تحكم في مدادك تنال رضا العقلاء


خيوط تماس
ليس عيبا أن تقول رأيك وليس ممنوعا أن تعلق وتبدي برأيك, فالحق مكفولا بقوة المواثيق والقوانين لكن ليس من حقك أن تكتب اللغط الكلامي الدفين بداخلك , وتنشره للناس على أنه الحقيقة وتقارن نفسك بأهل القلم فموقعك محفوظ والتجاوز ممنوع .
ليس من حقك أن تغالط الناس بجرأة الفتوة وأنت لا تملك رصيدا في محبرتك من مداد الحقيقة وتنشر ما يحلو لك من عبارات باطنها إفتراء وفبركة تُكتشف مع فجر جديد .
تعلمنا من أساتذتنا أن نقول ” لا ” في الوقت المناسب وأن نقول ” نعم ” في الوقت المناسب , كما أخذنا عمن سبقونا تجاربهم الميدانية وحرصنا على تكريسها في حياتنا المهنية لعلنا نرتقي ونسمو بالرسالة شكلا ومضمونا وأن نجتهد ونبدع دون الإنحراف والإنزلاق عما تعلمناه من مبادئ وأخلاقيات الصحافة .
فالإبحار في عالم الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماعي صعب جدا أمام الأمواج العاتية , فقد تغرق في القعر دون أن تشعر , لكن كان دخولك إليه من باب واسع سهلا جدا وانطلاقا من مجانيته التي هي سياسة لتشجيع الجميع على السباحة بدون تعلمها .
فعندما نطرح أي موضوع فيجب على الناقد أن يتحلى بالأخلاق قبل أن يحرك قلمه أو قبل أن يضغط على أزرار الحروف لكون كل كلمة تسجل عليك وتربطك وتصبح ساعتها مرجعا لها أمام كل الناس لكونك أنت المسؤول .
فقد استغربت أن موضوع الأخبار الزائفة التي لحقت بالنائبة البرلمانية – التي لا أعرفها – وكتبتُ فيه تحت عنوان ” الأخبار الزائفة … هرنطة وغرنطة ” لم يتفاعل القارئ مع موضوع المقالة , بل أكثرهم ساروا على درب تشجيع الخبر الزائف والمفبرك من أجل تصفية الحسابات الحزبية على مستوى الدائرة الإنتخابية ومايجري ويدور بداخل المجلس البلدي (…) بل التعليقات عمت الشخصنة والتلويح بالإرتشاء والتعميم والسوداوية ….
فمنذ انطلاق الولاية التشريعية , لم يتحدث أي كان عن غياب النائبة , وكأن البرلمان المغربي يحضر جلساته كل أعضاء الغرفتين باستثناء وئام المحرشي , فمن أراد الصواب وتحلى بصدق القول فلماذا لم يتحدث صاحب المنشور الذي أثار هذه الزوبعة عن غياب النواب والمستشارين وتطرق لورقة الغياب وساعتها يذكر غياب النائبة , لكن قلم الناشر ربط كتابته باستهداف النائبة البرلمانية وفبرك قصة غيابها ليس عن البرلمان فقط بل عن المغرب وهجرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنها تتقاضى راتبا شهريا من البرلمان من عرق دافعي الضرائب أليس الأمر مقصودا للتشويش عن أسرة المحرشي في هذه الأثناء التي تقترب فيها نهاية الولاية التشريعية والدخول إلى إنتخابات جديدة أليس المنشور عبارة عن حملة إنتخابية سابقة لأوانها في محاولة إثارة الرأي العام المحلي من خلال سرد قصة وهمية ستعود على صاحبها بالشؤم عندما تتحرك الجهات المختصة بالقيام بالواجب القانوني والقضائي والكشف عن سبب هذا النشر الإدعائي .
لسنا ضد الإنتقاذ ولسنا ضد الرأي الآخر بل ضد الأخبار الزائفة وتسويقها في ظل انتشار التفاهة وتكريسها في كل الميادين , لهذا نتصدى لكل باغ بقلم الذل والعار وأن نقول الحقيقة ونتبين قبل النشر وحتى لا نأتي بفسق النبأ .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل