مختلفة على الماضي البئيس الذي كان مطعما ‏باللغط الكلامي والخطاب الشفوي ، فما هو جديد اللقاء وماهي رؤية السيد رئيس ‏الحكومة والسادة الوزراء من خلال هذه اللجنة التي تعنى بقضايا مغاربة الخارج في ‏الوقت الذي تغيب فيه الوزارة الوصية أو المنتدبة طيلة فترة تدبير الحكومة الجديدة ، ‏علما أن الجهة المكلفة ستصبح وزارة السيد بوريطة وتقوم بمهام الكتابة الدائمة ‏للجنة الوزارية وتعيين من يرأس وينسق اشغال اللجنة التقنية؟
كلمة السيد عزيز أخنوش لم تكن صادقة ، بل كرس من خلالها أسلوب الخطاب ‏الوردي خاصة حول برنامج مرحبا الذي أشاد بنجاحه في الوقت الذي كان على رئيس ‏الحكومة أن يتابع الأمر عن كتب ، فأغلب الوافدين للموطن لم يعانقوا فرحتهم داخل ‏الإدارات ولم يحققوا أغراضهم داخل المحاكم ولازال التعامل مع المواطنين سيئا ‏وكأنهم يطلبون الصدقة من بعض الإدارات ، كما أن عودتهم إلى دول الإستقبال عرفت ‏إرتجالا عبر الموانئ وكذا المطارات وهذه ارتسامات مغاربة الخارج وبين أيدينا ‏شكايات العديد من المواطنين بمختلف دول الإقامة ، فكان على السيد أخنوش أن يكون صريحا حول التقصير الحاصل .
فبرنامج ” مرحبا ” الذي يريده ملك البلاد ليس قنينة ماء وزغرودة مؤدى عنها ‏ووردة حمراء ، وبعدها تجاهل مغاربة الخارج داخل المغرب بكل جهاته وأقاليمه (ملي ‏تكون الكاميرا طافية ) ، الملك محمد السادس يريد لمغاربة الخارج أن يتمتعوا ‏بالمواطنة الكاملة ، وأن يعززوا باستقبال خاص من الإدارة أو كسائر المواطنين داخل ‏التراب المغربي ، وأن تحل قضاياهم ومشاكلهم ليعودوا إلى دول الإقامة وهم يتمتعون ‏بالسعادة والهناء خاصة هم سفراء لوطنهم فماذا لو كان العكس ؟.
وحتى نكون صرحاء أكثر فالحكومات المتعاقبة لم تخدم مصالح مغاربة الخارج على ‏أساس الجد بل زادتها تعقيدا خاصة بعد المادة 2 للحقوق العينية التي فرضت عنوة ‏لتجاهل الحق ونصرة الباطل ، فأولى الأولويات مراجعة هذه المادة والتشطيب عليها ، ‏والتصالح مع مغاربة الخارج من خلال خطاب ثورة الملك والشعب ، بفتح الحوار ‏المستمر والتواصل والإنصات واستقبال الجالية بكل احترام وتقدير وتنزيل الفصول ‏الدستورية لمغاربة الخارج كاعتراف رسمي بهم وللمشاركة في الإنتخابات ‏والمؤسسات وما يجري على مغاربة الداخل يجري على مغاربة الخارج .
تنزيل الفصل 163 لمجلس الجالية سيضمن قانونه ويضمن هدف جلالة الملك في ‏تأسيس المجلس كمؤسسة منتخبة كما أعلن عليها في خطاب المسيرة الخضراء ‏‏2007 وبذلك يصبح المجلس مؤسسة تمثيلية واستشارية جنبا لملك البلاد .
للإشارة أن دور هذه اللجنة كان منذ تأسيسه ضعيفا ، لم يقدم أي شيئ وليس له أي ‏قيمة مضافة لمغاربة الخارج فمنذ العام 2013 والجالية عرفت انتكاسات كثيرة إلى ‏يوم هذا اللقاء ، فالجالية تم إقصاءها قصدا في الإنتخابات ولم تنزل الفصول ‏الدستورية لمغاربة الخارج كمكسبات ناضل من أجلها رجالات ونساء مغاربة العالم ، ‏تعليمات الملك قبل الدستور وبعده لازالت تعليمات في الخطاب فقط ، وأملنا بعد ‏الذكرى 69 لثورة الملك والشعب أن تفعل وتصبح واقعا يرفع كرامة مغاربة الخارج ‏ويحقق مواطنتها الكاملة .
في انتظار الدخول السياسي الجديد والدورة التشريعية المقبلة الإستغناء على الوجوه ‏الوزارية التي همت وزارة الجالية ولم تخدم مصالح الجالية بل أغدقت على نفسها ‏بسفريات ورحلات في إطار المحزوبية والزبونية والإنتخابات من مال الشعب .
وجوه لابد وأن تنجلي سياسيا وحزبيا ووصاية ، تاريخها أصبح مشوها لعدم ‏مصداقيتها ونزاهتها وعملها في خدمة الصالح العام .
ومادامت التعليمات الملكية هي المعيار لإنجاح الأهداف المنصوص عليها في خطاب ‏ثورة الملك والشعب فلابد من إبعاد هذه الوجوه من ضفة مغاربة الخارج وبه الإعلام
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل