خيوط التماس :
مع كل وزير نعيش نفس الخطاب ونعيش الأزمات ، وتنتهي ولايته وهو أكبر المستفذين ، فحين المواطن هو المتضرر الوحيد .
فقد طل علينا وزير الفلاحة من شرفة جريدة إلكترونية في حوار مطول حول أزمة التساقطات والموسم الفلاحي الجديد ، الوزير صديقي أرجع مسؤولية الأزمة للنقص الكبير في الأمطار وأنه لم ير مثل هذا منذ 40 عاما ، شوفوا معايا هذا الوزير كيف يموه الرأي العام ليغطي على فشل من تحمل المسؤولية سابقا وآنيا ، فإذا كان الوزير يرى أن بلادنا تعيش الخير بخميره فماهي نتائج التساقطات أي فين المنتوج وفين تدبير السدود أفين وفرة المياح الإحتياطي ، الوزير يتحدث متناسيا أن المغاربة لا ينسوا بسرعة ما يمر عليهم من مرارة العيش ولن ينسوا الفيضانات الأخيرة التي تسببت فيها التساقطات الغزيرة في أكثر من مدينة وفي العالم القروي ويبقى السؤال كيف أن أمطار الخير للموسم الفلاحي للعام الماضي لم تستفذ منها السدود المغربية ، وأين كانت وزارة الفلاحة والصيد البحري التي كان يرأسها السيد عزيز أخنوش إلى جانب وزارة الماء التي كانت تشرف عليها السيدة شرفات أفلال ، فلماذا الوزير صديقي أراد أن يعيدنا إلى 40 عاما من حياتنا المعاشة والمعيشة بدلا أن يتحدث عن الأسباب الحقيقية التي أفرغت السدود من المياه أو عدم الإكتراث بالتدابير الملزمة حتى لا نقع في أزمة الجفاف في وقت تغيب فيه التساقطات المطرية .
السيد وزير الفلاحة أذكرك بأنه بلغ متوسط التساقطات التراكمي الوطني حتى 13 يناير 2021 180.6 مليمترا، أي بزيادة قدرها 5% مقارنة بمتوسط 30 عاما الماضية (172.2 مليمترا)، وزيادة بنسبة 50% مقارنة بالموسم السابق (120.3 مليمترا) في التاريخ نفسه.
فإلى من تعود المسؤولية اليوم ، وأين كانت الحكومة السالفة بوزير الفلاحة السابق في حكومة العثماني وماهي الإجراءات والتدابير التي اتخذت لصيانة السدود تحسبا للأزمات خاصة أن الحكومة تحملت على عاتقها 18 برنامج مندرجا في 5 محاور لم نر منها إلى ما هو مسطور وما هو شفوي .
للتذكير فقط السيد صديقي أن التساقطات للعام الماضي تسببت في فياضانات جارفة في القرى والمدن ، فلا زال المواطن يتذكر ما حدث بتطوان وطنجة والدارالبيضاء وفاس والقنيطرة ومراكش وقبلها في عام 2019 كارثة قرية تيزرت التي جرفت السيول ما جرفته من تربة وأرواح بسبب التساقطات الغزيرة دون ألقيام بأي تدابير وقائية .
فقبل هذه الفيضانات عاش المغرب كذلك فيضانات ربما غابت عن السيد الوزير في العام 2014 والتي شهد المغرب تساقطات مطرية ، أسفرت عن مصرع 32 شخصا على الأقل، من بينهم 24 بمدينة كلميم، وعشرات المفقودين، كما شهدت بعض المناطق خاصة مناطق الجنوب الشرقي للمملكة حصارا وانعزالا تاما عن باقي مناطق البلاد، بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت في ارتفاع منسوب المياه وشكلت سيولا جرفت ما جرفت من البشر والحجر والشجر، وأدت إلى تدمير عدد من القرى والطرقات والقناطر، مما شكل صعوبة في إنقاذ الضحايا والبحث عن المفقودين في غياب المسؤولية التي تتحملها السلطة التنظيمية .
السيد الوزير محمد صديقي ، ليس الأوان للخرجات الإعلامية للأمل ولا للمستقبل ، الشعب في حاجة إلى تدبير يومي وتحيين ما يجب من الأولويات والضروريات وأن نكرس دستور المملكة في فصله القائم على المحاسبة أمام المسؤولية ، وكفى من تبادل الحقائب لاستمرار سياسة اللامبالاة التي أصبحت مطبوعة بلغة الإستقواء والتحكم .
إن التمويه والخطابات الشفوية لم يعد لها مكان عند المواطن ، ولن يقبل الجمهور أي لغة إستفزازية أو مقاربة من مقاربات الترهيب والتركيع لكون المغاربة مع ملك البلاد وتعليماته التي تحث على جميع المؤسسات أن تكون في خدمة المواطن .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل