حتى نبرأ ذمتنا مما يدعون إليه

بعد القرار الأممي لشهر أبريل  والذي كان ينتظره العام والخاص بترقب كبير , نزل القرار بصياغة  أمريكية بعد ما أجمعت الدول على محتواه ومضمونه بعيدا عن لعبة التصويت التي تظهر للرأي العام مدى الجدية في تكريس الحق الديمقراطي  وتجعل منه – التصويت – طبقا دسما للمناقشة والتحليل  والتصفيق والتطبيل .
فما يحز في النفس هو إيماننا بأن هناك من يدعم  الموقف المغربي في وحدتنا الترابية بعد 40 عاما من الشد والجذب وبين المساعي الحميدة والقبول والرفض  فحين أن التقارير الأممية تتشابه , ونسخة طبق الأصل لسابقاتها  مع تغيير التاريخ ورقم القرار وفي كل قرار تخرج بعض الجهات لتقول لنا أن القرار ” صفعة لجبهة البوليساريو ”  ” انتصار جديد  يهزم أعداء الوحدة الترابية ”  لكن ما الواقع إلا صورة مغلوطة مما يدعون إليه .
حان الأوان لنصارح المواطن المغربي , لنقول له أن الوضع جد سيئ في قضية وحدتنا الترابية , لكون هذا الملف لم يدبر بشكل صحيح لا على المستوى الداخلي ولا على مستوى العلاقات الدولية ولكون القراءة التي تنبني على الإستفادة وليس على الجد تكون نتائجها سلبية وبناء هش كما هو حال اللوبيينغ الذي نزف أموالا من الخزينة دون نتائج إيجابية  فمن كان يستفيد ؟ (… )
الصحافة المغربية في شقها التكسبي خرجت عن دورها الأساسي ومن غير اجتهادات شخصية تروج لخطاب يملى عليها  فيشكل  كارثة التمويه أمام التقارير الأممية التي يمكن لأي كان قراءتها في موعدها  وهذه صدمة للمواطن حيث يفقد تقته في المؤسسات والمنشآت الصحفية ويتهمها بالكذب والبهتان , ومن جهة أخرى تسخر بعض الأسماء التي اتسمت- كما يقولون – بالتحليل السياسي أو إختصاصها  بملف الوحدة الترابية  لتدعم موقف الخارجية المغربية على أساس الإنتصار والإشادة ببعض الدول ودورهم في دعم المغرب إزاء ملف الصحراء فتنتج تحليلا مغلوطا تماما لا أساس له من الصحة التي صيغ بها القرار الأممي النهائي  فيجد المواطن نفسه أمام خطاب للدبلوماسية  الذي لا يخرج على الحمد والشكر والثناء  وشعار الإنتصار .
القرار 2285 صنفته بعض الجهات على أنه انتصار وضربة جديدة لجبهة البوليساريو وأعداء الوحدة الترابية  فالسؤال المطروح أين يكمن هذا الإنتصار مع العلم أن نسخة القرار بدت مكشوفة للجميع  ومفتوحة بإمكان أي كان قراءتها بتمعن دقيق .
1- المغرب طالب الأمم المتحدة بجلاء الموظفين المدنيين  ” المينورسو ”  فحين القرار يدعو إلى مواصلة جهود الأمم المتحدة وعودة المكون المدني للمينورسو بعد ثلاثة أشهر  فهل هناك انتصار مغربي أم أن القرار كان واضحا خاصة عندما ربط القرار( أي تعطيل بعد ثلاث أشهر ) أن يعود الأمر للأمين العام للأمم المتحدة  لاتخاذ التدابير اللازمة  والملزمة  في إطار المجلس .
2- المغرب هاجم بان كي مون عندما اعتبر المغرب خلال تصريحاته بدولة الإحتلال  وخرج الشعب يدا واحدة في مسيرات واحتجاجات داخل المغرب وخارجه  بيد أن التقرير 2285 كان واضحا عندما نوه بالمجهودات التي يبدلها الأمين العام معتبرا أن قيادة الأمم المتحدة في مستوى التدبير والإدارة  ما يعني أن رد فعل  المغاربة فهو خارج دور الأمم المتحدة وليس في أجندتها .
3- القرار الأممي لم يتحدث عن الإستفتاء أو ينفيه
4- خيار الحكم الذاتي لن يكرس إلا بعد موافقة الأطراف المعنية

فالخلاصة التي لابد من مصارحة الشعب بها
1- أن الأمم المتحدة تعتبر الأقاليم الصحراوية  تحت الإدارة المغربية  وليس ضمن الوحدة الترابية
2- الأمم المتحدة تعتبر أن هناك وجود لشعب صحراوي
3- دعم فرنسا وأمريكا وبريطانيا لمقترح الحكم الذاتي ليس اعترافا بمغربية الصحراء
4- استمرار كريستوفر في مهامه رغم سحب التقة منه مغربيا
5- عودة  الموظفين المدنيين للمينورسو لمواصلة أشغالهم

بعد هذا القرار الخائب  لابد من المغرب أن لا يتق بأي كان فما تجمعه بين الدول إلا تلك العلاقات الثنائية الإقتصادية  كمصالح فقط ولابد والتعامل معها على نحو الإعراب  بالنصب والرفع  والضم  والجر أو الكسر ولابد من إعادة التدبير للشأن الداخلي بما يكرم الثقافة الديمقراطية والحقوقية  للمواطنين المغاربة في الداخل والخارج باعتبارهم لحمة واحدة وجسد واحدة وتربة لايمكن تقسيمها .

فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي

Ad image