رسالة إلى كل من ينسف الإحتفاء بالمولد
بسم الله الرحمن الرحيم
شاءت هذه الفرقة التكفيرية ” الوهابية ” أن تتطاول من جديد على المسلمين لا لشيئ إلا لأنهم يحتفلون بالمولد النبوي الشريف ولأنهم يعظمونه كنبي ورسول وخليل للخالق عز وجل متناسين بأن المسلمين على مزيد من الوعي والثقافة والإلمام بما يلزم الحياة دينا ودنيا فلماذا التدخل في شؤون الناس وتسخير زمرة من أشباه العلماء ليفتون في الإحتفاء بالتحريم وقذف كل من يحتفل بهذه العادة بالفسق والخبث (…) فالمشكلة أن هذه الجماعة التي تتستر وراء أهل السنة والسلف الصالح لا يؤمنون بالعلوم الدينية ولا بعلماء المسلمين الخارجين عن مدارسهم وأتباعهم وكثيرا ما كفروا علماء واتهموهم بالجهل فياترى ماذا عن العالِم الذي يدعو من على منبر المسجد بالقول ” اللهم احشرني مع شيخي فلان ….. ” أليس هذا منبع الجهل ؟ وهل ما تحمل من علم جعلك ترى أن شيخك في الجنة وسبق كل الناس يوم البعث والحساب ؟ أمَا كان عليك أن تطلب من الله أن يحشرك مع رسول الله قبل شيخك أم أن شيخك فوق رسول الله ؟
الجهل في أن تتحد الوهابية برجالاتها لنشر دعوة ظالمة , دعوة لا أساس لها من الصحة بتفصيل الأحاديث على مقياس واحد وتأويلها كما يحلوا لهؤلاء الرويبضة من أجل إقناع المسلمين بأن الإحتفال بالمولد ” حرام ” وأن ما يقدم من أكل وذبيحة في هذا اليوم رجس من عمل الشيطان . وأن قصائد مدح خير البرية التي تطيب بها ألسنة المادحين طيلة ليلة المولد شرك بالله (…)
فأين يكمن الشرك عندما يحتفي المسلم بالمولد النبوي الشريف ؟
فإذا كان الشرك في الربوبية , فهل المسلم الذي يحتفل بمولد نبي أمة الإسلام يعتبر أن هذا الرسول هو خالق الكون وهو الرازق وهو المميت وهو الوهاب وهو رب أعلى كما قالها فرعون ؟
أما إذا كان شرك في الألوهية فهل المسلم عندما يخلد هذا الإحتفاء فهو يحمل في نيته تصريف عبادته للنبي أو للأصنام أو الأوثان أو غيرها ؟
أما الشرك في أسماء الله وصفاته فأي مسلم يحب رسول الله على بينة أن أسماء الله وصفاته من خصوصية الله ولايمكن لا للنبي وغيره أن يتحلى بها ولو كان على عبادة أدق وأسمى (…)
فالمسلم يا وهابيون يحتفل بهذا اليوم ليس لأنه يوم من العبادات فهو عادة من حق الناس أن يختارها حبا في رسول الله وحبا لأن يوم ميلاده يوم مبارك قاطع وفارق بين الجاهلية ونور الإسلام فمن أقامه له فضل ومن لم يقمه لا ذنب عليه والذنب على الفضوليين الذين لا يحبون الرسول الأمي …
فالوهابيون يربطون الإحتفال بالبدعة وهم في بدع كثيرة , فالعلوم الدينية المعاصرة بدعة لم تكن في عهد رسول الله ولم ينهجها صحابة رسول الله ولا التابعين , والتقنيات الحديثة التي يستخدمها الوهابيون اليوم في كل مكان سواء في بيوتهم وفي مساجدهم وفي مراكز أعمالهم وفي بنوكهم وفي بطائق الإئتمان والمعاملات التجارية ووووووووووو أليست ببدعة معاصرة لم يستخدمها لارسول الله ولا صحابته أم أن الأمر جاء للمولد النبوي الشريف وتعثر (…) ؟ هل من بين الوهابيين من لايستعمل الحاسوب أو الهاتف الخلوي والسيارة ويركب الطائرة فهذه الأمور ليست من العبادات ولكن ذكرها الله في كتابه الكريم ” ويخلق ما لا تعلمون ” .
الوهابيون حقيقتهم تكمن في الإستحواذ على كل شيئ لايرغبون مخالفتهم ولايرضون بالإمتثال للرأي الآخر أو المخالف وهجومهم على المولد النبوي ليس إلا أن لايراهم الناس وحدهم لايحتفلون بهذه العادة فأرادوا تعميمها على أساس أن الرسول ” ميت ” وانتهت مهمته أي الرسالة التي حملها للناس أجمعين فانقطع كل شيء مع وفاته !!!!!!! بل أكثر من هذا يستخدمون لغة التغليط لتمويه العامة بأحاديث وآيات قرآنية لا علاقة لها بالمواضيع المثارة ولا يقدمون لا أسبابها ولا أسباب نزولها حتى لا تظهر عوراتهم العلمية .
فإذا كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في كتابه ” اقتضاء الصراط المستقيم ” الصفحة 269 ” فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس يكون فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله …” فمن هو ابن تيمية يا وهابيون ؟ أليس علمكم اليوم نافع بما أسداه من خدمة للدين فلماذا لا تمشون على نهج شيخ الإسلام وتكريس قوله في المولد , فمن يعلنها منكم صراحة أنه أفضل من الشيخ ابن تيمية ؟
فقبل أن أختم هذه السطور المتواضعة لابد من طرح بعض النقط في تحد لكم أيها الوهابيون :
أتحدى أن يوجد نص يحرم ” المولد ” والإحتفاء به
ولماذا تقحمون ما ليس من الدين في الدين
وإذا كانت البدعة تنقسم إلى حسنة وسيئة فأين يمكننا أن نضع الإحتفاء بالمولد النبوي الشريف ؟
فإذا كانت بدعة سيئة فأين السوء فيها مع العلم أن الأمر لا يتعلق بالعبادات .
فلماذا تجيزون الإحتفال بالسنة الهجرية أليس الأولى بالإحتفال بمولد النبي على العام الجديد الهجري ؟
احتفالنا يبقى احتفالا برجل عظيم اختاره الله بأن يكون نبيا ورسولا
واحتفالنا بالهدى والوحي .
مبروك علينا جميعا معشر المحتفلين بالمولد النبوي الشريف رغم كيد الكائدين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
حسن أبوعقيل – صحفي