رسالة إلى محمد صديقي وزير الفلاحة في حكومة أخنوش

خيوط التماس :
مع كل وزير نعيش نفس الخطاب ونعيش الأزمات ، وتنتهي ولايته وهو أكبر المستفذين ‏، فحين المواطن هو المتضرر الوحيد .
فقد طل علينا وزير الفلاحة من شرفة جريدة إلكترونية في حوار مطول حول أزمة ‏التساقطات والموسم الفلاحي الجديد ، الوزير صديقي أرجع مسؤولية الأزمة للنقص ‏الكبير في الأمطار وأنه لم ير مثل هذا منذ 40 عاما ، شوفوا معايا هذا الوزير كيف يموه ‏الرأي العام ليغطي على فشل من تحمل المسؤولية سابقا وآنيا ، فإذا كان الوزير يرى أن ‏بلادنا تعيش الخير بخميره فماهي نتائج التساقطات أي فين المنتوج وفين تدبير السدود ‏أفين وفرة المياح الإحتياطي ، الوزير يتحدث متناسيا أن المغاربة لا ينسوا بسرعة ما ‏يمر عليهم من مرارة العيش ولن ينسوا الفيضانات الأخيرة التي تسببت فيها التساقطات ‏الغزيرة في أكثر من مدينة وفي العالم القروي ويبقى السؤال كيف أن أمطار الخير للموسم ‏الفلاحي للعام الماضي لم تستفذ منها السدود المغربية ، وأين كانت وزارة الفلاحة والصيد ‏البحري التي كان يرأسها السيد عزيز أخنوش إلى جانب وزارة الماء التي كانت تشرف ‏عليها السيدة شرفات أفلال ، فلماذا الوزير صديقي أراد أن يعيدنا إلى 40 عاما من ‏حياتنا المعاشة والمعيشة بدلا أن يتحدث عن الأسباب الحقيقية التي أفرغت السدود من ‏المياه أو عدم الإكتراث بالتدابير الملزمة حتى لا نقع في أزمة الجفاف في وقت تغيب فيه ‏التساقطات المطرية .
السيد وزير الفلاحة أذكرك بأنه بلغ متوسط التساقطات التراكمي الوطني حتى 13 يناير ‏‏2021 180.6 مليمترا، أي بزيادة قدرها 5% مقارنة بمتوسط 30 عاما الماضية ‏‏(172.2 مليمترا)، وزيادة بنسبة 50% مقارنة بالموسم السابق (120.3 مليمترا) في ‏التاريخ نفسه.
فإلى من تعود المسؤولية اليوم ، وأين كانت الحكومة السالفة بوزير الفلاحة السابق في ‏حكومة العثماني وماهي الإجراءات والتدابير التي اتخذت لصيانة السدود تحسبا للأزمات ‏خاصة أن الحكومة تحملت على عاتقها 18 برنامج مندرجا في 5 محاور لم نر منها إلى ‏ما هو مسطور وما هو شفوي .
للتذكير فقط السيد صديقي أن التساقطات للعام الماضي تسببت في فياضانات جارفة في ‏القرى والمدن ، فلا زال المواطن يتذكر ما حدث بتطوان وطنجة والدارالبيضاء وفاس ‏والقنيطرة ومراكش وقبلها في عام 2019 كارثة قرية تيزرت التي جرفت السيول ما ‏جرفته من تربة وأرواح بسبب التساقطات الغزيرة دون ألقيام بأي تدابير وقائية .
فقبل هذه الفيضانات عاش المغرب كذلك فيضانات ربما غابت عن السيد الوزير في العام ‏‏2014 والتي شهد المغرب تساقطات مطرية ، أسفرت عن مصرع 32 شخصا على ‏الأقل، من بينهم 24 بمدينة كلميم، وعشرات المفقودين، كما شهدت بعض المناطق خاصة ‏مناطق الجنوب الشرقي للمملكة حصارا وانعزالا تاما عن باقي مناطق البلاد، بسبب ‏الأمطار الغزيرة التي تسببت في ارتفاع منسوب المياه وشكلت سيولا جرفت ما جرفت ‏من البشر والحجر والشجر، وأدت إلى تدمير عدد من القرى والطرقات والقناطر، مما ‏شكل صعوبة في إنقاذ الضحايا والبحث عن المفقودين في غياب المسؤولية التي تتحملها ‏السلطة التنظيمية .
السيد الوزير محمد صديقي ، ليس الأوان للخرجات الإعلامية للأمل ولا للمستقبل ، ‏الشعب في حاجة إلى تدبير يومي وتحيين ما يجب من الأولويات والضروريات وأن ‏نكرس دستور المملكة في فصله القائم على المحاسبة أمام المسؤولية ، وكفى من تبادل ‏الحقائب لاستمرار سياسة اللامبالاة التي أصبحت مطبوعة بلغة الإستقواء والتحكم .
إن التمويه والخطابات الشفوية لم يعد لها مكان عند المواطن ، ولن يقبل الجمهور أي لغة ‏إستفزازية أو مقاربة من مقاربات الترهيب والتركيع لكون المغاربة مع ملك البلاد ‏وتعليماته التي تحث على جميع المؤسسات أن تكون في خدمة المواطن .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل ‏