الكاتبة الروائية والقصصية
د. زهرة عز تألق وإبداع
قرأت للكاتبة د . زهرة عز العديد من القصص جعلتني أعتاد على أسلوبها في سرد الرواية , ولو اختفى إسمها من أي قصة فعلى يقين سأؤكد أنها زهرة عز .
تفاحة آدم وأنا أقرأها رغم إسم الكاتبة بالبنط العريض جعلني أعيد القراءة أكثر من مرة لأقف على جديد التأليف خاصة في اختيارها لطريقة التحليل بإبداع جديد كسر المعتاد ورسم أسلوبا حديثا يروق القارئ ويجعله يبحث عن النهاية فيما بين السطور , يطرح أكثر من استفهام حول ما تريد تبليغه المؤلفة للقارئ , لكن سرعان ما يصبح التساءل عنوانا جديدا في السرد القصصي تارة عن طريق الإبهار وتارة بصناعة الرمز والغوص في بحر القصة فتسقط الكلاسيكية وفنونها لتقفز على أسوار الإبداع والتجديد .
تفاحة آدم تبقى الصراع اليومي الذي يعيشه الفكر والإحساس والأمل .
تحية كبيرة للأديبة د . زهرة عز
تحيات : حسن أبوعقيل – صحفي
القصة كاملة
تفاحة آدم … ذات لقاء ومسرحية/ بقلم: زهرة عز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا تفّاحة آدم، أعلن بعد تردد قاهر أنني في عين عاصفة الصدمة المدمرة، والرياح تتلاعب بالجهات الأربعة، أتابع بغبن وعن كثب احتضار الضمير وشنق الزمن على منصة اليأس،
حرب الاستنزاف ماكرة تقتات من طاقتك وأنت تقفز على صهوة الكذب، تعدو وراء وهم فتوحات ما عادت تصنع الفردوس ولا العشق الأبدي، فقط حكايات يجيد سردها عابر سبيل بشارع السياسة، ماكرة حربك أكثر عندما تلفظك صوتا أجوف، مسكين يا أنت، كطبل مخروم تصدّق أن لصداك الناشز تغريد البلابل …
تفاحة آدم أنا، أعلن عن سأمي وضجري وأنا أتابع من وراء الستار مسرحياتك الهزيلة قتلا للذاكرة ولساعات دالي، غدا انتظاري للمحة وعي بالمحال والممكن، سخرية تطوق وجودي بين حبالك الصوتية، كحرف عالق بين شفتي أخرس حين يشتد صهد القول… ممثل بارع أنت أشهد، وكل الوحل الذي تعودت أن تزحف فيه لم يملأ سوى فجوات أذنيك، أما تلك الثغرات بين كلماتك المبعثرة الباردة فلم تزدد إلا اتساعا، ها هي لغتك الكليسية تتفتت على عرق الخفيقة الحارقة، وها هي حبالك الصوتية قد أضحت مكنستي…
تابعت مع الأسف كعلامة استفهام تتلمس الجديد في المفارقات مسرحياتك…لم تكن وفيا…حتى لقلب النص…لم تكن صادقا حتى في عقل الدراما…أقرّ أني فقدت جاذبيتي عندما غادرت شجرة نيوتن إلى متاهات مغوارك،
أشفق عليك…ما زلت تقيس الرجولة بالفحولة…والفروسية لم تعد تليق بمن باع ضميره وقلبه للشيطان في صفقة من أجل الخطابة والغرابة، فمات صوته رغم كل الضجيج،
مرآة عيونك المتعبة عكست كل الزيف والقلق، وأنت في سجال عقيم عن الهشاشة والفساد، عن استحقاقات مقبلة وحقائب سفر، كنت تصارع طواحين الهواء أمام حضور صامت شارد، يتابع معي عرضك المسرحي، وكيف تسلّل ضميره من وجدانه وأضحى سيفا في يد الجلاّد، أضغاث أحلام هي أم عزاء في تأبين الصدق بعدما بارت عملته وتلاشت في سوق نخاسة ولقاءات ملتبسة ؟؟
مذعورا تنحنح المسؤول، وهو يصفع بابتسامات ديكارتية من كل صوب، يحاول جاهدا بلع كرة المضرب التي سدّت منافذ حروفه وهي تشد حباله الصوتية بقوة لتتحرر، ومع صرخته انطلقت بأقصى سرعة كالسهم وغادرت وكر العنكبوت،
وكالأبله، تابع تحليق تفاحته وقد أنبتت أجنحة عرضها عرض السماء، ورجع صدى صوتها يعلو، تفاحة آدم. أنا…. أنا تفاحة الألم…وجهتي خيمة الصحاري أمنّي رجاء الشعراء والحكماء بصحوة تمرّ من هنا، فنتوقف عن حياة الغجر…بفنيق ينهض من رماد اليأس ويعلن أنه الوفاء…ويسرج صهوته للحالمين بزمن الفراشات الطليقة…
زهرة عز
دكتورة صيدلانية، فاعلة حقوقية وجمعوية، سفيرة السلام العالمي. قاصّة وروائية وكاتبة مقالات (من المغرب