لقد قدمنا الولاء وأنتم تجلسون على عرش المملكة المغربية , لكون معرفتنا المسبقة بأنكم تملكون الحس الوطني المفعم بالحب الكبير لشعبكم الوفي واستبشرنا خيرا فيكم من خلال أول خطاب لكم بعد توليكم ملكا وأميرا للبلاد وأعلنتم سياستكم الرشيدة في التغيير والتصحيح وكرستموها من خلال وقوفكم شخصيا على المسؤوليين في زياراتكم المباغثة والتي باركها الشعب وصفق لها كل الأوفياء كما أن تفقدكم لساكنة البوادي والحواضر عززت مصداقية الخطاب على أرض الواقع وما أنجزتموه من مبادرات زادت الأمة تعلقا بكم وبأهداب الملكية التي لا يمكنها أن تنفصل عن إمارة المؤمنين .
رسالتنا لكم أعزكم الله , تأتي بعد الإستياء الذي يعيشه القضاء المغربي من جراء ما يحصل اليوم بين وزير العدل والحريات وبين السادة القضاة خاصة ما سمي إعلاميا ” قضاة الرأي ” وأثارته الصحافة الدولية في الإعلام بجميع مكوناته وتبنته المنظمات الحقوقية كموضوع دسم في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية وسيتناوله أعداء الوحدة الترابية في المحافل الدولية بسوء نية كما لا يخفى عليكم أعزكم الله ,ما صدر عن الإتحاد الأوروبي والمحكمة الأوروبية ومؤشر ” السمعة السيئة ” الذي كانت وراءه فرنسا وألمانيا وإسبانيا والنرويج والسويد كما احتل المغرب الرتبة 133 في مؤشر التنافسية وأخيرا ما أثاره المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد تراب من تشويه لسمعة المغرب والمغاربة خلال انطلاق حملته الإنتخابية .
ملك البلاد أعزكم الله , لقد أثبت دستور 2011 الذي كنتم وراء صياغته بروح ديمقراطية جنبا للشعب المغربي وجوده على غرار باقي دساتير الدول الديمقراطية لما حققه من مكتسبات بإرادة حكيمة ومسؤولة , فلا يعقل خرق فصوله من قبل أي كان , ومن الواجب احترامه وتطبيقه .
فما يجري ويدور اليوم بين وزير العدل وبين قضاة” الرأي ” وما يشوب الأمر من خروقات سواء المتابعات أو العرض على المجلس الأعلى للقضاء لكون القضاة عبروا عن نقاش” جمعوي ” حول مشاريع القوانين للسلطة القضائية من على مواقع التواصل وتكريسا للفصل الدستوري 111 لا علاقة له بالتهمة التي أقرها وزير العدل قصد العرض على المجلس الأعلى فلا يعقل لحكم دون محاكمة عادلة ولا يمكن لقاضي خصم أن يحكم في قضية خصمه فأين تكمن تهمة الإخلالات بالواجب المهني أو واجب التحفظ أمام رأي شخصي خارج مجريات المحاكم أم أن الأمر يهدف إلى تهجير الكفاءات والشرفاء كما هو حال العديد ممن فقدوا تقتهم في الخطابات السياسوية .
مولاي صاحب الجلالة , إنصافكم لأصحاب الحق يوجب تدخلكم لإسقاط متابعة قضاة الرأي وحفظ سمعتهم باعتباركم رئيسا أعلى للسلطة القضائية فبظهيركم يعينون وباسمكم يحكم القضاة وتصدر الأحكام .
وفقكم الله في نصرة الحق والمظلوم وحفظكم في ولي العهد وباقي الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب
حسن أبوعقيل – مواطن