حقيقة ملف الإجهاض … مجرد رأي

ملف الإجهاض لم يكن إلا بوصلة لمستقبل المغاربة
الحمد لله على أن  الدستور المغربي  مكن المغاربة من تكريس دينهم الإسلام , وجعل من إمارة المؤمنين سدا منيعا  لكل دخيل وتشويه وفتح المجال للنقاش والإدلاء بالرأي  في كل المهام  لهذا وجدنا أنفسنا أمام  ندوة وطنية  لمعالجة ظاهرة ” الإجهاض ” في شقيها  الديني والقانوني  بعد أن أعطى ملك البلاد تعليماته  لوزير العدل والحريات  السيد مصطفى الرميد و وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق  بأن تتم مناقشة موضوع ” الإجهاض ” دون تحليل ما حرم الله ولا تحريم ما أحل الله  وبهذا تعود المسؤولية الجسيمة في هذا النقاش الدائر على  كل من يساهم  بالكلمة  خاصة وأن الموضوع موضوع رأي عام يتأرجح بين القبول والرفض (…) ونبحث عن النتائج التي لا تمس بالخصوصية المغربية والثقافة الدينية  ولا تستفز الأمة .
فمن وراء المطالبة بالإجهاض  ؟ ولماذا استجابت مؤسسات الدولة  للنقاش ؟  وهل الشارع المغربي له رأي آخر ؟
كثيرة هي القضايا التي كان المغرب لا يُخضعها لأي مساءلة , لكون الأمة المغربية كانت تستبعد الدخول في متاهات التفرقة والخلاف  خاصة أن الإعتقاد كان يحط رحاله بكامل التقة في وحدة المغاربة  الدينية والثقافية والفروع من تقاليد وتراث , لكن ما حدث مؤخرا بزوغ بعض الوجوه التي انشقت عن المفاهيم السائدة  وأرادت إستيراد تجارب دخيلة  لا علاقة لنا بها في محاولات للتطبيع  متناسية بأن المغرب دولة سيادة ومنفتح في حدود ما وجب الأخد به وما وجب نبذه .
فالظاهرة التي نحن بصدد مناقشتها ظاهرة ليست وليدة الساعة لكن  حرارتها  آنية ومستجدة لكون الإجهاض السري متوغل داخل المجتمع المغربي  سواء على مستوى بعض المصحات الخصوصية أو على مستوى الطب الطبيعي  لكن السؤال المطروح من يلجأ إلى هذه العملية للتخلص من الجنين ؟
فالمطالب الأساسي بالإجهاض هن دعاة  للعلاقات الجنسية خارج الدين والقانون , لا يرغبن في تدخل الشريعة الإسلامية في هذا الأمر ولا المشرع نفسه اعتبارا أن جسد المرأة ملك لها تفعل فيه ما تريد وهذه حكمة في نظرها مقدسة  لا ينبغي من أي قوة أن تحكم  في اختيارها  لإبقاء الجنين أو إجهاضه مطالبة في نفس الوقت الإطاحة بالقوانين المجرمة لفعل الإجهاض حتى يصبح مباحا منتشرا بإرادة الفرد .
فبعض المتزعمات لإباحة الإجهاض اعترفن من خلال تصريحاتهن أنهن لسن بمسلمات , لكنهن يرفضن  مجموعة من القوانين التنظيمية الجاري بها العمل منذ  50 عاما داخل المملكة المغربية فكيف يعقل لأقليات لايتجاوزن  1 % من مجموع سكان المغرب  أن يقررن في مستقبل البلد وحاضره باسم أجندات خارجية حاربها  المغاربة إبان الإستعمار .
فالإجهاض وإباحته سيعيد المغرب إلى الجاهلية , أيام وأد البنات اللواتي كن في في منظور الجهال وجه شؤم ونجاسة وسخرية وكن لايصلحن إلا وهن مع الخمرة للرقص والغمز واللمس والسريروكن مسخرات للدعارة (…) فجاء الإسلام وحررها من هذه القيود البلهاء وأعطاها الكرامة وحق الحياة  والمساواة الحقيقية  لكن أين الحمد الله مما نحن عليه الآن  ؟
نساء أردن الإجهاض في دولة لا تسمح لبناتها ولا أبنائها بالعلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج لكون  الإسلام دين يحافظ على سيرورة النساء في بناء مدرسة الأم  و وقايتها  من الوقوع في  مثل هاته الأخطاء المشينة  .. لكن الهدف المباشر للمطالبات بإباحة الإجهاض هو تشجيع  بناتنا على الفحشاء والمنكر باسم الحرية الجنسية وفي حالة الحمل تجد  في المصحات العمومية أطباء متخصصين في الإجهاض حماية لحياتهن متناسيات أن العلاقة الجنسية خارج الزواج  زنا يعاقب عليها القانون , فعندما تكون الزانية حاملا سفاحا فعقوبتها بعد الوضع احتراما لروح الجنين  الذي يعد بريئا من أي جريمة  والدين الإسلامي لم يأمر المسلمين بقتل النفس كيفما كانت فقد عمما الله سبحانه وتعالى سواء داخل بطن الأم أو في حياته  إلا بالحق لكن دعاة الإجهاض يصرن على إلغاء العقوبات أي إباحة الفساد …
فالنقاش الذي دار وطنيا والذي نظمته الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري لم تتطرق لموضوع العاهرات والأم العازب  ( الزانية ) والقاصرات الحاملات سفاحا  بل ناقشت  موضوع الإجهاض بالمعنى العام وأرادت به بعض الفعاليات أن تخرجه من السر إلى العلن تحت يافطة الحفاظ على حياة الأم  وكأن الأمر يتعلق بالنساء المتزوجات على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا التعميم تمويه في حد ذاته ولو كانت آراء العلماء والفقهاء ورجال القانون حاضرة  في غياب مناقشة حمل السفاح للأهمية (…)
فالنقاش لم يشر للأهداف  الحقيقية والمتوخات من مطالب دعاة إباحة الإجهاض  والذي كشفنا عن ورقته الحقيقية والتي تضر بالشعب المغربي قاطبة  فالدولة مسلمة وليست لائكية والبقعة شريفة وليست وكرا للفساد وعليه لابد وأن يلتزم  وزير العدل والحريات ووزير الأوقاف بالتعليمات الملكية نصرة لإمارة المؤمنين وحماية للإسلام في المغرب والمسلمين .
وهنا تحضرني كلمة سامية للملك الراحل الحسن الثاني يقول :”  إذا كان المقصود بالحداثة , القضاء على مفهوم الأسرة وعلى روح الواجب إزاء الأسرة والسماح بالمعاشرة الحرة بين الرجل والمرأة والإباحية في طريقة اللباس ومما يخدش مشاعر الناس , إذا كان هذا هو المقصود بالحداثة فإني أفضل أن يعتبر المغرب بلدا يعيش في عهد القرون الوسطى على أن يكون حديثا ”
رحمة الله عليك على هذا الكلمة الذهبية التي تبقى عنوانا راسخا للمعنى الحقيقي للوطنية ورح الإسلام .
حسن أبوعقيل – صحفي