رسالة إلى ملك البلاد محمد السادس

بعد فروض الإحترام والتقدير الواجب
أحمل إليكم جلالة الملك رسالتي اعتبارا أني مواطن مغربي وواحد من رعاياكم الأوفياء , فقد أكدتم يا ملك البلاد في العديد من الخطب السامية أنكم ملكا لجميع المغاربة دون إستثناء وأن سياستكم الرشيدة تصب في خدمة الصالح العام للبلاد والعباد , وقد أعطيتم تعليماتكم وأوامركم للحكومة الحالية وما قبلها أن تدبر الشأن العام بكل نزاهة وشفافية وأن ترقى في تدبيرها لخدمة المواطنين , ووجهتم جلالتكم رسائل واضحة للأحزاب المغربية وكذا المنتخبين والبرلمانيين دون إغفال للمسؤولين بالإدارة المغربية , فكانت رسائلكم صارمة وأنتم تضعون أصبعكم على مواطن الخلل والتقصير ومعاناة المواطن الذي يستحق التكريم في إدارته السمحة والسلمية في كل الأحداث , مصطفا بجانبكم ومتعلقا بأهذاب العرش ، ناصرا الملكية الشرعية للمملكة المغربية .
جلالة الملك نصركم الله : إن المشهد الحزبي لايبشر بالخير , فالأحزاب المغربية تخلت عن مسؤوليتها الدستورية , وزاغت لتدبير مكاتبها السياسية ومقراتها الفاخرة ، وأعطت أهمية كبيرة للتفاخر بالمنصب و بربطة العنق والبدلات المستوردة من الخارج والسيارات الفارهة , حتى أصبح بعض الأمناء تُقبل أيديهم ورؤوسهم من قبل المنتمين لأحزابهم بشموخ وتعجرف وأن سلطتهم – الأمناء – فوق سلطة الشعب هذا الأخير – الشعب – هو محب ملك البلاد وحامي الملكية من أعداء الوطن .
جلالة الملك نصركم الله :
إذا كانت الأحزاب المغربية فقدت ثقتها
إذا كانت الأحزاب هي التي تزكي المرشح
إذا كانت الأحزاب هي التي تنتج النخب
إذا كانت الأحزاب هي التي تدبر 99% من الجماعات المحلية
إذا كانت الأحزاب هي التي تدبر جهات المملكة
إذا كانت الأحزاب هي المكون لمجلس النواب
إذا كانت الأحزاب ونقاباتها هي المكون لمجلس المستشارين
إذا كانت الأحزاب هي من اعتمدت القاسم الإنتخابي المعتمد على عدد المسجلين في اللوائح الإنتخابية بدلا من سلطة الصوت وإرادة الأمة .
إذا كانت الأحزاب هي المكون للحكومة .
أليست الأحزاب هي المسؤولة بالدرجة الأولى على هذا الذل والعار الذي لحق برعاياكم من تفقير وتهميش وتحقير واستقواء وتحكم .
أليست الأحزاب هي من تتحدث باسم ملك البلاد من داخل قبة البرلمان وتنسب كل ما تقوم به للسياسة الرشيدة ، علما أن برامجها فاشلة ومشاريعها مقطوعة وغير مكتملة كما أتى في تقارير المجلس الأعلى للحسابات وأعلن عنه في المنابر الإعلامية ،
إن رعاياكم الأوفياء لا يقبلون بإقحام إسم ملك البلاد في كل ما فشلت فيه الحكومة وتعطلت على إثرها البرامج التنموية والحقوقية وأصبح المغرب في المراتب الأخيرة على مستوى جل المؤشرات .
اللا معقول كذلك هو أن تلوح بعض القيادات داخل الحكومة وخارجها بأن الملك هو المسؤول وأنها لا تحكم وأن ما تقوم به تكريس للتعليمات والسياسة الرشيدة وتؤكد في خرجاتها الإعلامية أن ما وصل إليه المغرب في سياسته هو تدجين للأحزاب وتقزيم لدورها سواء الحزبي أو التدبيري .
إن مثل هذه التصريحات تؤخذ على محمل الجد ، وتتداول على وسائل التواصل الإجتماعي ويتبناها أعداء الوطن في تقاريرهم التي تصل إلى الملحقين الصحافيين بقنصليات وسفارات الدول وتستثمرها الجمعيات الحقوقية والمنظمات الدولية والإعلام الأجنبي بجميع مكوناته .
فمن له الصلاحية توجيه اللوم بهذا الإستقواء .
جلالة الملك نصركم الله :
الشعب المغربي أصبح منقسما يعيش شتات الفكر من هول التدبير العشوائي والتناقضات الحاصلة في تدبير السياسات العمومية المتعلقة بالمجتمع والإقتصاد والحقوق والعدالة الإجتماعية .
إن ملف مغاربة الخارج , لم يتحقق فيه أي شيئ ولازالت الجالية المغربية بدول الإستقبال تعيش على أمل تنزيل الفصول الدستورية وتحقيق مضامين الخطب السامية لجلالتكم الرامية إلى المشاركة السياسية لمغاربة الخارج , ورغم الإحتقان الذي تسببت فيه السياسات الحكومية بعد الدستور الجديد فالمغاربة يتوجهون إلى ملك البلاد لكونهم لا يثقون في الأحزاب – الوسيط المعول عليه – فقانون الإنتخابات يحمل المتناقضات :
1- يشطب على 6 مليون مغربي قاطن بالخارج ولا يسمح لهم بالتصويت أو الترشيح من خلال دولة الإستقبال وهذا قفز على المكتسبات الدستورية الهامة بمغاربة الخارج .
-2 التمييز بين المرشح اللامنتمي وبين المنتمي ، حيث اللامنتمي مطالب بشروط تعجيزية ، ملزم أن يقدم تزكية موقعة من قبل 200 فردا ضمنها 20% من المستشارين في الدائرة الإنتخابية ، فحين لا توجد شروط للمترشح من قبل الأحزاب المغربية .
-3 القاسم الإنتخابي الجديد المعتمد على عدد المسجلين في اللوائح الإنتخابية بدلا من عدد الأصوات ، فإذا كان القاسم الإنتخابي الجديد صالحا فلماذا اعتمد في انتخابات مجلس النواب ولم يعتمد في الجماعات الترابية ؟
وكثير من الأمور تخطط لها هذه الأحزاب لا يعرف أين المستقر ، لكن تشعر الأمة بالأزمة الخانقة والإحتقان .
جلالة الملك أيدكم الله بالحكمة والتبصر :
إن الشعب المغربي يقر بقيادتكم الحكيمة ، وله الرغبة الأكيدة في حكمكم المباشر ، وأن تفتحوا مسارا جديدا يكرس العلاقة الوطيدة التي تجمع الملك والشعب فتجربة ” لا ديمقراطية بدون أحزاب ” وسم ساقط وفاشل والمغاربة من شمال المملكة إلى الأقاليم الجنوبية لايرغبون في هيئة إنصاف ومصالحة جديدة بعدما دفنا الماضي ، وأن تكون الإنطلاقة إن شاء الله بمبادرة الثقة التي تبدأ بإطلاق سراح جميع معتقلي الحراك في المغرب والعفو على جميع الصحافيين وأصحاب الرأي ، ثم بناء الدولة الإجتماعية بأسها الرئيسي المعتمد على تحقيق الرخاء من أجل غد أفضل .
جعل الله ليلة القدر مباركة عليكم بالصحة والعافية وعلى الأسرة الملكية وجميع الأمراء والأميرات دون استثناء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حسن أبوعقيل
مواطن مغربي
تحياتي الخالصة