رسالة إلى السيد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني

تحية وتقدير
أخص رسالتي هاته  بيوم تنصيبكم على رأس الحكومة المغربية إلى اليوم ,  ولا علاقة بمن  كان يجلس على كرسي رئاسة السلطة التنفيدية  قبلك  . فولايتك الآن هي الأهم  ونقاشنا وانتقادنا ومتابعتنا لا تخرج عن البرنامج الحكومي الذي أعلنتم عنه أمام البرلمان بغرفتيه وأمام الشعب المغربي بمن فيهم مغاربة الخارج .
موافقتكم على رئاسة الحكومة  وتشكيلها بوزراء من أحزاب لفظها الشعب يوم الإقتراع تأكيد على أنكم فقدتم ما كنتم تتحلون به من كرامة ” مواطن سياسي ” ودخلتم تحت  لعبة أرادها مهندسوها أن تكون هي خارطة الطريق  مغلفة باسم قواعد الديمقراطية وصمتكم يعتبر ولاء للإملاءات واستمراركم في  قيادة الحكومة رغبة في الراتب الشهري والحوافز والتعويضات  أملا في إكرامية لنهاية الخدمة حسب عرف من تعاقبوا على كرسي رئيس الوزراء ” سابقا ”  أو رئيس الحكومة في دستور 2011 .
فإلى حدود هذه الكتابة المتواضعة أحسم أن برنامجكم الحكومي لم يتحقق فيه أي شيء , لم تحاربوا الفساد  بل كرستم التستر على المفسدين , ولم تحاربوا الفقر بل استخدمتم كل الوسائل  لتفقير الفقير , فماذا عن مشاريع  الحسيمة والمشاريع الكبرى التي تم تدشينها بحضور ملك البلاد , ماذا أعددتم لبرنامج التنمية الذي أعطى فيه  الملك تعليماته وحددها في 3 أشهر  ؟ أليس في الحكومة حكماء  يعالجون قضايا الوظيفة العمومية ,  فالإحتجاجات عمت كل القطاعات من شمال المملكة إلى ألأقاليم الجنوبية والسخط والصخب يتوسعان بشكل رهيب والناس تعيش على صفيح ساخن بكل ألم وإحباط ويأس  فقتلتم بخطابكم المزدوج الأمل والغد المشرق فعلى يمينك شعب يريد أن يهاجر وعلى يسارك شعب يريد التغيير والتصحيح وأمامك شعب من الشباب يجهل المستقبل .
فهل القوانين الزجرية التي وضعتموها ووافق عليها  نوابكم في الأغلبية تعد إنجازا ؟
وهل أجوبتكم على الأسئلة الشفوية أو الكتابية داخل البرلمان تعد إنجازا ؟
وهل خرجاتكم الإعلامية التي تتناقض مع الواقع المعاش والمعيش تعد إنجازا ؟
تأكد السيد رئيس الحكومة أن الشعب ضاق من كلمة ” الحكومة ” وشاط غضبا من كلمة ” النخب ” وأصبح يُستفز كلما سمع كلمة ” أحزاب ” ويُقهر عندما تتحدثون عن كلمة ” إنتخابات ” ويخلص على أن الحكومة ليست صادقة ولم تتبنى يوما خدمة المصالح العليا للبلاد والعباد .
أستسمح إن قلت لك السيد رئيس الحكومة أن كلامك مردود عليك وأنت تتحدث عن الواقع الإجتماعي الإقتصادي والسياسي بعدم وجود الإحباط واليأس وأنك لا تشعر بذلك , فعلا لن تشعر بذلك  ولا أنا إذا كنت في منصبك لكون الدفئ ليس إلا راتب شهري سمين وحوافز واستقرار مالي بعد نهاية الخدمة تقاعد ومعاش إستثنائي فكيف ستشعر بالإحباط فلست كمن يستيقظ صباحا ويخرج راجلا ليبيع حذاءه من أجل أن يعيل أبناءه  .
السيد رئيس الحكومة الأرملة التي تتقاضى 400 درهم معاشا  لا تنام لكونها تفكر في أبنائها الصغار- أكلا وشربا –  وتفكر كيف ستؤدي أجار البيت وكيف لها أن تعيل إبنا شاء تدبيركم أن يصبح ” فراشا ” يساعد أمه على الحياة فأين الأسواق النمودجية  أم الأسبقية عندكم في إنزال الهروات والعصي والهدم والترغيب والتحقير وتقارنون المغرب بالسويد أو أمريكا أو فرنسا أو أنجلترا فموريتانيا الجارة في الجنوب لا تعيش هذه الويلات لا تعيش هذه النكبة ولا السكتة القلبية .
أين مغاربة الخارج  من الفصول الدستورية  ماذا أعددتم لهم حتى يعودوا للوطن ؟ أين البنية التحتية التي وجدوها في دول الإستقبال وأعني الإحترام وكرامة المواطن والدراسة في الجامعات بغض النظر عن الأعمار الأبواب مفتوحة للصغير والكبير المساعدات الإجتماعية بدون محسوبية ولا زبونية السكن اللائق وحرية الرأي والتعبير .
أين مغاربة الخارج من الوطنية والمواطنة الكاملة ؟ ما موقع اللجنة الوزارية التي تترأسونها السيد رئيس الحكومة ولم تستطيعوا تنزيل الفصول الدستورية أين مغاربة الخارج من التعيينات في المجالس الدستورية ولماذا تحرمون مغاربة الخارج من رئاسة مجالس الجهات تحت طائلة المادة 72 من القانون التنظيمي لجهات المملكة .إن هذا الفصل يؤكد عدم الإرادة والرغبة في مغاربة الخارج فلماذا تسمحون للأحزاب اختراقها ؟
السيد رئيس الحكومة أكتفي بهذه القطرات بمداد  الحرية والإستقلالية لعل الله يفتح البصيرة وتراجعوا صفحات جلسات البرلمان وانتم في المعارضة حيث كسبتم أصوات الناس وتعلقوا بالأمل المنشود من أجل التصحيح والتغيير لكن مع الأسف الشديد نعيش المآسي بمرها وعلقمها وفقدنا فيكم الثقة وحلم التغيير وفاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي