الصحفي المغربي المغترب زميلنا حسن ابوعقيل البيضاوي الاصل والمشاكس صاحب القلم الحاد في قول الحقيقة ولو كان السيف على رقبته ، اختار الهجرة مند سنوات طويلة ، هجرة قسرية ، اراد ان يتنفس هواءا نقيا اكتر مما هو موجود في الوطن ، فرحل عنا بجسده الى ديار العم سام امريكا ، لكنه لم يرحل عنا بقلمه وآراءه وجريدته المغتربة ، خاصة بعد انتشار الصحافة الالكترونية التي وجد فيها متنفسا اكبر بكتير من ما اعطته الصحافة الورقية
سالناه عبر الانترنيت حيث نلتقي معه يوميا عبر الفايسبوك فكان جوابه كالعادة صريحا وواقعيا ، فشكرا له على التجاوب ، ومتمنياتنا ان نراه في وطنه الدي هو في أمس الحاجة الى خدماته
الحاج نجيم
اولا تعرف العلاقات المغربية المصرية توترا في تصاعد من شهور في رايك ما سبب دلك ؟
العلاقات المغربية المصرية , كانت ولازالت تعيش كيد التحفظات , فمهما كان الخطاب الرسمي للبلدين فكلاهما يعرف أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد طقطقات للدبلوماسية (…) فالمغرب والمغاربة يعرفون جيدا أن مصر لا يجمعنا معها إلا تلك الديلوماسية التي تظهر على الواجهة الدولية تحت يافطة العالم العربي او المغرب العربي والقومية واللغة والدين وما تجتمع عليه الشعوب المغاربية أو شمال أفريقيا على الخصوص .
فلا نستغرب من تدهور العلاقات الدبلوماسية لكونها ليست وليدة اللحظة فمنذ تاريخ مضى فمصر كانت ضد الملكية وضد المغرب في سيادته ولا أحد ينسى أنه في أكتوبر 1963 بعث الرئيس جمال عبد الناصر فيلقا من عساكرته يتكون من 1000 مقاتل إلى جانب حسني مبارك كقائد لدعم الجيش الجزائري في حرب الرمال ضد المغرب …. لكن الأقدار ومشيئة الله في أرضه وبسالة الجنود المغاربة أطاحت بهم جميعا وتم إلقاء القبض على حسني مبارك ومن معه حيث سلمهم الملك الحسن الثاني لجمال عبد الناصر .
فالوضع المتأزم اليوم لا أعتقد أنه بتحرك من جهات أو علاقات سياسية خارجيىة فالملك محمد السادس أعاد كتابىة التاريخ مع نفسه ورأى أن المغرب بلد سيادة عليه أن يكون دولة سيادة في المنطقة وفي حدود جغرافيته منتهجا سياسة من يحاربنا ليس منا . ولا أظن أن الدولة المغربية تعتبر ما حدث نهاية العلاقات فالسياسة تبقى هي الحاكم الذي يجمع حتى بين الأعداء في بعض الأحيان .
هناك اوراق غير واضحة يلعبها المغرب فهو يتقرب الان من تركيا وايران رغم وضع يده الاخرى مع دول الخليج ما هو مرد ذلك ؟
المغرب دولة متفتحة ومنفتحة على العالم , فما نهججه الملك محمد السادس في حكمه لا يخرج عن إطار المعاهدات والقرارات والعلاقات الدولية بحثا عن خدمة البلاد والعباد وما يعود نفعا عن استمرار الدولة والحرص على أمنها وسلامة مواطنيها كما أن التقرب لتركيا أو إيران فتلك هي السياسة فعندما تقترب من الضوء الأحمر فلابد من خصام دبلوماسي قد يستغرق يوما او شهرا او سنة او أعوام لكن عندما ينير الضوء الأخضر وتتحسن العلاقات في خطابها الرسمي الذي يبرز التعاون السياسي والإقتصادي والأمني فلا غرابة من العودة إلى حضيرة العلاقات الثنائية فمثلا تركيا مؤخرا اعترفت بأنها لا تدعم جبهة البوليساريو وتدعم المقترح المغربي في الحكم الذاتي كحل سياسي هكذا يشتغل المغرب اليوم ومن غشنا فليس منا
لم يشارك المغرب رسميا في مسيرة باريس رغم مشاركة رئيس فبسطين وملك الاردن ورئيس وزراء مصر هده الرسالة في رايك لمن هي موجهة ؟
الملك محمد السادس شاب يحمل من الوعي السياسي ما لا يعتمده الكثير من رؤساء العالم العربي , فالملك محمد السادس هو أمير للمؤمنين بمعنى أنه لا يقبل عن نفسه أن يشارك في مسيرة ترفع خلالها رسومات تسيئ للنبي الكريم وهو جد للملك ورسول لله وقدوتنا جميعا نحن المسلمين (…) هذا لا يعني أن عدم المشاركة في المسيرة أنه لا يساند فرنسا في محنتها لكن هناك تعزية وتنديد وشجب كرسالة سلمها وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار للرئيس الفرنسي ” السيد هولاند ” والملك محمد السادس لا يقبل على نفسه أن يحمل لافتة ” je suis charlie ” لانها ليست بالمنطق حتى ولو رمزيا فشارلي لا تقربنا في في الجنس ولا في العروبة ولا في الدين فهي مؤسسة إعلامية على تراب فرنسا ومن واجبنا أن نكون مؤازرين لها في محنتها ضد الإرهاب وكفى وأجمل ما قام به المغرب هو انسحابه من هذه المسيرة المتناقضة (…) والمغرب على يد وزير الإتصال منع دخول الجرائد الأجنبية التي تحمل الرسومات المسيئة لخير البرية , عمل يشرفنا جميعا ويحفظ لنا السمعة .
سبق ان كتبتم بحصول العدالة على الرتبة الاولى في الانتخابات القادمة ما هو تفسيركم لدلك ؟
كصحفي مهني ومرتبط بمتابعة السياسة المغربية حكومة وأحزاب وبرلمان ومن خلال تجربتي المتواضعة لقراءة متانية للحالة السياسية في المغرب وما تشهده من هبوط وفقدان التقة ودونية للخطاب السياسي لأغلب الأحزاب المغربية وبهرجة التحالفات المصلحية والخرجات المجانية لبعض أمناء الأحزاب فالشارع المغربي يفضل حزب العدالة والتنمية مهما كان الوضع فبالنسبة للمغاربة اللهم حزب العدالة الذي لم يلطخ يديه ولم يركن للأوامر والذيلية أرى أن الأمانة العامة للعدالة والتنمية تتأرجح بين شخصيتين بارزتين هما الدكتور سعد الدين العثماني والسيد الحبيب الشوباني ويعول عليهما في المرحلة القادمة من رئاسة الحكومة …
مقتل باها والزايدي هل هو صراع احزاب ام قضاء وقدر؟
نحن في هذه الأمور لا يمكننا إلا أن نأخذ بما صدر عن الوكيل العام للملك بأن الأمر حادثة سير
ولا يمكن أن نجازف بالأقوال المردود عليها بحكم لا تعتمد على حجج وبراهين والتخمينات لا تمثل الحقيقة
رحمهما الله وتغمد الفقيدين بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون
هل المغرب تراه في الطريق السليم بالنسبة لمؤشر حرية الصحافة وحقوق الانسان ؟
اللبنات التي ظهرت في عهد الحكومة لا تعني بالنسبة لي شيئا مستحسنا ,فحرية الصحافة لازالت مقيدة , فعندما نرى الصحافيين تنزل عليهم العصا والزرواطة في الشارع العام وهم يمارسون عملهم فالحرية مقموعة أمام السلطة الرابعة التي لم ترغب بعض الجهات في الإعتراف بالصحافة كسلطة رابعة كما هو الحال في الدول التي تحترم نفسها . على أي أن الزملاء في النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفي الجمعيات المهنية الأخرى لا زالت تناضل من أجل حرية الصحافة وإخراج مدونة الصحافة للوجود فهذا عيب كبير في دولة تقول على نفسها دولة القانون فأين قانون الصحافة ؟
يقولون ان الجالية المغربية في حدود خمس ملايين واحصائيات اخرى تقول اكتر بكتير هل الجيل القادم في نطرك الدي سيشكل اكتر من النصف سيكون مغربي وطني بالفعل ام لا ولمادا ؟
بالنسبة للجالية المغربية القاطنة بالخارج جميعها وطنية وتحب البلاد , لكن الطريقة وكيفية اعتماد هذه الوطنية من داخل بلدان الإستقبال يبقى مشكلا قائما مادامت المؤسسات التي تراقب ملف الجالية لاتخدم بشفافية ولم تجتمع يوما في حوار جاد مع جميع أطياف المهاجرين المغاربة في العالم فالسلوك المعهود أتى بنتائج سلبية استفاد من خلالها زمرة من المهرجين والمتاجرين باسم قضايا مغاربة الخارج فمن ضمن قضايانا الجيل القادم فماذا قامت به وزارة الجالية ومجلس الجالية و16 مؤسسة الأخرى ؟ فهل نحن في حاجة للقاءات تكريم ؟ هل الجالية في حاجة لندوات نسوية تصرف فيها ملايين على أطباق المأكولات والورود دون نتائج إيجابية , ماذا قامت به المؤسسات المكلفة بقضايا الجالية في ملف الصحراء وملايير تصرف على لوبينغ لم ينجح حتى في تحقيق ضربات الجزاء أو يدق آخر مسمار تقدم به المغرب كحطم ذاتي لإنهاء الصراع المفتعل ؟
الجيل القادم سيفقد المصداقية في وطنيته تماما بعد السياسة التي يدار بها الشأن العام الوطني والدولي وما تكتسيه هذه السياسة من محسوبية وزبونية حزبية فهل من الضروري أن نسيس جاليتنا كشرط لدخولها البرلمان المغربي فأين حرية الإنتماء من عدمه .؟
لمادا سياسة امريكا الداخلية قمة في الدمقراطية وحقوق الانسان لكنها بالخارج تعاكس طموحات الاعتراف بالدول الفلسطينية وحق الشعب في العيش بحرية على ارضه ؟
الدول التي تحترم نفسها تعطي الأسبقية لشعوبها في الداخل والخارج وتحافظ على كرامتهم ماديا ومعنويا أما العلاقات الدولية فتبقى مصالح ومشاريع ولكل أهدافه يعتبرها نبيلة في مسلسله السياسي والإقتصادي .
شكرا للزميل الصحفي القدير نجيم عبدالإله ولمنبركم الذي فتح هذا الحوار
ونتمنى أن توفق ولو قليلا من خلال هذه الأجوبة