السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بعد الصمت , وبعد سكون عاصفة الأحكام الصادرة في حق الصحفيين توفيق بوعشرين وحميد المهداوي , كان ولابد ألا نستبيح حبسهما داخل السجن قضاء للعقوبة في حقهما والتي تغتال ما اعتاده المواطن من قراءة لمقالات جادة تستحق الفخر بمداد يسيل حرية ويعبر في نفس الوقت عن الديمقراطية التي تبناها المغرب بالإرادة الحكيمة للملك و ديمقراطية تمكنت في وقت وجيز أن تسمو عالميا ويعترف بها دوليا .
إن سجن الصحفيين أصبح قياس تختبر به ديمقراطية بلدنا ويبقى الرأي العام الدولي أخطر ما نتصوره في إرباك كل ما نبنيه أمام المحافل الدولية وتستغله الجبهات المعادية للوحدة الترابية وتؤثر من خلالها على البرلمانات الدولية ونفقد المصداقية أمام المصالح العليا للبلاد دون أن ننسى التقارير والترتيب الدولي .
لقد تصرف الأمن من خلال واجبه , ومن خلال أوامر النيابة العامة وأجرى الأبحاث الملزمة ,وقام القضاء بواجبه أمام ملف ثقيل من الأدلة والبراهين والشهود والدفوعات وقضت المحكمة في النازلة وانتهى الأمر … لكن ما وجب عدم نسيانه أو تناسيه تلك الجهود والسياسة الحكيمة والإرادة الإنسانية التي يراها العالم بمنظماته الحقوقية والتي تربط بين عطفكم المولوي في العديد من القضايا وبين صحافة خدمت بروح الرسالة الإعلامية وقدمت الكثير لمغرب اليوم وساهمت في نشر التغيير والتصحيح وكانت المثل للتوجيه والمراقبة للسياسات العمومية والمتمثلة في كتابات الصحفي بوعشرين وكذا الصحفي حميد المهداوي .
فبما أننا قطعنا مع الماضي وما حمل , فلا نريد للشعب أن يقف من جديد أمام المطالبة بهيئة إنصاف ومصالحة جديدة ولا نرغب في أي تكييف قضائي تصبغه بصمات السياسي لكوننا مع استقلالية القضاء والمكتسبات التي تحققت في دستور المملكة الجديد خاصة نحن أمام جيل جديد من القضاة إستفاذ من تجارب من سبقوهم واليوم يكرسون العدالة بكل نزاهة واستقامة .
وكمواطن مغربي وصحفي , ألتمس منكم جلالة الملك أن تصدروا عفوكم الملكي عن الصحفيين توفيق بوعشرين وحميد المهداوي , وأن تنظروا لهذا الطلب بعين العطف الأبوي وعفوكم لن يُسقط العقوبات لكن تمتيعهما بالسراح خارج الزنزانة سيعزز المسار الديمقراطي والحقوقي في المغرب وسيعمي عيون المتربصين من أعداء المملكة ووحدة ترابها .
أطال الله في عمركم ومتعكم بالصحة والعافية
إنه سميع مجيب
حسن أبوعَقيل – صحفي