كنا نأمل كجالية مغربية في الخارج أن يفتح الأستاذ الجامعي كتابه وكراسته ويحمل قلمه ليسيل المداد الحر من محبرة النضال ويساهم لحل معضلات جاليتنا المقيمة خارج الحدود المغربية على مستوى دول الإستقبال وأن يطرح بجدية وكفاءة وحكمة تلك الملفات العالقة داخل أدراج المثلجات الحكومية والتي تسببت فيها – الملفات – الأحزاب المغربية الخائفة من الكفاءات المغربية بالخارج التي تمكنت من الإندماج داخل دول الإستقبال وشربت الثقافات السياسية وجرت مجرى دمها الغيرة الوطنية من أجل التصحيح والتغيير وتكريس الديمقراطية الحقة داخل دواليب الدولة ومؤسساتها وحماية الحقوق والنهوض بكرامة المواطنين من خلال المكتسبات الدستورية التي وجب تنزيلها وتطبيق القانون على الجميع .
لكن مع كامل الأسف الشديد أن الأستاذ الجامعي أبان عن نية مبيتة للسير على مسار الحكومة والأحزاب , فاستُخدم بوقا للدعاية المجانية عندما سقط في التعميم ووجه خطابه لمغاربة الخارج متهما أن حاملي الجنسية هم سراح للدواوير , ولم يقف عند هذا الحد بل زاد الأمر حدة عندما اعتبر الجنسية تعطى للمتسكعين وتجار المخدرات ملوحا بأبشع النعوث فياترى هل الأمر يتعلق بالحسد والغيض أم أن ما يحمل في تفكيره مجرد إملاءات لا تخلو من وازع العطاء والظفر بمنصب تحت طائلة الوعود .
إن حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع , لكن هناك أبجديات لابد من تعلمها قبل إطلاق رصاصة الغدر (…) كأستاذ جامعي لابد وأن تتحلى بالأخلاق الحميدة وأن تكون رزينا ورصينا في اختيار الكلمات قبل الموضوع لكون ليس كل من يكتب فهو كاتب والفرق كبير بين أن تكون كاتبا من النوابغ وكاتبا عموميا ( مع إحترامي لجميع الكتاب العموميين ) ولا يخفى علينا أن العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية ما هي إلا خواطر تم تجميعها لكنها في العمق تفقد أدبيتها وشاعريتها ولا يمكن قطعا إعتبارها شعرا .
فالتباهي بالكتب وخزانتك , عبرت عنها الألفاظ الساقطة والأخلاق المتدنية التي وجهت لمغاربة الخارج في العالم علما أن راتبك الشهري تتسلمه من خزينة البلاد ومن تحويلات الجالية المغربية زادها الله في عطائها وكرمها وإحسانها وثقافتها وتسامحها
فالإختلاف فيما بين الجاليات المغربية ليس خلافا كما تتصور في معتقدك الهابط فمغاربة جميعا جزء لا يتجزأ في في إطاره الإجتماعي ولا في وحدته الترابية وهنا أفتح قوسا ليس لرشق أحد بالورود لكن لأني صحفي مهني أقول ” لا ” في الوقت المناسب وأقول ” نعم ” في وقتها .لهذا الدكتور عبدالله بوصوف يحاول من خلال كتاباته وأنشطته وما يصدر له من مقالات وكتابات ومؤلفات إبداع يخدم مصالح الجالية المغربية كما يخدم المصالح العليا في وحدتنا الترابية ويكرس بجهد جهيد تنزيل الأهداف التي تأسس عليها المجلس , وما يغيب عنك يا أستاذ الجامعي أن اليوم نعيش مع مجلس في نسخته الثانية بسياسة قطعت مع الجمود والمحسوبية التي عشناها في ظل تاريخ المجلس عند تأسيسه
فالنقد والإنتقاد يجب عليك يا أستاذ ” المرحلة ” أن تتوفر على أدلة وحجج وليس على السمع واستراقه من بعض الأغبياء الوصوليين … من الذين تقولوا فبهتوا .
ليكن في علمك يا أستاذ الجامعي المتخصص في الهجرة , هذا العبد لله كنت من ضمن الأقلام التي كانت ضد المجلس وطريقة تأسيسه ليس طمعا في منصب وحتى ولو قدم لي على طبق من دهب سأعتذر ولن أقبله . لكن يبقى الحق حقا لكوني خلقت للرسالة الصحفية والإعلامية وهذا نصيبي وقدري في الحياة خادم للأمة بعين صاحبة الجلالة السلطة الرابعة بكل إخلاص وأخلاقيات المهنة . لهذا عندما لمسنا التغيير في مسار المجلس وطاقة جديدة تحاول بكل جهدها جبر الضرر مع الماضي فالواجب علينا أن نشجع وننوه ونحسس جاليتنا بالخطوات الجديدة لا أن نتركهم يعيشون على السياسة الماضية المرفوضة .
عليك الآن أن تطوي هذه الصفحة وتعتذر لمغاربة الخارج بروح رياضية تخلو من الشغب داخل الملاعب ولا بأس أن نضع جميعا أيدينا مع بعض بغية البناء والتأسيس القويم بدلا من ضياع العمر في التلاسن والسباب .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل