رئيس الحكومة أقسم فخاب

فأقسم بالله أنه لن يتراجع عن المرسومين
هذا هو رئيسكم في الحكومة يا سادة … أسلوب التحدي وكأن المجلس الحكومي مِلكية خاصة بالسيد عبد الإله بن كيران فلماذا تقسم علينا بالتعنث وبالإستقواء وتعسير الأمور التي هي ليست في صالحك وستكون سببا في إقصائك وليست في صالح البلاد والعباد لأنها ستضعف الإستثناء الذي تحقق ربيعيا , القسم بهذا الأسلوب وفي وقت عصيب كهذا الذي فعلتم فيه مساطر التعنيف والتعذيب وتجاهلتم ردود المواطنين وتُعزز ذلك بالقسم والحلف العظيم تحدي لن يفرخ إلا الفتنة (…)
باعتباركم رئيسا للحكومة ورئيسا للسلطة التنفيدية كان عليكم احترام الشعب الوفي وإرادته مهما كانت الدوافع والأسباب , فالمنصب الذي أنت فيه مسؤولية تكليف للعاقل وليس لغير العاقل وحتى إذا كانت مؤسسة رئاسة الحكومة تفوض لكم تبني أي قرار باعتبارها مؤسسة مركزية فهذا لا يسمح لكم بالخروج عن اللياقة السياسية والأدبية لأن” القسم ” في حد ذاته تجريح وإبراز للعضلات وتوظيف للإستبداد والتنكر للأصوات التي منحتكم التقة لبلوغ هذا المنصب فعليكم الإعتذار بدلا من الإستقالة خاصة أنكم على نهاية الولاية .
نعرف بأن ” المرسومين ” هما رد اعتبار لوزيركم في التعليم وهدية مجاملة عما صدر منكم في البرلمان من معاتبة للسيد رشيد بلمختار لكن لا يجوز الفقز عن حواجز حقوقية ومكتسبات كرستها السياسة التي ينهجها ملك البلاد والتي تتجلى في الديمقراطية التشاركية والعدالة الإجتماعية وليس تفريغ التعليمات السامية من محتواها من أجل جبر الخاطر فيما بينكم وبين وزيركم في التعليم على حساب الأساتذة المتدربين وما يهم السياسات العمومية التي هي في أمس الحاجة إلى تصحيح بدلا من الترقيع .
يبقى القسم بدعة في السياسة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة تفتح أبواب التصعيد والإنفتاح على المجهول الذي قد يولد ردود فعل غير متوقعة (…)
فقبل ” القسم ” حاول رئيس الحكومة خلق الفتنة بين الأساتذة والأجهزة الأمنية وحمل المسؤولية لقوات الأمن من خلال اجتهادات فردية لا علاقة لها بالأوامر وبرر السيد رئيس الحكومة هذا الأمر دون ” القسم ” وأكد من جديد أنه ليس على علم بما جرى دون ” القسم ” لكن سواء ” أقسم ” أم لم يقسم فالشعب واعي بما ينطق به السي بن كيران وعلى دراية مستفيضة من اللعبة القذرة التي تحاك ضد هذه الأمة الوفية وما لا يعرفه رئيس الحكومة أن المواطن يقدر مجهودات الأجهزة الأمنية وينوه بها وبعملها الجاد وفي نفس الوقت لا يحملها التعنيف ولا يحملها ما لا طاقة لها به فهي مجرد آلية لتنفيد الأوامر التي يوقع عليها رئيس السلطة التنفيدية فلا داعي لصناعة هوة التقة بين الأمن والجمهور .
يقول المثل الشعبي ” الحلف غير ولف ” لهذا فالأمة المغربية لا يشرفها ” القسم ” مادامت مؤسسة رئاسة الحكومة لها الحق في تبني أي قرار لكن أي قرار يتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة ويحاسب عليه وعلى سلبياته دون توظيف أغلظ الإيمان في مثل هذه المصائب التي فرختها الحكومات السالفة وتوجت بحكومة السيد بن كيران بدلا من تصحيحها ألا يلاحظ رئيس الحكومة بأن المغرب من شماله إلى جنوبه يعيش على إيقاعات الإحتجاج والإضراب أم أن تجميع المنخرطين بحزب العدالة من حوله ينسيه أمرباقي العباد ؟
الشعب المغربي اليوم لم يعد يصدق ” المكياج ” وبسملة الخطابات ودهنها بالأحاديث الصحيحة والضعيفة أو بالموروث الديني .. الشعب يريد الكلمة الطيبة والإبتسامة الصادقة مع تيسير ” الخبز ” للجميع وصيانة كرامة المواطنين ويبقى حبل الكذب قصير والفرق شاسع بين عمر بن الخطاب ومسيلمة الكذاب .
نحب بلادنا ووطنيتنا أشرف ممن يدعيها فلا تكتبوا عنا التقارير المغلوطة لأننا أوفياء للملكية ولإمارة المؤمنين وتبقى هذه السطور إنتقاذات وليس حماقات كما يقول عنها رئيس الحكومة .

فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي