تعقيب على دفاع إلياس العماري عن الإتحاد الإشتراكي

ترددت كثيرا لإنجاز هذا التعقيب لكن قررت في آخر لحظة أن أرد ليس تحديا  ولكن لخلق نقاش عام  حول ما أثير في المقالة التي كتبها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة  بأسلوب صحفي راقي  متمكن من توظيف أدواته وخلق هالة للموضوع  وإصابة الهدف .
الدفاع عن الإتحاد الإشتراكي  لا يهم المغاربة أكثر ما يعني شريحة من المجتمع ناضلت أو تعاطفت  أو انخرطت داخل هذا الحزب العريق ساعة تواجد قياداته القوية والتي شهد لها التاريخ بالنضال  والحراك  من أجل الدفاع عن كرامة المواطن وجعله يسمو بين الشعوب المتقدمة والدول التي تحترم نفسها من خلال تكريس الديمقراطية الحقة وصيانة حقوق الإنسان مما جعله يدفع الثمن في أكثر من مرحلة من خلال شد الحبل  بينه وبين الدولة , أما هذا الجيل من شباب اليوم فقد تشابه  عليه الأمر  بعدما عجت الساحة ب 36 حزب مغربي بنفس الشعارات  بنفس الأسلوب  بنفس الكلمة  والخطاب المتكرر وبنفس الحملات الإنتخابية  وشيطنتها  فالشباب في حاجة لرجالات خدومة ونخب سياسية قادرة على إخراج الشعب من الحياة الضنكا  وإصلاح العدالة  وتوزيع الثروة  .
فالملاحظ ان السيد إلياس العماري أثار موضوع الصحافي والمخبر ولم يثر من سبقهم من السياسي  والمخبر لكون الأخير من باع النضال وكتب تقارير مغلوطة وأدخل الأبرياء السجون  من أجل مقايضة حقيرة لكسب مناصب ومسؤوليات ولجم اللسان والخنوع لكل الإملاءات بالركوع  والسمع والطاعة (…) ولن أذكر السيد إلياس العماري  ماذا فعل السياسيون في الحملة التطهيرية في سنة 1996 دون الرجوع إلى ما قبل أحداث شهداء كوميرا  لكوننا دفنا الماضي بماحمل , ونحن أبناء اليوم  والجيل في حاجة لتدبير محكم بعيدا عن تاريخ لم يحقق لهذا الشعب إلا القليل  في مجال حقوق الإنسان  ومعاناة مستمرة إقتصاديا واجتماعيا  إلى الآن .
السيد إلياس العماري فبالله عليك وأنت رجل  لم تلطخ يديك  بدم ولا بنهب المال الشعب  ولا بسوء تدبير الشأن العام ماذا عن هيئة الإنصاف والمصالحة من هم اليوم في المناصب أليس اليسار القديم الجديد ؟ سا محني إن قلت لك أن السياسي أكبر  متواطئ مخبر  من صحفي  مخبر وكون هذا الإعتقاد دفاعا عن الإتحاد الإشتراكي فالأمر غلط  لأن السيد لشكر أبان عن ضعف أمام إصراره المشاركة في الحكومة  فلا أظن أن الراحل المهدي بن بركة أو الزعيم عبدالرحيم بوعبيد  سينحنيان  من أجل كراسي وزارية  بهذا الشكل المهين فرئيس الحكومة من يختار ومكلف دستوريا بانتقاء من يشارك من الاحزاب في حكومته وليس أن يكون السياسي بضاعة معروضة ويلح ويصر مذلولا أمام رفض رئيس الحكومة مشاركته علنا وفي أكثر من خطاب ,   فأين الشهامة وأين النخوة السياسية فمن يدخل منحنيا  يبقى منحنيا إلى ان يدس كما  تعلمنا من السياسة  الغادرة  .
السيد إلياس العماري , مقالتكم ربما كما أراها شخصيا تصب في عمق الإحتواء  لخلق معارضة من داخل الحكومة لتعزيز وتقوية المعارضة البرلمانية التي اختارها حزب الأصالة والمعاصرة لإضعاف حزب العدالة والتنمية  من موقعه وهذه حنكة سياسية وبرنامج مهندس على المدى القصير لسحب التقة من الحكومة ربما أكون مخطئا ولكن  تبقى وجهة نظر قابلة للنقاش (…)
السيد إلياس العماري ما نعرفه أن هناك علاقة وطيدة بين الصحافة وبين  الأجهزة الأمنية لكن حتى تكون الصورة واضحة فهناك احترام قائم  بين الطرفين على مستوى المعلومة  والأخبار دون التدخل في مهنة الصحفي وسلطته التي يتمتع بها من خلال الفصول الدستورية والقوانين الجاري بها العمل .
وتبقى الأحزاب الأقرب للتعامل مع الأجهزة الأمنية أكثر ما يتعامل الصحافيون وهذا ما يلاحظه الناس وأصبح متداولا بين المنخرطين ….
فاصل ونواصل

حسن أبوعقيل – صحفي

 

Ad image