ردا على مصطفى بايتاس الوزير المنتدب  


خيوط التماس :

تصريح  الوزير مصطفى بايتاس  من قلب حفل نظم بشراكة  مع  جمعية الأعمال الإجتماعية  للوزارة  يقول فيه ” النهوض بحقوق المرأة ونشر ثقافة المساواة وتربية النشء على قيمها خيار وطني لا رجعة فيه، ومسؤولية جماعية تقودنا بالمحصلة إلى بناء مجتمع قوامه التضامن والحداثة و الديمقراطية ”
كلام أراه إنشاء اعتدنا عليه ليس مع الوزير بايتاس فحسب بل أغلب الوزراء في الحكومات المتعاقبة لكن الغريب في الأمر أن مثل هذا التكرار وتكريس نفس السياسات اللفيف المقرون للخطابات الشفوية لا نرى له حمرة الخجل تصاحب وجنتي المتكلم بل نرى إبتسامة التمويه وكأن ما صرح به معاليه حصيلة حاصلة تحققت في الواقع ، فأين حقوق المرأة التي يتحدث عنها الوزير وأين ثقافة المساواة والنساء تعشن الفقر وتحت الفقر، أين القوانين المنصفة للمرأة وكثير من القضايا عالقة بالمحاكم ، تتحدثون عن تربية النشء وثلثين تحت المخدرات وفي سن الزهور وبرامج دخيلة جعلت النسل الصاعد في مواجهة أسرته بلغت إلى الذبح والضرب والتعنيف ، فكيف سنبني مجتمع قوامه التضامن والحداثة والديمقراطية في غياب تام  لهذه المبادئ مع نظام التفاهة الذي أصبح مدعما من قبل  بعض السياسيين وصمت الأحزاب واستقالة النخب .
ما يقلق كذلك أن الوزير بايتاس ذكر بالمواد الدستورية التي كرست المساواة بين الرجل والمرأة ، فهل الحكومة كرست هذه المساواة و قامت بتنزيل هذه المواد الدستورية وأعطت بالقانون الحق للمرأة كما هو الحق للرجل ؟
إن الحديث عن العموميات وبأسلوب الإنشاء لم يعد يقنع الرأي العام ، إنكم بهذه التصريحات تزيدون في توسيع الهوة بينكم وبين الشعب فلا تفرحوا بما أتاكم قانون الإنتخابات المليئ بالتناقضات وخارج على الإجماع وأعني إجماع الشعب وليس الأحزاب وأحزاب الذل والعار .
الكلمة التي ألقاها الوزير لم تخل من إقحام إسم ملك البلاد ، حتى يلقى القبول لدى موظفي وموظفات الوزارة ، وهذا أسلوب غير مسؤول ، فتعليمات الملك ليست وليدة اليوم بل منذ توليه عرش الملك وجلالته يتفضل بخارطة طريق للمرأة لكن لا جديد في الواقع فمثلا الأحزاب  يطبعها عالم الذكور على مستوى الأمانة العامة  إلا حزبين من مجموع 35 حزب مغربي وقس على ذلك المناصب الحساسة والمسؤوليات الكبرى،
فبمجلس النواب يتواجد 95 إمرأة فقط من بين 395 مقعد أي 300 مقعد رجالي ( ذكور) هم نواب الأمة أما مجلس المستشارين فبه 14 مستشلرة من أصل 120 أي 106 مقعد رجالي ( ذكور ) .
فالمساواة التي يتحدث عنها ملك البلاد هي المساواة كما أرادها دستور المملكة ‘ في توزيع الثروة وفي القانون والإنتخابات  وفي الوظائف كما في عامة الشعب دون استثناء لكن التدبير يسير بالمقلوب ويخالف التعليمات الملكية فلماذا يقحم الوزير الملك في برامج فاشلة ؟
الوزير بايتاس لم يتحدث عن المرأة ربة البيت ، لأنه يعرف جيدا أن الموضوع سيحرجه فهو ملف ثقيل لا يمكن معالجته تحت وسم ” الوعود ” الكاذبة .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل