رسالة إلى الحكومة المغربية

يكتبها : حسن أبوعقيل
ترددت كثيرا في كتابة هذه السطور كما ترددت في إرسالها للسيد رئيس الحكومة لعل وعسى ينقلها لباقي الوزراء في مجلسه الحكومي لما تحمل من عتاب الأمة لتدبير متوقف , ونظرا لأهمية الموضوع وحتى لا تجد رسالتي مصيرها في سلة المهملات قررت أن أجعلها رسالة مفتوحة أشارك فيها السواد الأعظم من الأمة وكل من يشعر بمرارتي على ما وصلت إليه البلاد والعباد .
فبعد التحية والسلام ,
أبعث للحكومة هذه الرسالة التي تحمل ما تحمله , متمنيا أن تجد صدرا رحبا وصبرا وأدانا صاغية وعقلا واعيا لكوني مواطن مغربي واحد من الشعب , فقد استمعت إليكم كثيرا عبر مسلسلات من الخطابات الشفوية حتى سئمنا من اللغة وحروفها وتلوينها ومن الرفع والنصب , فلن أخجل عندما أقول أنكم أخرستم الصوت بالسوط ونلتم من الصوت مناصبكم ومن صوتنا استقويتم وتحكمتم وقضيتم على الصوت بالصمت الأبدي .
ايتها الحكومة :
واقعنا معكوس , لهذا نعيش الإرتجال وعدم الإنسجام والفوضى العارمة , فعندما صوت المسجلون في اللوائح الإنتخابية فقد صوتوا على لون سياسي بمعنى أنهم لفظوا باقي الأحزاب وأعطوا الفرصة لحزب يأملون أن يكون في مستوى تدبير الشأن العام وأن يتحمل المسؤولية الكاملة في خدمة السياسات العامة لكن عندما تضرب صناديق الإقتراع في صفر وتشكل الحكومة من أحزاب لم تفز في الإستحقاقات وتفرض على الناخب فالأمر مهزلة لكون الإنتخابات مضيعة للمال العام وهدر لخزينة البلاد واستخفاف بالأمة وتحقيرها حقوقيا .
فإذا كان التصويت حق دستوري فلزاما على الدولة أن تكرسه احتراما لكرامة المواطن , والحال على ما عليه وكأن البلاد تعيش بدون دستور والنتيجة طبعا ما أوصلتنا إليه الحكومة اليوم وضع كارثي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا والمتضرر الطبقة الوسطى التي لم يعد لها وجود أما الفقير في هذا البلد له الله في انتظار الجنة إن شاء الله .
ستة أحزاب تقول أنها منسجمة حكومة , فإذا كانت هذه هي النتائج المتوخاة في انسجامكم فقد جعلتم من الشعب أمما , فخلقتم أمة الإضراب وأمة الإحتجاج وأمة المسيرات وأمة المقاطعة وصنعتم من الصوت حراكا ونضالا ومعتقلا , فلن استح إن قلت أنكم لاتفقهون في التدبير إلا مشاريع القوانين الزجرية لمعاقبة من يخالفكم الرأي أو من يمارس حقه في الضغط السلمي ولا تفقهون في التدبير إلا نصرة مطالبكم داخل البرلمان من تقاعد ومعاش دون السؤال أين الثروة أين خيرات البلاد أين حق المواطن في السكن والتطبيب والتعليم والسكن والتشغيل لكن همكم في البقاء و تبادل الحقائب في إطار تناوب محكم .
هل الإنجاز هو تلميع صورة الحكومة في زيادة 200 درهم للشغيلة مقابل ارتفاع الأسعار والضرائب وإسكات النقابات من الصندوق الأسود الخاص برئاسة الحكومة لقبول مسار الحوار الإجتماعي ؟ هل بطاقة رميد تشفع لكم على مستشفيات الذل والعار ومرضى بدون سرير ومواعد سنوية يهلك من يهلك في الإنتظار ؟ ماذا أنجزتم لحاملي الشواهد العليا ؟ وماذا عن البحث العلمي ؟ وماذا عن الميزانيات التي أهدرت في برامج فاشلة ؟ المرأة التي جعلتموها في خطاباتكم عنوانا للإشهارفاليوم تعيش القهر والجور بعد أن فضحتم أسرار البيوت بثقافة الجهل وبتلك المكاتب والهواتف الخضراء , فكانت النتيجة حمراء تشتيت الأسرة وظاهرة الطلاق جد مرتفعة وضاعت الطفولة في الشارع والأزقة وامتهنت القاصر الدعارة والشباب بين مطرقة الحشيش والمخدرات وسندان الجرائم والقتل أما الآباء والأمهات فثقلت عليهم الديون والإقتراضات وتبقى الدمعة والإبتسامة لفيف مقرون إلا من رحمه ربه في هذا البلد وأختم قولي بحسبي الله ونعم الوكيل