رسالة إلى رئيس الفريق التجمعي محمد غياث

خيوط التماس :
يكتبها : حسن أبوعقيل
تابعت قراءة ما صرح به رئيس الفريق التجمعي محمد غياث خلال حوار مع جريدة ‏هسبريس ، فوجدت في ما قاله سمعا وطاعة لمريد مع شيخه ، وجدت القول نسخة ‏مطابقة لتصريحات أمينه العام لحزب التجمع الوطني للأحرار ، الرجل لم يبدع ولم ‏يأت بالجديد ولو بفكرة كمجهود فردي تشفع له عن التصريحات التي تكررت في أكثر ‏من مناسبة وهي بعيدة عن الواقع المعيش والمعاش .
السياسة المغلفة بالكذب لا يمكنها أن تدبر الشأن العام تدبيرا محكما ، ولا يمكنها أن ‏تحل القضايا العالقة بخطاب شفوي ولو كان يحمل الأمل كرصيد لإقناع الناس بالغد ‏المشرق القادم بالرخاء والرفاهية .
السياسة التي تكتسيها الوعود الإنتخابية الواهية وعهود البرنامج الحكومي ‏المخطوطة فقط كوصفة شفاء من الماضي العسير المؤلم بداء ينخر معاش المواطن ‏تزيد الشعب فقدانا للثقة في المؤسسات .
السياسة التي تدار من قبل رجال المال والأعمال ، يصبح خلالها تدبير الشأن العام ‏كحال شركة لاسمير أو أي هولدين مبني على رب المعمل واليد العاملة فينتصر الهرم ‏باستقوائه وتحكمه لكن هذا الإنتصار لن يطول في زمن أصبح فيه الشعب واعيا ‏حريصا على تطبيق الدستور والقانون .
فعندما يخرج السيد محمد غياث بتصريحات تخالف الواقع المعيش والمعاش فهي ‏مردودة عليه وعلى من يتبناها جملة وتفصيلا .
إرتفاع الأسعار يا محمد غياث طالما عانى منها المواطن المغربي ، ليس لأنه جاهل ‏كما يعتقد كثير من أمناء الأحزاب ، بل لأنه يقدر الأزمات التي صنعتها الأحزاب وهي ‏في الحكومات المتوالية إلى هذه الحكومة التي يترأسها أمين بقبعة رجل الأعمال ‏وثري من الأثرياء الذي في عهده تم سحب قانون الإثراء الغير مشروع من النقاش ‏العمومي البرلماني إلى أجل مسمى ( … )
السيد غياث لا يمكنك الحديث عن ارتفاع الأسعار وأنت تعرف جيدا بأن ما تقوله ليس ‏واقعا ولا أساس له في حياة المغاربة ، فارتفاع الأسعار مع تجميد الأجور وصفة ‏مستهلكة منذ زمن وكرستموها أنتم كفرصة سانحة لتذليل المواطنين واللجوء إلى ‏القفف الممنوحة من كبريات الجمعيات الخيرية والإنسانية لكن ليست لله ولا للتكفير ‏عما سلف ، بل قفف لاستغلال بعض السدج من المواطنين للتصفيق وخدمة الأحزاب ‏في الدروب والأزقة والمداشر وخلق بلطجية المرحلة لمواجهة من يخالفون وينتقدون ‏سياسة الحكومة في تدبيرها الغير النافع والذي يسري مجرى سياسة الحكومات ‏السالفة واستمرار لها في خططها وخارطة طريقها .
ارتفاع الأسعار ليس له علاقة بالعالم ، أليس المغرب ببلد الإستثناء ؟ فأين الكفاءات ‏التي طبلتم لها ، ألأم تجد غير ارتفاع الأسعار أليس هناك أمور بديلة بدلا من الضرب ‏في الوتر الحساس للمواطنين ؟
لم تكت يوما الأسعار منخفظة ، بل هناك الزيادات المفاجئة والتي يتضرر منها ‏المواطن البسيط فماذا عن الفقراء والمساكين والمحتاجين يا مسلمين ؟
أسعارنا في كل شيئ ترتفع ثمنا على أسعار فرنسا فحين أن أجور المواطن الفرنسي ‏عالية جدا مقارنة بأجور المغاربة في غياب المساعدات الإجتماعية التي لا تتوفر ‏عليها المغرب وظهر ذلك في تدبير الجائحة رغم الصندوق المخصص ، فما قُدم ‏لبعض الأسر مشهود له بدر الرماد في العيون حيث لم يستفد إلا قلة قليلة علما أن ‏الأسعار كانت مرتفعة ولم تنخفظ في أزمة الطوارئ الصحية التي تم فيها الإغلاق ‏والمكوث في البيوت .
أما عن تصريحك بأن ” الحكومة تشتغل كثيرا ولا تتكلم كثيرا ” فماذا قدمت الحكومة ‏منذ تعيينها ؟ وما هو جديد رئيس الحكومة منذ تعيينه في 7 أكتوبر إلى يومنا هذا ؟
أتحداك أن تضع بين أيدي المواطنين وعدا واحدا من الوعود نراه في الواقع .
ليس لك غير الشفوي المعتاد داخل قبة البرلمان … هل تم تنزيل الوعود الإنتخابية ؟ ‏هل تم تنزيل وعود البرنامج الحكومي ؟ هل شرعتم في تنزيل البرنامج التنموي ‏الجديد ؟ يبدو أن الأمر اختلط عليكم لكون كل البرامج التنموية فشلت وقالها ملك ‏البلاد مخاطبا الشعب المغربي ومخاطبا الأحزاب والبرلمان والحكومة .
السيد غياث ، لا داعي لتبييض وجه الحكومة فلست أفضل من الشعب ، ولا من أفقر ‏مواطن مغربي ، الشعب في حاجة لرجالات خدومة وليست مخدومة ،
كيف لك السي غياث تقحم مشروع ملكي بحكومي فمساعدة الفلاحين هو برنامج ‏إستثنائي أعلنه ملك البلاد لحلحلة أزمة المطر وجفاف السدود التي لم تفلح في ‏تدبيرها وزارة الفلاحة منذ 15 عاما سالفة واليوم تعلقون الأزمة بالتساقطات المطرية ‏القليلة فهل عندما عرفت بلادنا تساقطات غزيرة هل تم تخفيظ أسعار المواد الأساسية ‏أم أن التساقطات يستفيد منها اللي على بالك .
السيد محمد غياث كما تعلم جيدا أن الإنتخابات التشريعية لم يكن فيها صوت المواطن ‏حاضرا فلماذا تروج أكذوبة أن الحكومة صوت عليها الشعب .
الإنتخابات تنتهي بالتصويت أي توجه المواطن إلى صناديق الإقتراع والإدلاء برأيه ‏حيث القاسم الإنتخابي يعتمد على عدد الأصوات حيث سلطة الصوت هي التي تمكن ‏الفرد من الفوز والإستحقاق ودون ذلك مرفوض ومنبوذ دوليا .
عدد المصوتيت كان قليلا والقاسم الإنتخابي الجديد كان من أبرز العمليات المفسدة ‏للإنتخابات ناهيك حرمان مغاربة الخارج من حق التصويت والترشيح ، فا] انتخابات ‏تتحدث عنها ؟
السيد محمد عثمان ، إن مصطلح ” يتامى الإنتخابات ” لا يليق برجل سياسي وهو ‏رئيس فريق حزب داخل البرلمان لكن الرد بالمثل أن أصحاب الوعود المؤلفة قلوبهم ‏لتبخيس المجتمع وإلحاق الضرر بالأمة هم يتامى الإنتخابات لأنه فازوا دون حق ‏مشروع وتقلدوا المناصب ضدا على الشعب بقوانين شرعوها وصفقوا عليها وصوتوا ‏عليها بالإجماع المريح دون إرادة المواطن الدستورية ، ما يؤكد رجالات فوق ‏الدستور ورجالات فوق القانون .
السيد غياث ، إن المواطنين الذين رفعوا الراية المغربية عاليا هم الذين ينتقدون ‏حكومتكم على قراراتها المتسرعة والتسابق لإخراج قوانين تقيد الحريات وتحن إلى ‏ماضي الإعتقال والإختطاف والمحامة الجاهزة .
إن المواطنين الذين يرابطون من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية هم من نزلوا للشارع ‏في وقفات احتجاجية سلمية ، يطالبون برحيل رئيس الحكومة والحكومة بأكملها التي ‏لم تزد الأمة إلا نفورا .
السيد غياث ، إن المواطنين المتعلقين بالعرش العلوي والملكية هم الذين يقودون ‏مسيرات الأسعار من شمال المملكة إلى أقاليمها الجنوبية ومن الشرق إلى المحيط ‏الأطلسي ، ليس بينهم خائن وليس منهم أجنبي غير مغاربة الخارج الذين يساندون ‏أسرهم وعائلاتهم لأنهم جزء لا يتجزء من مغاربة الداخل .
كفاكم من التقارير المغلوطة لأن الشعب يعرف نواياكم التي ترغبون من خلالها ‏الإستفراد بالملك ونيل رضاه وما تنالونه من المناصب والكراسي .
السيد غياث آخر الحياة تاء مربوطة بحفرة وسؤال الحساب فلا تكن من بين من قال ‏عنهم الله سبحانه وتعالى ” إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا ‏لكم ….. صدق الله العظيم .