تعقيب على مقالة السيدة ماجدة سعيد

خيوط التماس :

كتابة رائعة بأسلوب سلس يدخل القلب وينير طريق كل مغربي مهاجر يحمل هم الوطن
لكن مع الأسف الشديد ، مضمون الكلام بعيد المنال خاصة أن مغاربة الخارج خارج ‏المواطنة الكاملة ، لكون السياق العام المعيش والمعاش لمغاربة الخارج قطار خارج سكته ‏ولا يحتاج إلى يوم وطني للمهاجر كعيد يستحق الإحتفاء به والإحتفال .
فبغض النظر عن الوقفة التي نظمتها فدرالية العمال والتجار المغاربة بفرنسا والتي تمثل ‏منخرطيها كجزء بسيط من مغاربة الخارج لها الحق في القيام بأي نشاط تراه صالحا لها ‏ويصب في أهدافها خاصة الأمر يعود للإطار الجمعوي وليس للجالية المغربية .
السيدة ماجدة سعيد لم تقدم في وصفة مقالتها ، أسباب الوقفة المزمع تنظيمها يوم 11 ‏غشت 2022 ، بل أعطت للقاء فيضا من النجاح بعد أن اعتبرت حضور 15 صحفيا ‏وعدد من رجال السلطة مقياسا لأهمية الحدث ، والحدث يتلخص في حضور عدد كبير ‏من أبناء الجالية وليس في ما وصفته السيدة ماجدة ب ” كمشة ” تاع الجالية والكلمة في ‏حد ذاتها تبخس الحدث …
فما يهمني شخصيا كمهتم بشؤون مغاربة الخارج ، أن الواجب يفرض في اللقاء تواجد ‏المعنيين بملف مغاربة الخارج وليس رجال السلطة لمناقشة القضايا العالقة وطرح أسئلة ‏جريئة لفهم أسباب عدم الإعتراف بهذه الشريحة الحية من المواطنين القاطنين بالخارج ، ‏ولماذا تم تقسيم المغاربة وتصنيفهم بالداخل والخارج ؟
فغياب عدد كبير من الجالية وغياب المؤسسات المعنية بما فيها اللجنة الوزارية المكلفة ‏بمغاربة الخارج أمر أفشل اللقاء المفتوح والذي سخر فيه صحافيون للإشعاع والترويج ، ‏ما يدفعنا لقول ما نقوله في كل المناسبات ، إنه الإستهلاك والمناورة ولا يشرفنا الحضور ‏كعناصر التمويه وآلة التطبيل والتزويق والتنميق وكلمات لها مكانتها للتعبير .
السيدة المحترمة ماجدة سعيد ، إن مغاربة الخارج بعد دستور 2011 إلى هذا التاريخ ‏فمغاربة الخارج غير معترف بهم دستوريا لعدم تنزيل الفصول المكتسبة التي كانت فيما ‏مضى سبب النضال وتحققت بجهد جهيد .
لقد أهدر حق مغاربة الخارج الإنتخابي من خلال مؤامرة الأحزاب التي اجتمعت وصوتت ‏لفائدة قانون الإنتخابات الذي أتى على الجالية وأقصاها في حق التمثيلية داخل البرلمان ‏وأعدم حقها السياسي إستقواء وتحكما بعد أن حققت هذه الأحزاب كعكعتها في تسجيل ‏مغاربة الخارج في اللوائح الإنتخابية والتي ستستعمل في انتخابات مجلس النواب كقاسم ‏إنتخابي جديد ، وكمخطط يتخلص من صوت المواطن وسلطته الإختيارية .
إنها اللعنة التي تعبث بها الحكومات المعادية للجاليات المغربية في جميع دول الإقامة ، ‏ليبقى هدفها ألا ترى بين نواب البرلمان من يمثل مغاربة الخارج بالروح الديمقراطية ‏المتعارف عليها في دول الإستقبال ، يريدون ديمقراطية الإستثناء كما هو تدبير الشأن ‏العام المبني على الإستثناء ، فلن تقبل الأحزاب بمن لن يطأطئ الرأس وينحني لتعليمات ‏الأمين العام للحزب ولن يدخل البرلمان إلا من هو منتمي ومنخرط حزبيا ليستجيب ‏للمكتب السياسي وخطه المرسوم في التوجيه .
إذا كنا نؤمن بسلطة العقل فالأجدر مائدة حوار للنقاش قبل تنفيد قرارات متسرعة لا ‏تخضع للتشاور، وغالبا مثل هذه المبادرات توسع الهوة ولا تجبر الضرر .أما عن سلطة ‏الأخلاق فمن الواجب إكتسابها وتنزيلها بكل احترام وتقدير ودون استشراف مضلل لواقع ‏قبل حدوثه فأننا نبخس المبادرة قبل أن نقيمها .
إن أي احتفال باليوم الوطني للمهاجر هو سلوك سابق لأوانه وغير مبرر والجالية غير ‏معترف بها وحقوقها مهضومة تتطلب حوارا موسعا مع كل المتداخلين في قضايا الجالية ‏علما لاتوجد مؤسسة تمثل مغاربة الخارج ودورها تهتم بالملف فقط باستثناء وزارة ‏الجالية التي تعتبر وزارة وصية .
السيدة ماجدة سعيد ، الحكومة الحالية ليس لها إرادة حقيقية في تعيين مخاطب للجالية ، ‏وقد مر 11 شهرا على تدبير الشأن العام بدون وزارة وصية ما يؤكد أن مغاربة الخارج ‏ليست من أولويات هذه الحكومة وتدبيرها الفاشل برز خلال برنامج ” مرحبا ” لهذا العام ‏‏2022 والذي عانت خلاله جاليتنا المر والعلقم لا على مستوى أسعار التذاكر ولا على ‏مستوى الإدارة والمحاكم والممتلكات العقارية التي تم السطو عليها وكثير من الأمور التي ‏تركها المهاجر عالقة وعاد لدولة الإستقبال منهارا يحمل غصة الا عودة ، وطبعا لا أعمم ‏، لكن كثير من أبناء الجالية يؤكدون …
الواجب قبل المناسبات الإحتفالية ، الإعتراف بمغاربة الخارج دستوريا أي تنزيل ‏الفصول التي تهم مغاربة الخارج وتعديل القوانين التي شابت مدونة الإنتخابات التي ‏أقصت 6 مليون مغربي من الترشح والتصويت فحين قبلت بتسجيلهم في اللوائح الإنتخابية ‏التي تبقى مهزلة تاريخية .
يبقى أي نشاط مع الحكومة باعتبارها سلطة تنفيدية في وضع مغاربة الخارج الحالي ( ‏عدم الإعتراف بها ) يعد مسكنة وتبخيس الكرامة والمواطنة .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل