رسالة إلى الأمين العام لحزب المصباح عبد الإله بن كيران

مخجل في خطابكم الشفوي أمام شبيبتكم ومنها للشباب المغربي الذي لا انتماء له سياسيا (…) ولكون كلامكم قائم على الإفتراء والبهتان فإنه لا يمت للواقع بأي شيئ , فالحالة السياسية التي تتحدثُ عنها دونية وساقطة لظلامية واقع المجتمع المغربي ومستقبله الضنكوي الذي فرخته صراعات المرحلة الإنتخابوية والسياسوية المرتجلة والقائمة على المصالح الخاصة ومحاولة الإلتفاف بالسلطة والقصر ليس حبا ووطنية بل من أجل كسب الرضا والعطف بغية الحفاظ على المناصب والمقاعد إنه النفاق والتدليس والمؤامرة .
أنا واحد من المواطنين لا أؤمن بالسياسيين داخل كثير من الأحزاب والتي أرى فيها حوانيت ودكاكين للتجارة الداخلية للديماغوجية التي يذهب ضحيتها العديد من المنخرطين باسم النضال واللون والرمز والأمانة العامة المنتهية صلاحيتها بتقادم العمر والخطاب والكرسي دون عطاء وتفريخ برلمان عاجز ناقص مريض وحكومة واجهها التجديد وباطنها نسخة مصورة للماضي الحضيض .
السيد عبد الإله بن كيران , وأنتم تخطبون على شبيبتكم أقحمتم إمارة المؤمنين في خطابكم السياسي مع العلم أن المغاربة لا يؤمنون إلا بالملكية وإمارة المؤمنين فما الجديد في التذكير بها مادامت مؤسسة دستورية قائمة على تدبير الشأن الديني وحمايته من الغلو والإرهاب ما عدا إذا كانت إرادتكم بها التمييز بينكم وبين المغاربة للإستفراد بأمير المؤمنين وهو ملك جميع المغاربة بيمينهم ويسارهم وبالامنتمين ولا فرق بين رئيس الحكومة والعاطل إلا في المنصب (…)
السيد عبد الإله بن كيران , قلتم في حديثكم مخاطبا شباب العدالة والتنمية ” إن كنتم تتصورون أننا سنوزع خيرات البلاد على كل واحد منكم , فارحلوووووو ….. ” أتساءل أين مرجعيتكم الإسلامية في هذا القول , أنت مسؤول على تدبير الشأن العام من خلال احتكامنا للدستور وصلاحيتك فلماذا لا توزع خيرات البلاد على الجميع بالتساوي , فأنت خديم للشعب وعلى رقبتك أمانة ثروة البلاد وخيراتها ومن واجبك السهر على توزيعها بكل شفافية وحكامة أم أن اقتسامها فيما بين الحكومة والبرلمان وجيوب المقاومة أمر يستعصي عليك السيد بن كيران وتجد تخريجاتك الإعلامية المتكررة والتي تهم التماسيح والعفاريت فقط .
السيد عبد الإله بنكيران , كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون لكون انتخابات 4 شتنبر 2015 لم تكن ناجحة لكونها انتخابات ناقصة لم تخضع للديمقراطية والشفافية لكن طبعها الصمت والسكوت والمقايضة من جهة فكيف لانتخابات يستثنى منها 5 مليون مغربي في الخارج وإرغامه على التصويت بالوكالة وكأن مغاربة الخارج ” البزطام ” وتحويلاتهم حلال عليكم أما مشاركتهم في الحياة السياسية حرام عليهم ودون حمرة الخجل تجمعون حكومة وأحزاب وبرلمان أن الإنتخابات مرت بكل نزاهة إنه النصب والإحتيال .
السيد بن كيران متى كرستم استقلالية القرار السياسي في محاربة الفساد وأنتم من دعا إلى شعار ” عفا الله عما سلف “فأينكم من كرامة المواطنين والأمن والعدل ؟ فأين تتجلى محاربتكم للفساد هل على البائس البسيط وسارق رغيف خبز محروق وعلى من يخالفكم الرأي كما هو حال العامل الشريف الذي اعترضتم عليه ليعين واليا على البيضاء أم محاكمة قضاة الرأي الذين يكرسون الفصول الدستورية في حرية ممارسة الرأي والتعبير (…) أم في توقيعكم على تعنيف أساتذة ” الغد ” الأساتذة المتدربين والذين داقوا ما داقه الطبل يوم العيد إنه نوع من الإرهاب والخرق السافر الذي أجمعت عليه المنظمات الوطنية والحقوقية وفسحتم المجال للجمعيات الدولية بأن تصنف الدولة المغربية بالمنتهكة لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية فمؤخرا مؤشر” السمعة ” وضع المغرب في المراتب الأخيرة مؤشرة عليه فرنسا والمانيا والسويد والنرويج وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وأنتم غارقون في البساط الأحمر والإستخفاف بالسياسات العمومية اقتصاديا وتنمويا أليس من فشل الحكومة أن تدعم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بضخ 45 مليار درهم في صندوقه بدلا من محاسبة القائمين على تدبيره أليس الأمر يتعلق بتواطؤ باسم عملية ” إنقاذ ” التي تبرر بها العديد من المخالفات فمؤخرا احتل المغرب الرتبة 133 من بين 180 في مؤشر التنافسية وكلها رتب دونية هابطة تؤكد العبث والهدر والريع .
بأشغالكم وتقصيركم ودفاعكم المستميت على معاشات الوزراء والبرلمانيين فالإستحقاقات القادمة حسب استطلاعات الرأي أنها – الإنتخابات – ستعرف عزوفا كبيرا إنتخابات بدون مشاركة للأطر العليا المعطلة وحاملي الشواهد والأساتذة المتدربين والمكفوفين والطلبة وأساتذة جامعيين وحقوقيين وجمعيات المجتمع المدني ونقابات إنها حملة ضد الريع السياسي .

فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي