تم إعادة تمثيل الجريمة البشعة التي هزت عرش المدينة الإسماعيلية قبل اسبوع من الآن؛ حيث تم الإعلان عن اختفاء الطفل رضى ذي العشر سنوات عشية الثلاتاء الماضي؛ قبل أن تكتشف التحريات الامنية على العثور على جثته البريئة مسجاة في بناية مهجورة بعد أن تعرض لابشع أساليب التعذيب و الاغتصاب تم القتل. ما تعرض له رضى من عنف وتعذيب يفتح أبواب الاستفهام على مصرعيه؛ ويضع اكثر من علامة أمامك تجعلك تستغرب من امور عدة ربما تبدوا لنا عادية او معتادة، مثل وجود طفل في مثل عمره في الشارع عرضة للمجرمين و المنحرفين، عوض ان يكون في مراكز للعب او ملاعب محروسة أو على الأقل في كنف أسرة تعي ما يمكن أن يتعرض له طفل في الشارع؛ وهنا وقفة اخرى لانه اذا كان الجهل والأمية والفقر حاجزا أمام الأسرة لمعرفة ذلك ف يجب على الدولة والمجتمع ان تقوم بدورها من خلال حملات للتوعية والاشهار بمخاطر الشارع بمساعدة الإعلام وجمعيات المجتمع المدني. في جريمة رضى تستوقفنا نقطة اخرى وهي البنايات المهجورة؛ المكان الذي وجدت به جثة رضى، كان الأولى أن توجد به لعبة للرضى او مقعد دراسيا او على الأقل كرة له بها. بما انه فضاء رحب كان يستغل سابقا كمقر لأكديمية مكناس تافيلالت في التقسيم القديم، وعوض ان يتم استغلالها بعد الاستغناء عن خدماتها من طرف وزارة أمزازي اضحت وكرا للجريمة شأنها شأن العديد من البنايات المهجورة. البنايات المهجورة ليست وحدها المشكلة في قضية رضى، بل كذلك السجون المهجورة إذ ان قاتل رضى ماهو إلا سجين سابق غادر السجن ليعود إليه، هنا يتبادر إلى الدهن أسئلة آخرى، ما فائدة المؤسسات السجنية وما دورها في تأهيل السجين وجعله عنصرا فاعلا ومفيدا للمجتمع؟ وفي علاقة بالمؤسسات السجنية والعقوبات السجنية هل نحن فعلا نحتاج في بلد كالمغرب إلى إلغاء عقوبة الإعدام أمام تنامي جرائم اغتصاب وقتل الأطفال و الأبرياء؟ أسئلة ربما لا تحتاج لمقال للإجابة عنها، وانما إلى ابحاث و دراسات تحدد الأهداف وترصد النتائج ليعيش أمثال رضى حياتهم كاملة دون أن يوقفها مريض نفسي خريج مؤسسة سجنية.
سمية أبو الخير