خطاب الكراهية .. من المسؤول ؟


خيوط تماس :

أولا وقبل الدخول في الموضوع والإجابة عن خطاب الكراهية ومن المسؤول , أود أن أندد بالجريمة الشنعاء التي اقترفها المسمى  إبراهيم العويساوي  من جنسية تونسية  بكنيسة روتردام بمدينة نيس الفرنسية والتي لا علاقة لها بالإسلام السمح ولا بالمسلمين لكون  مثل هذه العمليات محظورة إسلاميا وبعيدة كل البعد عن التعاليم والمبادئ والأخلاق التي كرسها النبي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في حياته واستمرت من خلال الأحاديث والسنة وكتاب الله المقدس القرآن الكريم .
مشكلة هذا العالم أن أغلب المسؤولين يضعون أمام ملفاتهم وقضاياهم المصالح السياسية والإقتصادية  كأولوية للتدبير , فمنذ أحداث 9 شتنبر2001  التي ذهب ضحيتها ألاف الأبرياء والتي غيرت مسار القيادات وأصبحت الدول ملزمة بمحاربة الإرهاب  في إطار من التعاون الدولي الأمني والقضائي وتوجيه اللوم للمسلمين والإسلام في كل أنحاء المعمور حيث تم إغلاق العديد من المساجد والمدارس والمحلات التجارية لبيع المنتوجات الحلال فضاقت الجاليات العربية والإسلامية حالات نفسية في الشارع العام وداخل البيوت وكأنها مهددة في كل لحظة , بعدما عاشت فصولا من التسامح والتصاهر مع شعوب دول الإستقبال , تبقى المفارقة في كل حدث , فعندما يكون المجرم ينتمي في جنسيته لدول عربية وإسلامية فتهمة الإرهاب تلبسه لكن عندما يكون من جنسية أخرى فيعتبر مجرما وتلحقه العديد من المواصفات وتعتبره السلطات مريض نفسيا أو مصابا بخبال وجنون , كما أن الآلة الإعلامية لا تسخر بالمقدار الذي سخرت له عندما يكون الفاعل يتبنى الإسلام .
من جهة أخرى فالمسؤول السياسي أو رئيس الجمهورية الفرنسية مثلا , ليس له تعليم ولا دراية كافية عن الإسلام وتاريخه وفكره وفقه وعلومه لكنه متشبع بالمحضرات والمذكرات التي توضع بين يديه وعلى مكتبه ويقر بما يمليه عليه مستشاريه ويرى المصلحة بحكم علاقاته الثنائية أو علاقة الجمهورية  مع باقي الدول ومواقفها تجاه الإسلام والمسلمين .
فبناء على المصادر الفرنسية وتصريحات وزير الداخلية الفرنسي أنه تم إغلاق العديد من المساجد منذ بداية هذا العام إلى اليوم تأكيد على أن الإسلام هو المستهدف وكذا الجاليات المسلمة بفرنسا .
فالتعليل الرئاسي لمانويل ماكرون أنه يواجه الإيديلوجية المتطرفة ولا يتعلق الأمر بحرب ضد دين , فكل تصريحاته  وتصريحات وزير داخليته هيمن عليها التلويه للإسلام والمسلمين بالقول المغلف بالإسلام المتطرف , علما أن محاربة الإسلام المتطرف والمتشدد كان على فرنسا محاربة جذوره بداخل ما يسمى بالدولة الإسلامية “داعش ” والتي تصدر الإرهاب الحقيقي فلماذا الصمت وفرنسا وغيرها في الإتحاد الأوروبي الذين ينهجون نفس السياسة ضد المسلمين هم قادرون على نسف التنظيم الداعشي بدلا من الإستقواء على الجاليات العربية والمسلمة التي بنت الإقتصاد الفرنسي وأعادت بناء فرنسا بسواعدها وتعايشت وتزاوجت وأنجبت جيلا من الفرنسيين .
فالتصريحات المعادية والمستفزة للجالية من خلال الرسوم الكاريكاتورية والمسيئة  لخير البرية  غير مقبولة تماما لكون الواجب الإحترام للجميع ولكل من يعيش على ارض الجمهورية واختار طواعية أن يحمل رايتها عاليا , وليس من المعقول كذلك أن يخرج رئيس الجمهورية بتصريحات التحدي وإعطاء صورة مشبوهة على دين الإسلام وهو لا يعلم عنه شيئا .
على رئيس الجمهورية أن يدرس سيرة النبي صل الله عليه وسلم حتى يتسنى له فهم رسالة  الرجل الحكيم التي اختاره الله لتبليغها ليس لقومه فحسب بل للناس جميعا .
أعود من جديد لأقول أن الهدف من هذه البهرجة الإعلامية , هو إصرار الرئيس مانويل ماكرون على ترشحه للرئاسة من جديد لكن كيف وشعبيته تقهقرت بعد فشله في تدير العديد من القضايا التي تهم الشأن العام , لكن وجد في محاربة الإسلام والمسلمين والمهاجرين طبقا دسما للركوب عليه لعله يرفع من شعبيته من جديد وكان هجومه على العرب والمسلمين من خلال الجاليات المتواجدة والمتجنسة بفرنسا ورقة لاستمالة الناخب بفتح تهمة الإرهاب وترهيب الناس باللون البرتقالي  وتصريحات وزير الداخلية بتوقعه المزيد من العمليات الإرهابية في بلاده  وتعزيز الأمن على جنبات الكنائس بالخصوص وليس أماكن العبادة الأخرى .
هذه ورقة إنتخابية يضاهي بها اليمين المتطرف ويتبنى مشروعهم وبرنامجهم حتى يكسب أصوات الفوز .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل