طال المطال أطال وطول , ولا زال السيد رئيس الحكومة لم يشكل حكومته (…) ورغم التعليمات الملكية للسيد بن كيران بتشكيل الحكومة في أقرب الآجال فالوضع كارثي بالنسبة لرئيس الحكومة أمام الشروط التي تواجهه, فحزب الإستقلال ” حميد شباط ” الموعود بمناصب وزارية من جهة و مطالب عزيز أخنوش ” الأحرار ” التي تعتبر الرهان الأكبر لتشكيل الحكومة الجديدة وبين أحزاب أقصتها صناديق الإقتراع ومحاولة السيد بن كيران ليعيدها للحكم , فحين سيضيع بن كيران بين اليقضة والحلم في حالة عودة خائبة إلى المستشارين الملكيين وعجزه عن تشكيل حكومته (…)
الخطاب الملكي من دكار هو الترجمة الحقيقية والسيناريو المشرف لتشكيل الحكومة الجديدة وما دون ذلك فالسيد بن كيران لازال يرى في الحكومة كراسي ومناصب المحسوبية والزبونية الحزبية التي ستعيده إلى المعارضة البرلمانية والإستمرار في الضرب على الوتر الحساس للمواطنين والعودة إلى ما قبل شعار ” عفا الله عما سلف ” بعد أن يصدم بوعي الشارع المغربي الرافض للمعارضة البرلمانية ولا بالأغلبية النيابية لأنه بكل احترام وتقدير مبقاش الشعب يتق في الأحزاب نهائيا .
فبعد الأخطاء السياسية الفضيعة التي ارتكبها السيد بن كيران منذ إعطائه الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة والتي غابت عنها الحكمة والحكامة الجيدة إنطلاقا من المشاورات وتشبته بأحزاب رفضتها إرادة الجماهير الشعبية لتدبير الشأن العام واستعلاءه على اسوار القصر من خلال تصريحاته التي لن يشفع له التاريخ عنها وتمسكه بأحزاب الذل التي وبخها الديوان الملكي وأخرى كانت وزارة الخارجية لها بالمرصاد فلا يمكن لملك البلاد أن يوافق على حكومة تسير مخالفة لخارطة الطريق التي صنعها مغرب العالم الجديد .
فالتشكيل الحكومي لن يكون إلا برضا ملك وشعب , وهذا ما سيتحقق في غضون الأسبوع القادم والإعلان عن حكومة منسجمة لها دراية كافية بالمسيرة الإفريقية الإقتصادية والسياسية و تنطلق من شمال إفريقيا في إطار إحياء الإتحاد المغاربي, تشكيل حكومة تريد للشعب المغربي أن يعيش بكرامته وتدبر السياسات العمومية بكل أمان وإخلاص لا أن تدافع على تقاعد الوزراء ومعاشات البرلمانيين وتمييع المشهد السياسي وإذلال الدولة المغربية أمام الرأي العام الدولي , تشكيل حكومة تعطي الأولويات حقها خاصة الوحدة الترابية ووحدة المغاربة في الداخل والخارج بدلا من خلق الإقصاء والتهميش والإنفصال يتبعها تقارير مغلوطة من أجل صناعة الهوة بين الملك والشعب بغية الإستفراد بملك البلاد وجعله وسط الأحزاب المقايضة بمناصب أو المطالبة بتقليص سلطات الملك (…)
كفانا استهتارا بشعب وفي شعب واعي يستحق تكريمه بمستحقاته الحقوقية الكونية فالفرد منا أفضل من وزير في بطنه السحت أو وزير لم يحكم بالعدال أو وزير ناهب للمال العام ولا احترام لوزير جعل من شعاره عفا الله عما سلف وهو ظالم للعباد .
فاصل ونواضل
حسن أبوعقيل – صحفي