خوارج بلباس المَزْدكية
خيوط التماس :
يكتبها : حسن أبوعقيل
لابد وأن نتحلى بروح الصراحة والمصداقية ، وكفى الرأي الآخر من الإزدواجية والإختباء وراء المنزلة بين المنزلتين التي لا طائل من ورائها في دولة الإسلام والمسلمين .
تعديل مدونة الأسرة إنطلق بعد تقديم أمير المؤمنين محمد السادس عنوان النقاش وهي كلمة رفيعة سامية لا محيد عنها يقول جلالته : ” بصفتي أميرا للمؤمنين لا أحرم حلالا ولا أحل حراما ” ومضمونها عين تجلي لمدونة الأسرة الجديدة في بناء ستسهر عليه مؤسسات بعينها إختارها رئيس الدولة للإشراف وفتح أبواب الرأي والتعبير دون الزيغ عن الحديث والسنة في إطار المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وعلى أساس الإجتهاد والإنفتاح على كل ما لا يخالف الشريعة الإسلامية حتى تصبح مدونة الأسرة بناء مرصوصا صالحا للرجل والمرأة والطفل .
فهل بلغ العنوان الرئيسي لتعديل مدونة الأسرة ، خوارج المغرب الذين لهم الرغبة في خدمة العلمانية الماكرة بلباس المَزْدكية والذين هم يؤسسون لإسقاط الفصل 222 من القانون الجنائي المجرم للإفطار جهارا في رمضان بدون عذر . وهم كذلك من أرادوا تشريع العلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج ، وهم من أرادوا استبعاد طلب عقد الزواج بالفنادق ، وهم من يسمحون للقاصر بربط علاقة جنسية وإباحة الإجهاض ويرغبون في تجريم زواجها .
لم يكتف خوارج المغرب الإنتصار لحقوق الإنسان حسب اعتقادهم ، بل أشهروا شعار” الماكلة ماشي جريمة ” إقتداء على إفطارهم جهارا والناس صيام ، بل سقطوا في المحظور لكون القانون ساري المفعول وعليهم إحترامه وتطبيقه ، وما يقومون به هو استقواء واستفزاز ينتهي بتطبيق القانون و باعتقالهم ومحاكمتهم .
فلماذا استفزاز المسلمين في شهر رمضان الكريم ؟ أليس للخوارج حلول أخرى تمكنهم من العقل السليم ويعودوا لرشدهم في دولة إسلامية تحتكم لشرع الله بكل ما جاء به المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية ، تحت حكم إمارة المؤمنين بالمملكة المغربية ، البقعة الشريفة .
فمن أين أتى رشيد حمامي ورشيد أيلال وعبداللطيف وهبي وأمينة بوعياش ومحمد الفايد وأحمد عصيد ،وتابعيهم وتابعي تابعيهم ، هذه المجموعة التي وجدت في وسائل التواصل الإجتماعي منبرا مفتوحا لنشر دعوتهم القائمة على العلمانية والحداثة السلبية ، وخدمة الإتفاقيات الدولية الأممية الكونية ، والتي تعتبر سيف ديموقليس على الإسلام والمسلمين ، وتبقى دعوة هذه الفرقة تستهدف إمارة المؤمنين بحكم اشتغالها داخل المغرب .
فعندما يتوجه محمد الفايد بكلمته حول ليل القدر ، ويعتبرها خرافة وأنها ليله وجد الناس عليها آباءهم فيصلون التراويح والتهجد ويعمرون المساجد فإنهم مخطئون لكون الليلة ليست الليلة التي تكلم عنها الله ، هل الفايد أفضل من أمير المؤمنين محمد السادس الذي أقام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ؟ هل الفايد أعقل من علماء المغرب وأئمة المسلمين الذين أقوموها إيمانا واحتسابا ؟ هل الفايد أفضل من الجمهور المسلم الذين أقاموها إيمانا واحتسابا ؟
الفايد ومن معه جهال بأمر الدين ، وما يدعو إليه استهداف للإسلام وزعزعة الأمن الروحي للمسلمين ،
أليس من الواجب من مؤسسة النيابة العامة أن تحرك الدعوى العمومية بهذا المس الخطير بالدين الإسلامي وبإمارة المؤمنين كمؤسسة دستورية لها ما لها من أدوار .
أما رشيد إيلال صاحب كتاب الصحيح البخاري نهاية الأسطورة ، فإنه جاهل بدين الله وبسنة رسوله ، ولا يفقه علم الأصول ولا الشريعة بما حملت ، ومؤلفه سرقة من مؤلفات مختلفة ، قام بتجميع ما يصب في المس بالسنة وتحقيرها وتشويه الصحابة والرسول ، فهل المسلم يقول ” لا ولن أصل على الرسول ” ثم أكثر في حجته التي هي ضده عندما قال ” بعد البخاري سأقضي على القرآن ” وهنا أود أن أنوه بالدكتور إدريس الكنبوري الذي اجتهد كثيرا في قراءة مؤلف أيلال ووجد فيه سرقة لمؤلفات عديدة تبناها رشيد أيلال كاجتهاد في ما كتبه .
أما عبد اللطيف وهبي وهو مسؤول حكومي يا حسرتاه ، فقد دعى إلى العلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج أي أنه أرادها فوضى بإشاعة الزنا والقضاء على نظام الأسرة بكل ما تتمتع به وتتميز به من مكارم الأخلاق ، ومن ينصر الزنا فإنه ليس مسلما ، ومن يخالف كلام الله فليس مسلما ومن يطالب بعدم شرعية عقد الزواج في الفنادق ليس مسلما .
من جهة أخرى أنقلكم إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورئيسته السيد أمينة بوعياش ، حيث ظل هذا المجلس في مكانه مشلولا ، لم يستطع القيام بواجبه أو أن ينتصر للأهداف التي تأسس من أجلها ، فحقوق المواطنين ضاعت مع العديد من الأمواج والمحطات التي تواكبها الحكومة ، ردة حقوقية دون تدخل المجلس أو أمينه العام ، وفوضى الإنتهاكات وازدواجية الخطاب واستهداف الصحافة الشريفة الحرة …
السيدة أمينة بوعياش رفعت صوتها عاليا لدعم العلمانيين والحداثيين تحت يافطة حقوق الإنسان لدعم حركة الشواذ والسحاق والعلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج ، بل أكثر من ذلك قضت من خلال تقريرها بخصوص مدونة الأسرة ، أن الزواج بين أفراد وليس بين رجل وامرأة ، وهذا يستدعي حمرة الخجل وتجديد الإيمان .
العدوى لم تتوقف هنا عند هؤلاء المخالفين أعداء الإسلام والمسلمين ، بل توغلت في صفوف بعض الجمعيات النسوية رغم قلتهن ، ثم انتقلت إلى محاميات على رؤوس الأصابع ويدخلن في حكم الناذر ، فأسمعن صوتهن في دعوة تغيير آيات الإرث وغيرها ، متجاهلات كلام الله القطعي الذي لا تبديل فيه ، فاحتكمن للقوانين الكونية كمرجع لهن في حياة الحداثة ونصرة العلمانية في جانبهما السلبي .
لقد سبقت مطالب في هذا الجانب الذي تستهدف فيه المقومات الأساسية للإسلام واستفزاز المسلمين عندما خرج أمناء بعض الأحزاب يناصرون جمعيات خانعة للعلمانية ، من نسوة الفجور والعراء والقبلات في الشارع العام ودعوتهن للإفطار في رمضان واستباحة الجنس بين أفراد وإلغاء عقد الزواج الشرعي وإنهاء دور العدول ، ورفع تجريم الشذوذ والسحاق .
أمناء أحزاب مغربية تستفيد من المال العام تخدم أجندات خارجية وتستهد إمارة المؤمنين ، وتستقوي بمناصبها وتستخف بالعلماء والشيوخ والوعاض والمرشدين وحفظة القرآن ، وتتطاول على الأئمة والحديث والسنة ، وهي في عرفها – أمناء أحزاب – تجهل الفقه وأصوله ويشكك الجمهور في طهارتهم من الجانبة والغسل والوضوء ، ويتحدثون فيما لا يفقهون .
إستقواء وتحكم يتطلب من مؤسسة النيابة العامة التدخل لتحريك الدعوى العمومية ، والحد من هذا الإرتجال الذي يمس بالمقدسات ويخدم الإتفاقات الدولية الضارة بإسلامنا وإمارة المؤمنين.
من جهة أخرى ندعو أمير المؤمنين أن يعطي تعليماته بوقف هذا الزحف الغادر لحملة سابقة لأوانها يتزعمها رسل المسيح الدجال في الحدود المغربية .
فاصل وناصل
حسن أبوعقيل