خرق سافر للدستور


أبانت الحكومة  بأغلبيتها  عن عدم جديتها في تنزيل القوانين  , وأصبح خطابها مثيلا لسابقاتها من الحكومات التي كانت السبب في تعطيل المسار التنموي والحقوقي للبلاد والعباد . وقد حان الأوان لتخرج الجالية المغربية في كل العالم لتقول ” لا ” للإستهتار  والمتاجرة في ملقف مغاربة الخارج (…)  فمن المسؤول عن الحيف الذي لحق  المواطنين المغاربة في الخارج رغم دستور جديد أسس لمرحلة جديدة  أساسها التصالح والبناء .
لقد دخلنا مرحلة  الحملات الإنتخابية ولا جديد لمغاربة الخارج , فلا مكاتب للتصويت ولا للترشيح فمن يدافع عن قضايا مغاربة الخارج من داخل البرلمان المغربي  فهل حلال عليكم ما تزخر به خزينة الشعب  من  تحويلات الجالية  وحرام عليها أن تشارك وتساهم في الحياة  السياسية  كحق دستوري وحق من حقوق المواطنة (…)
فكيف يعقل لمشاركة الجالية في الإنتخابات  فهل يعقل أن نؤدي  ثمن التصويت من خلال اقتناء  تذاكر السفر من أجل يوم الإقتراع ؟  وهل من يرغب في الترشح أن يغادر بلد الإستقبال  لكي يضع ملف ترشيحه  ثم يعود لعمله إنها الحماقات و سياسة الإرتجال وغياب الحكامة وإهانة لمغاربة الخارج .
لقد صفقنا واستبشرنا خيرا أمام تعليمات جلالة الملك عندما أمر الحكومة  بالقيام بواجباتها تجاه المشاركة السياسية لمغاربة الخارج فمن له المصلحة في تفريغ هذه التعليمات ؟ فاستبشرنا خيرا عندما أتى الدستور الجديد بفصول أربعة  أكدت المشاركة السياسية للمواطن المغربي خارج الوطن  فلماذا هذه الصفعة الجديدة والأحزاب المغربية صامتة ساكنة أصيبت بالخيبة والشلل فحين جادت الحكومة بالخطابات الشفوية دون تنزيل للقوانين ,  نريد أن نعرف من وراء هذا الجهل بحقوق المواطنة الكاملة لمغاربة الخارج  فماذا تنتظرون ؟
الوضع سيئ جدا ومغاربة الخارج ليسوا فقط أيدي عاملة ومصدرا للتحويلات , كما تراها بعض الأحزاب التي يبقى هدفها تسييس الجاليات المغربية  وتقييدها تحت مجهرها وتقاريرها  … الجالية واعية بكل ما يجري ويدور  فهي أمة  قادرة على  تدبير الشأن العام  جنبا لملك البلاد في إطار الملكية وإمارة المؤمنين  دون الرجوع لأحزاب فشلت مند تأسيسها ومند تحملها للمسؤولية جنبا للحكومات الفاشلة  .
همنا اليوم أن نشارك سياسيا  إنطلاقا من دول الإستقبال , فلديكم أموال طائلة تصرف على مهرجانات الذل والعار على برامج فارغة  ورواتب خيالية لبعض المجالس التي لا تقوم إلا بتغليط الجهات العليا على أساس أنها الوطنية وأنها المحبة للملكية فحين أن المغاربة يكنون التقدير والإحترام  والحب والولاء وما يصل للجهات العليا والقصر بهتان وكذب على المواطنين .
مشاركة الجالية المغربية في الخارج أمر ضروري لابد من تداركه قبل فوات الأوان , فالمواطن النمغربي خارج البلاد قد يدير الشأن العام أفضل من أي أمين عام لأي حزب سياسي  ولأي وزير في الحكومات السالفة أو الحالية  , تقبلوا هذا الكلام لأنه الواقع ومن لم يرغب  فأدعوه لأي مناظرة على أي قناة  وفي أي موضوع  .
نحن نخدم اليبلاد  من مواقعنا هنا في دول الإستقبال , ونرفع الراية عاليا في كل المحافل الدولية  وندافع عن قضايانا المصيرية خاصة الوحدة الترابية  فماذا فعلت الأحزاب وماذا فعلت الحكومات  ؟
نريد المشاركة السياسية وتطبيق  الفصول الدستورية   فهل زغنا عن القانون ؟

الدكتور رضوان أبو هلال
مهاجر مغربي – لندن