لم اعرف ماذا تريد المعارضة البرلمانية ؟ والى حدود ما جرى داخل الجلسة التي يحكمها الفصل 100 من الدستور أجهل ممارسة المعارضة لدورها داخل البرلمان ونوعية الأسئلة التي تطرح على رئيس الحكومة من قبل أكثر من حزب ؟ فإذا كانت هذه هي السياسة فأضم صوتي للشيخ محمد عبده “ لعن الله السياسة وساس ويسوس وسائس ومسوس، وكل ما اشتق من السياسة فإنها ما دخلت شيئًا إلا أفسدته“ . فالمعارضة بأسئلتها الهابطة وابتعادها عن الأولويات فإنها لاتزيد إلا في اتساع الهوة بين الممارسة السياسية والمواطنين خاصة أن التقة معدومة (…)
فما يثير الإستغراب في هذه الجلسة أن مادار بين السيد رئيس الحكومة والنائبة عن حزب الأصالة والمعاصرة من تلاسن تحول في نظر حزب الأصالة والمعاصرة إلى تأويل في محاولة لإسقاط اللوم على رئيس الحكومة عندما رد على النائبة في سياق الحديث ” ديالي كبير ” أي يعني حزب العدالة والتنمية وهو ما ترجمه مديع ” الصم ” بحزب العدالة والتنمية وللتأكيد الرجوع إلى القناة الأولى للمشاهدة … فأين يكمن الكلام الساقط ؟ فدارجتنا تؤول حسب أخلاقيات المتحدث فأبناء الزنقة يتحدثون بدارجة اولاد الزنقة وقس على ذلك ما يترتب من خلال سياق الكلام .. فلماذا ثارت المعارضة واعتبرت ما قاله رئيس الحكومة عيبا وقلة الأدب فهل مادار من حديث أو مناقشة كان خارج المؤسسة التشريعية مثلا في حانة او مرقص ليلي أو بيت للدعارة حتى ينقلب سياق الكلام إلى ما فسرته المعارضة في محاولتها لتطبيع كلام الزنقة داخل بيوت المغاربة الشرفاء وغرس ما لفظه الغرب من علمانية لكون بعض الأحزاب تستورد إلا ما هو فاسد .
من صلى الفجر والناس نيام وصلى الظهر والعصر وكان على وضوء وطهارة لايمكنه أن يتلفظ بأسلوب لايليق بالواجب الإحترام فالمشكل يكمن فيمن يسمح لأمه وابنته أن تتبنى شعار ” جسد المرأة ملك لها تفعل فيه ما تريد ” ويستبيح للشواذ ممارسة شذوذهم أمام الناس وأن يدعم الإفطار في رمضان والناس صيام ويحتقر مساجد الله ويتهمها بترهيب المواطنين علما أن إمارة المؤمنين هي حامي الملة والدين في هذا البلد الأمين وليس الماركسيين والماويين والليننيين وممن تجاوزتهم السنيين لجهلهم إلى يوم الدين .
فبؤس السياسة عندما نرى حجم بعض الأحزاب يتقزم في منظور المواطنين خاصة بعدما علموا أن بعض النواب سيرفعون دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة على قوله ” ديالي هو الكبير ” فبالله عليكم هذه السيدة ساعة وقوفها أمام القاضي ماذا ستقول له خاصة بعد أن يطالبها القاضي أن تقول ما قاله السيد بنكيران لكن على لسانها حتى يسمعه شخصيا وماذا ستقول له عندما يطالبها بشرح ما ورد في كلام بنكيران مع العلم أن سياق الكلام كان في حديث عن الحزبين أي بين الأصالة والمعاصرة وبين العدالة والتنمية باعتباره حزب عبد الإله بنكيران …
كان الجدير بالمعارضة أن تلوم الحكومة في تقصيرها حول الأولويات التي تتجلى في تنزيل الفصول الدستورية بدلا من التصفيق والتصويت وتمرير القرارات وقوانين مشاريع .
كان على المعارضة أن تقف حجر عثرة أمام الحكومة وتطالبها قبل أي عمل آخر بمحاسبة المفسدين وتسريع قضايا ناهبي المال العام وقضايا التفويتات للأراضي الفلاحية والعقارية وتحريك الدعوى ضد مغاربة من أصول فرنسية يهاجمون الله ورسوله وملك البلاد (…)
كان على المعارضة أن تنسف مشروع الدعم المالي للإعلام بجميع مكوناته , فلا يعقل دعم صحافة تخدم أجندات خارجية ودعم صحافة تشجع على محاربة القيم الإسلامية وأخرى توجه سهامها للملكية من خلال كتابات مشبوهة كما هو حال بعض جمعيات المجتمع المدني التي كانت السبب في الرفع من ظاهرة الطلاق وتشجيع الزنا من خلال إيواء الأم العازب باسم الحريات (…)
المعارضة في العالم الديمقراطي حريصة على سلامة نسقها السياسي ومدرستها دون المساس وتجاهل كرامة المواطنين وتقاليدهم وخصوصيتهم
فهل يمكن لنائب برلماني مغربي أن ينقل تقاليد بلدنا إلى أي بلد في العالم ؟ طبعا لا يمكن لأن الشعوب التي تحترم حلدتها لاتقبل الدخيل .
مع كامل الإحترام حالنا أتعس من أي بلد آخر …
حسن أبوعقيل – صحفي